Google تُطلق مبادرة "فرصة الذكاء الاصطناعي" في الشرق الأوسط
بهدف توفير تدريبٍ على الذكاء الاصطناعي لمئات الآلاف من المهتمّين، مع تركيزٍ خاصٍّ على المجتمعات الأقلّ حظّاً، بدعمٍ ماليٍّ قدره 15 مليون دولارٍ
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أطلقت شركة "غوغل" (Google) مبادرة "فرصة الذكاء الاصطناعي" لتطوير المهارات الأساسيّة في الذكاء الاصطناعي وتقديم دعمٍ بحثيٍّ، مع توسيع الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة؛ لتصل إلى 500 ألف شخصٍ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال أوّل سنتين من المبادرة. وتعدّ هذه المبادرة الأكبر لغوغل في المنطقة حتّى الآن، بدعمٍ ماليٍّ قدره 15 مليون دولارٍ من مؤسّسة "غوغل.أورغ" (Google.org) الخيريّة التّابعة للشّركة، إذ تهدف إلى تعزيز التّوعية والتّدريب في مجالات الذكاء الاصطناعي وإتاحة الفرص للمجتمعات كافّةٍ، وتُركّز بشكلٍ خاصٍّ على الفئات الأقلّ حظّاً في 11 دولةً، بما في ذلك الإمارات والسعودية ومصر والمغرب.
وجاء الإعلان عن المبادرة خلال فعاليّة "غوغل للذكاء الاصطناعي" في متحف الاتّحاد في دبي، بحضور معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدّولة للذّكاء الاصطناعيّ والاقتصاد الرّقميّ وتطبيقات العمل عن بعد بدولة الإمارات. وقد أوضحت روث بورات، رئيسة المعلوماتيّة في شركة ألفابت وغوغل، أنّ استثمارات غوغل في المنطقة ساهمت على مدى السّنوات في تطوير المهارات الرّقميّة والابتكار، مشيرةً إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يُتوقع أن يضيف 320 مليار دولارٍ إلى النموّ الاقتصاديّ في المنطقة بحلول عام 2030، وتسعى غوغل لتوفير المهارات اللّازمة لتحقيق هذه الفرص.
يشمل برنامج المبادرة توفير موارد تعليميّةٍ جديدةٍ، من ضمنها منهج الذكاء الاصطناعي باللّغة العربيّة، الّذي يتناول مواضيع -مثل هندسة الأوامر- ضمن برنامج "مهارات من غوغل"، وسيتمّ تقديمه عبر منصّة "كورسيرا" (Coursera)، كما تُركّز المبادرة على تدريب النّساء والشّباب والمهاجرين وسكّان المناطق الرّيفيّة؛ لضمان شمولهم في هذا التّطوّر الرّقميّ.
وفي إطار هذه الجهود، تتعاون غوغل مع "فيليج كابيتال" (Village Capital)، وهي مؤسّسةٌ غير ربحيّةٌ تدعم روّاد الأعمال في المراحل الأولى وتساعدهم على تطوير حلولٍ للتّحديّات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والبيئيّة، وقد عبّرت إلي بيرنز، الرّئيسة التّنفيذيّة للمؤسّسة، عن تفاؤلها بقدرة المبادرة على إحداث تغييرٍ، قائلةً إنّ تمكين المؤسّسات المحليّة من خلال أدوات التّدريب والإرشاد سيخلق تأثيراً طويل المدى، ممّا يفتح آفاقاً جديدةً أمام الفئات الأقلّ حظاً.
شاهد أيضاً: غوغل تعلن عن تحديثات جديدة لنماذج Gemini
ستطلق غوغل برنامجاً تعليميّاً بالشّراكة مع "غوغل ديب مايند" (Google DeepMind) ومؤسّسة "راسبيري باي" (Raspberry Pi Foundation)، يستهدف تدريب المعلّمين في مجال الذكاء الاصطناعي، لدعم طلّابٍ تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاماً في فهم تطبيقات هذه التّقنية، وسيُتاح هذا البرنامج في الإمارات والسعودية بالشّراكة مع مؤسّسة "أميديست" (Amideast).
تتضمّن المبادرة أيضاً دعماً للأبحاث المحليّة، حيث ستُقدّم غوغل منحاً للجامعات والشّركات النّاشئة الّتي تعمل على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الصّحة وتغير المناخ والتّعليم، عبر صندوق أبحاث الذكاء الاصطناعي، كما سيقود مسرّع الأعمال "ستارت إيه دي" (startAD) في أبوظبي، المدعوم بمنحةٍ من غوغل.أورغ، تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين الوصول إلى الرّعاية الصّحيّة، خاصّةً للفئات الأكثر ضعفاً، مثل: كبار السّن وذوي الدّخل المحدود.
وفي خطوةٍ لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي باللّغة العربيّة، أضافت غوغل ميّزاتٍ جديدةً لمساعدها الشّخصيّ القائم على الذكاء الاصطناعي "جيميني" (Gemini) والمتاح باللّغة العربيّة منذ يوليو 2023. تتضمّن هذه الميّزات خاصيّة "جيمس على جيميني"، الّتي تُتيح للمستخدمين إنشاء مستشارين مخصّصين لدعمهم في مجالات التّعليم والوظائف. كما أطلقت الشركة نسخة "جيميني للمراهقين" الّتي تتضمّن ميّزات أمانٍ مثل مراجعة الإجابات، ويتوفّر أيضاً برنامج "إيماجين 3 بالعربية"، الّذي يولد صوراً من أوامر نصيّةٍ باللّغة العربيّة، وأداة "جيميني لايف بالعربية" للتّواصل المباشر على أجهزة أندرويد.
أعلنت "غوغل كلاود" (Google Cloud) وصندوق الاستثمارات العامّة السّعودي عن شراكةٍ استراتيجيّةٍ لإنشاء مركزٍ عالميٍّ للذكاء الاصطناعي بالقرب من الدمام، ويأتي هذا التّعاون ضمن رؤية السّعودية لتوسيع قطّاع تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات بنسبة 50%، حيث ستوفّر غوغل تقنياتها المتقدّمة لدعم الشّركات في تبنّي حلولٍ تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ممّا يُعزّز الإنتاجيّة والكفاءة، ويعود بالنّفع على المستهلكين من خلال تحسين جودة الخدمات وسرعة الوصول إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي وخدمات البيانات.