Elon Musk يطرد 8 من موظفي SpaceX لوصفهم إياه "بمصدر الإحراج"
دروسٌ في فن القيادة السلبية وكيف تتسبب بمواجهة شركتك لدعاوى قضائية لا حصر لها
في يومِ الأربعاء الفائتِ رفعت لجنةُ العلاقاتِ العماليّةِ الوطنيّةِ دعوى قضائيّة ضدَّ شركةِ إيلون ماسك، SpaceX، مُتهمةً إياها بفصلِ ثمانيةِ موظفينَ بطريقةٍ غيرَ قانونيّةٍ لأنّهم وصفوا ماسك بأنّهُ "مصدرٌ للإحراجِ" في رسالةٍ مفتوحةٍ إلى زملائِهم، وفي اليوم التّالي لتقديمِ الدّعوى، أطلقَ ماسك رداً قانونياً يشككُ في إجراءاتِ وشرعيّةِ اللجنةِ ذاتها.
بصرفِ النّظرِ عن نتائجِ الدعاوى القضائيّة، يواصلُ ماسك -كما اعتادَ في الآونةِ الأخيرةِ- تقديمَ أمثلةٍ حيّةٍ على كيفيّةِ "عدمِ القيادةِ"؛ فقد سمحَ لأنانيّتهِ وشغفهِ بالشّهرةِ أن يطغى على مصلحةِ موظّفيهِ وشركتهِ، ناهيكَ عن العقلانيّةِ البسيطةِ، إنّها درسٌ في الجانبِ المعتمِ لكونِ المرءِ مؤسّساً ناجحاً بشكلٍ استثنائيٍّ، ويتوجّبُ على كلّ رائدِ أعمالٍ وقائدٍ تجاريٍّ أن يتنبهَ لها.
لفهمِ هذهِ القصّةِ بشكلٍ كاملٍ، ينبغي العودةُ إلى الوراءِ حتّى عامِ 2016، حيثُ كانَ ماسك يسافرُ على متنِ طائرةٍ تابعةٍ لـ SpaceX، وفقاً للتّقارير، شُجعت مضيفةُ طيرانٍ -كانت تعملُ على أساسِ عقدٍ- من قبلِ مسؤوليها على أن تصبحَ معالجةَ تدليكٍ مرخّصةٍ لتتمكّنَ من إعطاءِ ماسك مساجاتٍ أثناءَ الرّحلاتِ، وخلال جلسةِ مساجٍ، زُعمَ في شكوى لاحقةٍ أنّهُ أراها منطقةً حسّاسةً من جسمهِ، ولمسَ ساقَها دون إذنٍ، وعرضَ عليها شراءَ حصانٍ مقابلَ "خدماتٍ إضافيّةٍ"، رفضتِ العرضَ ووجدت لاحقاً أنّ ساعاتِ عملِها قد تمَّ تقليصُها.
لم يكن معلوماً لأحدٍ هذهِ التّفاصيلَ في حينِها، استأجرتِ المضيفةُ محامياً وقدّمت شكوى إلى قسمِ المواردِ البّشريةِ في SpaceX، حيثُ توصلوا إلى جلسةِ توفيقٍ حضرها ماسك نفسهُ، وتمّ الاتفاقُ على دفعِ تسويةٍ قدرُها 250,000 دولار للمضيفةِ مقابلَ موافقتِها على عدمِ رفعِ دعوى قضائيّةٍ وتوقيعِها على اتّفاقيّةِ عدمِ الإفشاءِ.
"أخيراً نستطيع استخدام Elongate "إيلونجيت" كمرادف للفضيحة"
لكنَّ القصّةَ لم تنتهِ عند هذا الحدِّ، ففي عام 2022 علمت Insider بالاتّفاقِ ونشرت تقريراً عنهُ، ونفى ماسك الواقعةَ جملةً وتفصيلاً (ممّا يثيرُ تساؤلاً حول سببِ دفعِ شركتهِ لتسويةِ لمطالبةِ بلا أساسٍ)، واستهزأَ بالموضوعِ على تويتر، معلّقاً بأنَّ "أخيراً نستطيعُ استخدام "إيلونجيت" كاسمٍ للفضيحةِ؛ إنّها مناسبةٌ تماماً".
Finally, we get to use Elongate as scandal name. It’s kinda perfect. 🤣 https://t.co/qSNH7lsn72
— Elon Musk (@elonmusk) May 20, 2022
ملاحظة المترجم: "Elongate" تعني فضيحة تتعلق بإيلون ماسك.
لم تلقَ تعليقاتهُ استحسانَ عددٍ من موظّفي SpaceX، خاصةً في ضوءِ تقاريرٍ من نساءٍ عديداتٍ عملنَ كمتدرّباتٍ في الشّركةِ تفيدُ بأنّ التّحرّشَ الجنسيّ كانَ متفشيّاً وأنّ الإبلاغَ عنهُ لقسمِ المواردِ البشريةِ لم يحققّ أيّ نتائجَ، وكتبت واحدةً منهنّ في مقالٍ أنّها خلالَ عامينِ كمتدربةٍ "تعرّضت لمحاولاتِ تحرّشٍ جنسيّةٍ من عدّةِ رجالٍ".
في ذلكَ الوقتِ، بدت غوين شوتويل، الرّئيسةَ التّنفيذيَةَ لعمليّاتِ SpaceX، أنَّها تأخذُ الشّكاوى على محملِ الجدِّ، وشجّعت أيّ شخصٍ تعرّضَ للتّحرشِ على التّحدثِ، "لا يمكنُنا إصلاحُ ما لا نعرُفه"، كتبت في رسالةِ بريدٍ إلكترونيّ إلى الموظفينَ، مضيفةً أنّ جميعَ التّقاريرِ عن سوءِ السّلوكِ ستخضعُ للتّحقيقِ الشّاملِ وستُتخذُ الإجراءاتِ المناسبةِ إذا تمَّ انتهاكُ سياساتِ التّحرشِ للشّركةِ، ومع ذلكَ، بعثت سخريةُ ماسك العلنيّةَ من ادّعاءاتِ التّحرشِ ضدّهِ برسالةٍ مغايرةٍ، وشعرَ العديدُ من الموظّفين بذلكَ.
لذا صاغوا رسالةً مفتوحةً إلى الشّركةِ. "سلوكُ إيلون في السّاحةِ العامّةِ هو مصدرٌ متكرّرٌ للتّشتيتِ والإحراجِ بالنّسبةِ لنا، خاصّةً في الأسابيعِ الأخيرةِ،" كتبوا، ودعوا الشّركةَ إلى "معالجةِ وإدانةِ سلوكِ إيلون الضّارِّ على تويتر علناً".
كانَ ردُّ فعلِ SpaceX على الرّسالةِ سريعاً وقاسيّاً، وتمَّ فصلُ خمسةٍ من مؤلّفي الرّسالةِ على الفورِ، وثلاثة آخرين بعد ذلك بوقتٍ قصيرٍ، ويُزعم أنّ جون إدواردز، نائبُ رئيسِ SpaceX، دعا إلى اجتماعٍ للمهندسين أخبرهم فيهِ أنّ ماسك، كرئيسٍ تنفيذيّ، يمكنُه فعلُ ما يشاء. وسألَ أحدَهم إذا كانَ ذلكَ يشملُ التّحرشَ الجنسيّ بالموظفين، ويبدو أنّ إدواردز لم يرد.
اللجنة ترفع دعوى وSpaceX تردُ
مجدّداً ربّما كانت هذه الأحداث قد شكلّت ختامَ الحكايةِ، ومع ذلك في يومِ الأربعاءِ، أقدمتْ لجنةُ العلاقاتِ العماليّةِ الوطنيّةِ على رفعِ دعوى قضائيّةٍ ضدَّ SpaceX، موجّهةً اتّهاماتٍ لها بخرقِ حقوقِ الموظّفين المتعلّقة بالفصلِ غير القانونيّ عندَ مطالبتهم بتحسينِ الظّروفِ المهنيّةِ، وذلكَ وفقاً لأحكامِ قانونِ العلاقاتِ العماليّةِ الوطنيّةِ.
من جانبها ردّت SpaceX بدعوى مضادةٍ تشككُ في دستوريّةِ إجراءاتِ اللّجنةِ، الأمرُ الذي يتضمّنُ إجراءَ جلساتِ استماعٍ تحتَ إشرافِ قضاتِها الإدارييّن، معتبرةً ذلكَ تضارباً في المصالحِ. وبينما قد يجدُ بعضٌ منّا تسليةً في متابعةِ هاتينِ الدّعوتين القضائيتين؛ فإنَّ الواقعَ يبقى مريراً بالنّسبةِ لـ SpaceX، الشّركةُ الّتي كان يُفترضُ أن تكونَ مشهورةً عالميّاً بإنجازاتِها البارزةِ في مجالِ الفضاءِ، تجدُ نفسَها الآنَ تحملُ عبء سمعةٍ سلبيّةٍ مرتبطةٍ بالتّحرشِ الجنسيّ غيرِ المحدودِ وفصلِ الموظفين الّذينَ يصرّحون بآرائهم بجرأةٍ.
شاهد أيضاً: الخطأ الذي منع Microsoft من السيطرة على سوق الهواتف الذكية
إنّها تمثّلُ حالةً نموذجيّةً، وربّما تكونُ متطرّفةً، لمؤسّسٍ أصبحَ متورّماً بإنجازاتهِ الخاصّةِ، ويضعُ غرورهُ ومزاجهُ المتقلّبَ قبلَ مصلحةِ شركتهِ، ماسك، واحدٌ من أغنى الأشخاصِ في العالمِ، بإمكانهِ تحمّلُ دفعِ أي غراماتٍ قد تفرضُ عليهِ؛ لذلكَ حتّى إذا نجحتِ اللّجنةُ في دعواها ضدّهُ، قد لا يكونُ ذلكَ مصدرَ إزعاجٍ كبيرٍ بالنّسبةٍ لهُ. ما هو أكثرُ إثارةً للقلقِ، يبدو أنّهُ لا يعيرُ اهتماماً كافياً لرفاهيّةِ أو معنويّاتِ موظّفي شركتهِ، وهي حقيقةٌ قد لا يتمكّنُ الكثيرُ من قادةِ الأعمالِ من التّغاضي عنها، مهما كانت نواياك، تجنّب ارتكابَ الأخطاءِ نفسِها.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.