الرئيسية الذكاء الاصطناعي Google تُحدث ثورةً في التسوق باستخدام الذكاء الاصطناعي

Google تُحدث ثورةً في التسوق باستخدام الذكاء الاصطناعي

غوغل تقدّم أدواتٍ مبتكرةً لتخصيص تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة التّشغيليّة، ممّا يمهّد الطّريق لتجار التّجزئة لمواكبة ثورة التكنولوجيا الحديثة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تزامناً مع انطلاق معرض "الاتّحاد الوطنيّ لتجارة التّجزئة 2025" (NRF 2025)، المعروف بـ"الحدث الكبير"، والمُقام في نيويورك هذا الأسبوع، كشفت شركة "غوغل" (Google) عن مجموعة أدواتٍ تهدف إلى مساعدة تجّار التّجزئة على مواكبة ثورة الذّكاء الاصطناعيّ.

أوضحت غوغل، في منشورٍ عبر مدوّنتها، أنّ هذه الأدوات تركّز على كيفيّة استخدام "الوكلاء المدعمين بالذكاء الاصطناعي" و"البحث المعزّز بالذكاء الاصطناعي" لتمكين تجّار التّجزئة من تحسين الكفاءة وتقديم تجربات تسوّقٍ أكثر تخصيصاً لتلبية متطلّبات العصر الحاليّ.

وأشارت تصريحاتٌ مشابهةٌ، بما فيها تلك الصّادرة عن الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، سام ألتمان، إلى قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على تعزيز الكفاءة في العمل المكتبيّ التّقليديّ، ولإثبات جدّيّة وعودها المتعلّقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في قطّاع التّسوّق، قدّمت غوغل أمثلةً ملموسةً تظهر كيفيّة استفادة تجّار التّجزئة من هذه التّقنيّات بالفعل.

وفي منشور شركة غوغل، أكّدت كاري ثارب، نائب رئيس قسم الحلول والصّناعات العالميّة في "غوغل كلاود" (Google Cloud)، إنّ قطّاع التّجزئة، على عكس القطّاعات الأُخرى، معتادٌ على التّغيّر، ولكنّها أوضحت أنّ اللّحظة الحاليّة تبدو مختلفةً، وأرجعت ذلك إلى التّقدّم السّريع في الذكاء الاصطناعي، الّذي يخلق إحساساً بالإلحاح والفرص لتلبية توقّعات العملاء المتطوّرة.

ورأت غوغل أنّ الذكاء الاصطناعي، كما يساعد القطّاعات الأُخرى على تحسين كفاءتها، يمكنه مساعدة تجّار التّجزئة في مواجهة تحدّياتٍ رئيسيّةٍ تشمل ارتفاع التّكاليف ومشكلات سلاسل التّوريد، وقد سلّطت الضّوء على منصّتها "إيجينت سبيس" (Agent Space)، الّتي تتيح للشّركات إنشاء وكلاء أذكياء بسهولةٍ، إذ يتميّز هؤلاء الوكلاء الذّكيّون المدعمون بالذّكاء بقدراتٍ تفوق أنظمة الدّردشة التّقليديّة، مثل "شات جي بي تي" (ChatGPT)، الّتي تعتمد فقط على تقديم الرّدود.

حيث صُمّم هؤلاء الوكلاء باستخدام تقنيّاتٍ متقدّمةٍ في الذّكاء الاصطناعيّ، ممّا يتيح لهم تنفيذ مهامّ فعليّةٍ داخل البيئات الرّقميّة، مثل ملء النّماذج الإلكترونيّة أو البحث التّلقائيّ عن المعلومات، كذلك يتمتّعون بدرجةٍ عاليةٍ من الاستقلاليّة، حيث يمكنهم التّعلّم والتّكيّف مع الظّروف المختلفة الّتي يواجهونها أثناء العمل.

كما أعلنت شركة غوغل أنّ نظامها الجديد إيجينت سبيس يُتيح لتجّار التّجزئة الاستفادة من إمكانيّات الذكاء الاصطناعي؛ لتخصيص تجربة العملاء بشكلٍ أفضل، إذ يمكّن هذا النّظام الشّركات من تقديم توصيات منتجاتٍ مخصّصةٍ، والإجابة على استفسارات العملاء في الوقت الفعليّ، وتوجيه المتسوّقين خلال عمليّة الشّراء، وقد شبّهت غوغل هذه التّقنيّة بما قدّمته شركة "سيلزفورس" (Salesforce) مؤخّراً، حيث أطلقت نظاماً يعتمد على الوكلاء الذّكيّين، وقيل إنّه يتمتّع بقدرةٍ على أداء دورٍ ممثّل المبيعات بفعاليّةٍ.

وبيّنت غوغل أنّ وكلاء الذكاء الاصطناعي يمكنهم تحسين العمليّات التّشغيليّة عن طريق أتمتة المهامّ، مثل: إدارة المخزون، وخدمة العملاء، ومنع الخسائر، وأكّدت أنّ هذا يتيح للموظّفين التّركيز على أعمالٍ أكثر قيمةً وإنتاجيّةً.

كذلك تمّ طرح مجموعةٍ من الأنظمة الأخرى، أبرزها تعديلٌ على نظامها "فيرتكس إيه آي سيرش فور كوميرس" (Vertex AI Search for Commerce)، حيث اعتمدت فيه على نماذج لغويّةٍ متقدّمةٍ لتعزيز تجربة اكتشاف المنتجات. ويهدف هذا التّعديل إلى تسهيل عثور العملاء على منتجاتٍ مشابهةٍ لما يبحثون عنه. بالإضافة إلى ذلك، عرضت الشّركة نظام "كونيكتد ستورز" (Connected Stores)، الّذي يربط أجهزة العملاء، مثل الهواتف الذّكيّة، بالتّقنيّات داخل المتاجر باستخدام الذكاء الاصطناعي، ممّا يعزّز تجربة التّسوّق بشكلٍ ملموسٍ.

ولإبراز كيفيّة استفادة تجّار التّجزئة من الذكاء الاصطناعي، ذكرت شركة غوغل أنّ متجر "وايفير" (Wayfair)، المتخصّص في بيع مستلزمات المنازل عبر الإنترنت، حقّق تحسيناتٍ كبيرةً باستخدام تقنيّتي "جيميني إيه آي" (Gemini AI) و"فيرتكس" (Vertex)، إذ ساعدت هذه التّقنيّات المتجر على تسريع إطلاق المنتجات بمعدّل خمسة أضعافٍ من خلال أتمتة مهامٍّ، مثل وضع العلامات على المنتجات وتصنيفها، كما تمكّن الذكاء الاصطناعي من رصد الأخطاء في معلومات المنتجات وتعزيز بيئةٍ إلكترونيّةٍ آمنةٍ عبر تحديد المحتوى غير الملائم والإبلاغ عنه.

يُطرح هنا سؤالٌ مهمٌ: لماذا نهتمّ بهذه الأدوات وما تروّج له غوغل؟ لأنّ هذه التّقنيّات تظهر ملامح مستقبلٍ واعدٍ لقطاع التّجزئة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتكامل بعمقٍ مع الأجهزة الشّخصيّة للمتسوّقين، وقد يتمكّن الوكلاء الذّكيّون من اقتراح المنتجات المناسبة للشّراء أو حتّى إتمام بعض الطّلبات نيابةً عن العملاء، فمثل هذا التّطوّر يُمكن أن يعزّز المبيعات بشكلٍ كبيرٍ، سواءً للشّركات الكبيرة أو لتجّار التّجزئة الصّغار، ممّا يجعله أداةً حيويّةً للنّموّ والتّطوّر في هذا القطّاع.

يُعزّز تأكيد غوغل، إحدى أكبر شركات التّكنولوجيا، على تركيزها في قطّاع التّجزئة وترويجها لجهودها في هذا المجال فكرة أنّ هذا الاتّجاه أصبح حتميّاً. وقبل موسم الأعياد، أطلقت شركة "بيربلكسيتي" (Perplexity)، إحدى العلامات البارزة في الذكاء الاصطناعي، ميزات تسوّقٍ جديدةً لمواكبة ثورة البحث المعتمد على الذكاء الاصطناعي. وفي الأسبوع الماضي، أكّدت شركة سيلزفورس (Salesforce)، استناداً إلى بياناتها، أنّ روبوتات الدّردشة المدعّمة بالذكاء الاصطناعي لعبت دوراً مهمّاً في مساعدة المستهلكين على شراء المنتجات وإعادتها خلال موسم الأعياد لعام 2024، ممّا أدّى إلى زيادة المبيعات الإلكترونيّة في الولايات المتّحدة بنسبة 4% تقريباً مقارنةً بالعام السّابق.

تعبّر خطوة غوغل في قطاع التّجزئة عن رسالةٍ واضحةٍ للشّركات الّتي لم تبدأ بعد في استخدام الذكاء الاصطناعي لتبسيط المهامّ الرّوتينيّة أو لتوفير الوقت لموظّفيها، إذ يجب على هذه الشّركات إعادة النّظر في اعتماد هذه التّقنيّة، فمع الإمكانات الكبيرة للذكاء الاصطناعي وقدرته على إحداث تغيّراتٍ جذريّةٍ في أيّ صناعةٍ، يصبح من الضّروريّ استكشاف كيفيّة تأثير هذه الابتكارات على تحسين أداء الشّركات وزيادة أرباحها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: