الرئيسية تكنولوجيا شركة الروبوتات Figure تكشف عن طفرة جديدة في الذكاء الاصطناعي

شركة الروبوتات Figure تكشف عن طفرة جديدة في الذكاء الاصطناعي

اختراقٌ تقنيٌّ يمنح الرّوبوتات قدرةً متقدّمةً على التّفاعل مع بيئتها بتناغمٍ، دون الحاجة إلى تدريبٍ مكثّفٍ مسبقٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

أعلنت شركة "فيجر" (Figure)، النّاشئة في وادي السّليكون والمُتخصّصة في تطوير الرّوبوتات الشّبيهة بالبشر، عن "هيليكس" (Helix)، وهو نموذج ذكاء اصطناعي متقدّمٍ تدّعي الشّركة أنّه يُمكّن الرّوبوتات من التّفاعل مع البيئة من حولها، والتّقاط الأجسام بسهولةٍ، والعمل بتناغمٍ مع روبوتاتٍ أخرى، والتّحكّم بسلاسةٍ في الجزء العلويّ من أجسامها.

يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع قليلةٍ من إنهاء فيجر لاتّفاقيّتها مع "أوبن إيه آي" (OpenAI)، حيث كانت الشّركتان تعملان معاً على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصّصةٍ لروبوتات فيجر. ورغم هذا الانفصال، يبدو أنّ الشّركة لم تتأثّر سلباً، بل بالعكس، فقد نجحت في جمع 1.5 مليار دولارٍ من المستثمرين، ممّا يعكس الثّقة الكبيرة في إمكانيّاتها.

وفي منشورٍ على مدوّنتها، أكّدت فيجر أنّ هيليكس يمثّل خطوةً رئيسيّةً نحو إدخال الرّوبوتات الشّبيهة بالبشر إلى المنازل والبيئات اليوميّة. وأحد الجوانب المميّزة لهذا النّموذج الجديد هو أنّه لا يحتاج إلى تدريبٍ مكثّفٍ أو مئاتٍ من الأمثلة العمليّة لأداء مهامٍّ محدّدةٍ، على عكس الإصدارات السّابقة. وبدلاً من ذلك، تمّ تصميم هيليكس بحيث يمكن للرّوبوتات التّعرّف على الأشياء والتّفاعل معها حتّى لو لم تصادفها من قبل.

ووفقاً للنّصّ الصّادر من الشّركة، فإنّ الرّوبوتات التي تعمل بهيليكس قادرةٌ على التّقاط أيّ جسمٍ منزليٍّ صغيرٍ تقريباً، ممّا يفتح الباب أمام إمكانيّاتٍ غير مسبقةٍ في استخدام الرّوبوتات لأداء الأعمال المنزليّة ومساعدة البشر في حياتهم اليوميّة.

ولتوضيح قدرة هيليكس، نشرت فيجر مقطع فيديو يظهر فيه رجلٌ يطلب من روبوتين، مزوّدين بالنّموذج الجديد، ترتيب محتويات كيس بقّالةٍ. وبعد لحظاتٍ من تحليل المنظر، بدأ الرّوبوتان في التّحرّك بطريقةٍ سلسةٍ وطبيعيّةٍ، ففتحا باب الثّلّاجة، ووضعا معظم الأطعمة في أماكنها المناسبة، ثمّ وضع أحدهما تفّاحةً في وعاء التّقديم. يعكس هذا المشهد تطوّراً كبيراً في قدرة الرّوبوتات على فهم المهامّ وتنفيذها بشكلٍ مستقلٍّ، دون الحاجة إلى برمجةٍ محدّدةٍ مسبقاً لكلّ مهمّةٍ.

قبل الكشف عن هيليكس، كانت فيجر قد أبرمت اتّفاقيّة شراكةٍ مع أوبن إيه آي، بهدف تخصيص نماذج الذكاء الاصطناعي لتعمل بسلاسةٍ مع روبوتات فيجر. ومع ذلك، في 4 فبراير، أعلن مؤسّس الشّركة بريت أدوك عبر منصّة "إكس" (X) أنّه قرّر إنهاء هذه الشّراكة والتّركيز على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي داخليٍّ كاملٍ، ممّا يشير بوضوحٍ إلى الاستعداد للكشف عن هيليكس.

وأكّد أدوك أنّ فيجر كانت تعمل على تطوير هذا النّموذج منذ أكثر من عامٍ، مشيراً إلى أنّ الشّركة حقّقت اختراقاً هائلاً في مجال الذكاء الاصطناعي الخاصّ بالرّوبوتات، ممّا جعلها مستقلّةً تماماً في تطوير التّقنيّة الخاصّة بها دون الحاجة إلى الاستعانة بأوبن إيه آي.

والجدير بالذكر أنّ شهر فبراير كان حافلاً بالأحداث لفيجر. ففي 14 فبراير، كشفت "بلومبرغ" (Bloomberg) أنّ الشّركة تجري محادثاتٍ مع المستثمرين، من بينهم "ألين فنشر" (Align Venture) و"باركواي فنشر كابيتال" (Parkway Venture Capital)؛ لجمع 1.5 مليار دولارٍ، ممّا سيرفع قيمة الشّركة إلى 39.5 مليار دولارٍ.

وفقاً للتّقرير، فإنّ السّبب الرّئيسيّ وراء هذا الاهتمام المتزايد من المستثمرين هو الاختراق التّقنيّ الّذي حقّقته الشّركة، والّذي سرّع خططها لطرح الرّوبوتات في السّوق الاستهلاكيّ. يبدو أنّ المستثمرين قد حصلوا على نظرةٍ مبكّرةٍ على هيليكس، ممّا عزّز من ثقتهم في قدرة فيجر على قيادة مستقبل الرّوبوتات الذّكيّة في المنازل.

ورغم أنّ الشّركة تحقّق تقدّماً كبيراً، إلّا أنّها ليست الوحيدة الّتي تسعى إلى جعل الروبوتات البشرية حقيقةً واقعيّةً. فقد كشفت "رويترز" (Reuters) في تقريرٍ حديثٍ أنّ "ميتا" (Meta) تعمل على إنشاء قسمٍ جديدٍ متخصّصٍ في تطوير روبوتاتٍ مدعّمةٍ بالذكاء الاصطناعي.

وفي الوقت نفسه، نجحت شركة "أبتروينك" (Apptronik)، وهي شركةٌ ناشئةٌ أخرى في مجال الرّوبوتات، في جمع 350 مليون دولارٍ، وكان من بين المستثمرين "غوغل ديب مايند" (Google DeepMind). كما أنّ "تسلا" (Tesla) تواصل تطوير روبوتها الشّهير "أوبتيموس" (Optimus)، وسط شائعاتٍ بأنّ "آبل" (Apple) قد تدخل هذا المجال أيضاً.

ماذا بعد؟ من الواضح أنّ مجال الرّوبوتات البشريّة يشهد نقلةً نوعيّةً، مع دخول لاعبين كبار في السّباق، وتطوّراتٍ سريعةٍ في الذكاء الاصطناعي تجعل الرّوبوتات أكثر قدرةً على التّفاعل مع البيئة المحيطة بها. ويبقى السّؤال: هل ستتمكّن فيجر من أن تكون الرّائدة في هذا المجال، أم أنّ روّاد التّقنيّة سيستحوذون على الفرصة؟

في جميع الحالات، يبدو أنّ المستقبل القريب سيشهد ظهور روبوتاتٍ قادرةٍ على العمل في المنازل، ومساعدة البشر في حياتهم اليوميّة، بطرقٍ لم نكن نتخيّلها قبل سنواتٍ قليلةٍ فقط.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: