Clinique La Prairie تُطلق صندوق العمر المديد في دبي
بهدف تطوير تقنيات إطالة العمر وتحسين جودته، والتّركيز على الرّعاية الطّبيّة، والتّغذية، والنّشاط البدنيّ، ورفاهيّة الصّحة، مع تخصيص استثماراتٍ مؤهّلةٍ للمستثمرين في الشّرق الأوسط
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت "كلينيك لا بريري" (Clinique La Prairie)، المؤسّسة الرّائدة في علم إطالة العمر منذ عام 1931 ومقرّها مونترو في سويسرا، عن إطلاق صندوق العمر المديد في دبي بهدف الاستثمار في الشّركات الّتي تسعى لتطوير تقنيّاتٍ لتحسين جودة الحياة وإطالة العمر. يُركّز الصّندوق على 4 محاور أساسيّةٍ، تشمل: الرّعاية الطّبيّة، والتّغذيّة، والنّشاط البدنيّ، والصّحة الشّاملة، وذلك بهدف إحداث تغييرٍ حقيقيٍّ في الوصول إلى هذه التّقنيات المبتكرة وجعلها في متناول الجميع.
وأوضح الرّئيس التّنفيذيّ لكلينيك لا بريري، سيمون جيبرتوني، أنّ هذا الصندوق يُعدّ محطّةً مهمّةً في رحلة العيادة نحو توسيع آفاق أبحاثها في مجال العمر المديد، وقال جيبرتوني: "استناداً إلى ما يقرب من قرن من العمل السّريريّ في مونترو، يُمثّل هذا الصّندوق خطوةً استراتيجيّةً جديدةً في نظام كلينيك لا بريري الشّامل، ويُؤكّد التزامنا بتعزيز أفق علوم إطالة العمر". وأضاف: "أرى في هذا الصّندوق مركزاً رئيسيّاً للابتكار الرّائد في هذا المجال".
يقود الصّندوق كلٌّ من جيبرتوني والبروفيسور ستيفان كاتسيكاس، الخبير في التّكنولوجيا الحيويّة والأبحاث والاستثمار، كرئيسين مشاركين للجنة الاستثمار التّابعة للصّندوق، كما سيعتمد فريق إدارة الصّندوق على لجنةٍ استشاريّةٍ علميّةٍ تضمّ خبراء من مجالات الأكاديميا، والطّب، وعلوم الحياة؛ لضمان اتّباع نهجٍ متعدّد التّخصّصات في استراتيجيّات الاستثمار.
شاهد أيضاً: دولُ الخليجِ تتصدّرُ ثورةَ العمر المديد
في تصريحٍ خاصٍّ لمجلة عربية .Inc كشف جيبرتوني أنّ الصّندوق يهدف إلى جمع حوالي 100 مليون يورو (108.58 مليون دولارٍ أمريكيٍّ) في مرحلته الأولى، ويتوقّع إغلاق التّمويل الكامل على 3 مراحل، بإجمالٍ مستهدفٍ قدره 300 مليون يورو (325.73 مليون دولارٍ أمريكيٍّ)، وأشار إلى أنّ دبي كانت الخيار الأمثل لإطلاق هذا الصّندوق بفضل النّهج الاقتصاديّ التّقدميّ لدولة الإمارات وارتفاع الوعي المحليّ بمجال العمر المديد، حيث تزايدت المراكز الصّحيّة والعيادات المتخصّصة في إطالة العمر والرّفاهيّة خلال السّنوات الأخيرة.
وأكّد جيبرتوني أيضاً أنّ المنطقة، وخاصّةً دبي ودول مجلس التّعاون الخليجيّ، تتمتّع ببيئةٍ استثماريّةٍ متميّزةٍ تُشجّع على الاستثمار في تقنيات الصّحّة وإطالة العمر، مشيراً إلى الاهتمام المتزايد لدى المستثمرين المحترفين في هذه القطّاعات، وبيّن أنّ المنطقة تحتضن بالفعل عدداً متزايداً من الشّركات النّاشئة والمشاريع الرّياديّة الّتي تتماشى مع أهداف الصّندوق، ما يُعزّز من فرص تحقيق استثماراتٍ واعدةٍ.
ومن جانبه، عبّر كاتسيكاس عن سعادته بالشّراكة مع كلينيك لا بريري، مؤكّداً أنّ التّعاونَ بين الجانبين سيساهم في دفع الابتكار والتّطوير في مجالات إطالة العمر وتحسين جودة الحياة، قائلاً: "نلتزم بدعم ابتكاراتٍ رائدةٍ تُحدِث تغيّيراً حقيقيّاً في مشهد الشّيخوخة وتحسين جودة الحياة البشريّة".
وأعلن جيبرتوني أنّ الصّندوق قد بدأ فعلاً في عمليّة استكشاف الشّركات النّاشئة المحتملة للاستثمار فيها، موضّحاً أنّه رغم عدم القدرة على الكشف عن تفاصيل المشاريع في هذه المرحلة المُبكّرة، إلّا أنّ الصّندوق يمتلك بالفعل قائمةً قويّةً من الفرص الاستثماريّة الواعدة، وأشار إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُمثّل إحدى الأسواق الاستراتيجيّة، حيث توفّر إمكانيّاتٍ اقتصاديّةً ضخمةً ونموّاً ملحوظاً في قطّاعات تكنولوجيا الصّحة والمُبتكرين، وهي مجالاتٌ تمثّل أهدافاً رئيسيّةً للصّندوق.
ويأتي اختيار دبي لإطلاق الصّندوق في ضوء المشاريع الحاليّة والمستقبليّة لكلينيك لا بريري في دول الخليج، مثل "مركز العمر المديد في دبي" الكائن في ون أند أونلي ون زعبيل (One&Only One Za'abeel) ومنتجع الصّحة في "أمالا" بالمملكة العربية السّعوديّة، إذ يعكس هذا التّوسّع التزام كلينيك لا بريري بتقديم حلولٍ فعّالةٍ لزيادة العمر وتحسين جودة الحياة في المنطقة.
وبحسب تقريرٍ لمعهد ماكنزي للصّحة (McKinsey Health Institute)، فقد ارتفع متوسّط العمر العالميّ من 54 عاماً في السّتينيّات إلى 73 عاماً حاليّاً. ومع ذلك، ما زالت السّنوات التي نقضيها في حالةٍ صحيّةٍ متدهورةٍ كما هي، حيث يقضي معظم النّاس ما يقارب نصف حياتهم في صحّةٍ متوسّطةٍ إلى ضعيفةٍ، و12% منها في حالةٍ صحيّةٍ سيّئةٍ، كما وتُقدّر منظّمة الصّحة العالميّة (WHO) أنّنا نفقد عقداً كاملاً من حياتنا بسبب سوء الصّحة، ويسعى مفهوم إطالة العمر إلى استعادة هذا العقد وتحسين نوعيّة الحياة طوال فترة العمر.
بهذا التّوجّه، يهدف صندوق كلينيك لا بريري إلى ريادة الابتكارات الّتي تُعزّز من فرص الحياة الصّحيّة وطول العمر في بيئةٍ متجدّدةٍ تقنيّاً واستثماريّاً، واضعاً دبي ودول الخليج العربي كمنصّةٍ رئيسيّةٍ لهذا الابتكار في المستقبل القريب.