الرئيسية الأخبار Flow48 الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 69 مليون دولار

Flow48 الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 69 مليون دولار

الشّركة المتخصّصة في تمويل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة تخطّط للتّوسّع في السعودية وتعزيز منصّتها بتقنياتٍ متقدّمةٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

نجحت شركة "فلو48" (Flow48)، المُتخصّصة في التّكنولوجيا الماليّة وتمويل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في الأسواق النّاشئة، في جمع 69 مليون دولارٍ أمريكيٍّ خلال جولة تمويلٍ من السّلسلة "أ"، والّتي شملت تمويلاً مشتركاً من الدّين والأسهم.

وجاءت الجولة بقيادة شركة رأس المال المغامر الفرنسيّة "بريغا" (Breega) وشركة الاستثمار المخاطر "212" (212) الّتي تتّخذ من لوكسمبورغ مقرّاً لها، إلى جانب مستثمرين آخرين، مثل: "سبيدإنفست" (Speedinvest)، و"دافني" (Daphni)، و"إنديفور كاتاليست" (Endeavor Catalyst)، و"إيفولوشن فينتشرز" (Evolution Ventures)، و"بلس في سي" (Plus VC).

تأسّست فلو48 عام 2022، وتقدّم حلول تمويلٍ فوريّةً للشّركات الصّغيرة والمتوسّطة عبر تحويل إيراداتها المستقبليّة إلى رأس مالٍ مباشرٍ بشروطٍ مرنةٍ. ووفقاً لخطّطها، تعتزم الشّركة استخدام هذا التّمويل لتعزيز وجودها في كلٍّ من جنوب أفريقيا والإمارات العربيّة المتّحدة، بالإضافة إلى توسيع عمليّاتها في السّوق السّعودية المزدهرة.

وفي مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، أوضح إدريس الرفاعي، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "فلو48" (Flow48)، أنّ هذا الاستثمار الجديد سيمكّن الشّركة من تنفيذ خارطة طريقها للنّموّ لعام 2025، والّتي تهدف إلى زيادة حجم محفظة القروض المستحقّة بشكلٍ كبيرٍ، ممّا يساعد على استقطاب مستثمرين مؤسّسيين كبارٍ للدّخول في عمليّات توريق المحفظة.

وقال الرّفاعي: "يُعتبر هذا النّهج خطوةً استراتيجيّةً أساسيّةً لشركات الإقراض، حيث يتيح لنا نشر مئات الملايين من الدّولارات بالتّعاون مع كبار المقرضين المؤسّسيين. ولكن لتحقيق ذلك، يجب علينا أوّلاً تنمية محفظتنا باستخدام رأس المال الحاليّ والوصول إلى الحجم المطلوب".

أشار الرفاعي إلى أن توسّع فلو48 في السعودية يعدّ خطوةً طبيعيّةً نظراً للنّموّ السّريع الّذي يشهده قطّاع الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة هناك، وأضاف: "اخترنا السّعودية لأنّها تمثّل أكبر اقتصادٍ في مجلس التّعاون الخليجيّ، وسوق الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة فيها أكبر بثلاثةٍ إلى أربعة أضعافٍ من نظيرتها في الإمارات، ممّا يوفّر فرصة توسّعٍ ضخمةً".

وتابع قائلاً: "علاوةً على ذلك، تقود السعودية مبادراتٍ اقتصاديّةً طموحةً بدعمٍ حكوميٍّ، أبرزها رؤية 2030، الّتي تركّز على تطوير قطّاع الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة كمحورٍ رئيسيٍّ لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النّفط. وتلعب هذه الشّركات دوراً جوهريّاً في خلق الوظائف وتعزيز الابتكار وتعزيز استقرار الاقتصاد؛ لذا فإنّ توفير رأس المال لها يعدّ أمراً بالغ الأهميّة. وبفضل هذه العوامل الإيجابيّة في السّوق، نحن واثقون من أن حلول فلو48 ستحقّق نجاحاً كبيراً وترسّخ مكانتها كشريكٍ رئيسيٍّ في تمويل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في المنطقة".

بحسب الرفاعي، تُمثّل الأسواق النّاشئة فرصةً هائلةً لشركة فلو48، حيث إنّ الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة لا تزال تعاني نقصاً شديداً في التّمويل، إذ قال: "تُعدّ الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة العمود الفقريّ لأيّ اقتصادٍ قويٍّ، وأحد الفروق الجوهريّة بين الدّول المتقدّمة والنّاشئة هو مدى قوّة بيئة الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة لديها".

وأضاف أنّ الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في الأسواق المتقدّمة، مثل الولايات المتّحدة وأوروبا، تحظى بدعمٍ مؤسسيٍّ قويٍّ وأنظمةٍ ماليّةٍ شفّافةٍ، في حين تواجه نظيراتها في الأسواق النّاشئة تحديّاتٍ هائلةً، حيث تتردّد المؤسّسات الماليّة في تقديم القروض لها؛ بسبب ارتفاع المخاطر وضعف البيانات الماليّة المدقّقة.

وأشار إلى أنّ البنية الاقتصاديّة التّقليديّة في الخليج ركّزت تاريخيّاً على قطّاعاتٍ، مثل النّفط والغاز، ممّا حدَّ من تنوّع ريادة الأعمال وصعوبة وصول الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة إلى رأس المال.

وأوضح: "في السعودية والإمارات، تسهم الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة بنحو 30% من النّاتج المحليّ الإجماليّ، وتوفّر 80-90% من فرص العمل، ولكنّها لا تحصل سوى على 6-8% من إجمالي القروض البنكيّة. وفي المقابل، تحصل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في الولايات المتّحدة على 30-40% من التّمويل البنكيّ، ممّا يبرز فجوةً هيكليّةً ضخمةً في إقراض هذا القطّاع في المنطقة، ممّا يفرض الحاجة إلى حلول تمويلٍ بديلةٍ".

أكّد الرفاعي أنّ الحلول الرّقميّة، مثل تلك الّتي تقدّمها فلو48، تُحدث تحوّلاً كبيراً في قطّاع تمويل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة، حيث تعتمد على البيانات البديلة والتّحليل الذّكيّ لتقييم المخاطر، ممّا يسهم في توسيع نطاق التّمويل.

وقال: "تواجه البنوك التّقليديّة صعوباتٍ كبيرةً في إقراض الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة؛ بسبب تفتت البيانات الماليّة وضعف أدوات تقييم المخاطر. ولكن منصّتنا تعالج هذه المشكلة من خلال خوارزميّةٍ متقدّمةٍ تُحلّل كشوفات الحسابات المصرفيّة للشّركات، وإعادة بناء التّدفّقات الماليّة، واكتشاف أيّ نشاطٍ احتياليٍّ. وهذا يتيح للبنوك تصفية وتقييم المقترضين بشكلٍ أسرع، ممّا يسهّل وصولهم إلى التّمويل".

رغم تركيز فلو48 الحاليّ على الإمارات والسعودية وجنوب أفريقيا، يرى الرّفاعي أنّ الشرّكة تمتلك إمكاناتٍ كبيرةً للتّوسّع في أسواقٍ أخرى داخل منطقة الخليج وأفريقيا. وقال: "في المستقبل القريب، سيظلّ تركيزنا على هذه الأسواق الثّلاثة، لكن رؤيتنا طويلة الأجل تهدف إلى ترسيخ مكانة فلو48 كلاعبٍ رئيسيٍّ في تمويل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة عبر الخليج وبعض الدّول الأفريقيّة الّتي تمتلك بيئةً خصبةً لتطور التّكنولوجيا الماليّة".

كما تخطّط الشّركة لتعزيز منصّتها بميّزاتٍ جديدةٍ وتحسين حلول التّمويل قصير الأجل، إضافةً إلى إطلاق منتجاتٍ مبتكرةٍ، مثل: بطاقات الائتمان للشّركات الصّغيرة والمتوسّطة، والتّعاون مع المؤسّسات الماليّة الكبرى بطرقٍ جديدةٍ.

أكّد الرفاعي أنّ منطقة الخليج تشهد طفرةً في الاستثمار المخاطر، حيث بلغ إجمالي التّمويل الاستثماريّ 3.5 مليار دولارٍ عام 2023، مسجّلاً زيادةً بنسبة 30% على أساسٍ سنويٍّ رغم التّحديات الاقتصاديّة العالميّة. ولكنّه أشار إلى وجود فجوةٍ في جولات التّمويل المتقدّمة (B وC) في المنطقة، ممّا يفرض تحديّاً على الشّركات النّاشئة الّتي تسعى للنّموّ دون الحاجة إلى البحث عن تمويلٍ خارجيٍّ.

وفي ختام حديثه، نصح الرفاعي روّاد الأعمال بالحفاظ على المرونة والاستعداد لجذب المستثمرين عبر تبنّي الرّقمنة وتحسين ممارسات إدارة البيانات الماليّة. وقال: "الشّركات الّتي نجت من التّحديّات الاقتصاديّة الأخيرة في وضعٍ مثاليٍّ للاستفادة من موجة النّموّ القادمة. لذلك، استمرّوا في البناء، وتواصلوا مع المستثمرين، واستفيدوا من الزّخم المتزايد في السّوق".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: