الرئيسية تكنولوجيا Google تتوجه إلى مستقبل أكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي!

Google تتوجه إلى مستقبل أكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي!

في خطوةٍ لمواكبة المنافسة، تدمج غوغل نموذج Gemini 2.0 في محرّك بحثها، ممّا يتيح استجاباتٍ أكثر تفصيلاً، لكنّه يثير مخاوف بشأن دقّة المعلومات وتأثيره على النّاشرين

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في خطوةٍ جديدةٍ لتعزيز قدرات محرك البحث الأشهر عالميّاً، أعلنت شركة "غوغل" (Google) عن تحديثٍ رئيسيٍّ يعتمد على تقنيّات الذكاء الاصطناعي الحديثة، وذلك في إطار سعيها لمواكبة المنافسة المتزايدة من قبل محرّكات بحثٍ أصغر حجماً، لكنّها سريعة النّموّ.

أعلنت الشّركة يوم الأربعاء أنّها ستدمّج نموذج الذكاء الاصطناعي "جميني 2.0" (Gemini 2.0) في محرّك البحث، ممّا سيمكّنه من التّعامل مع استفساراتٍ أكثر تعقيداً، مثل مسائل برمجة الحاسوب والرّياضيّات. وتهدف هذه التّرقية إلى تحسين دقّة الأجوبة وتقديم استجاباتٍ أكثر تفصيلاً وتوضيحاً للمستخدمين.

وكما هو الحال منذ مايو الماضي، ستظهر الملخّصات الّتي يولّدها الذكاء الاصطناعي في أعلى صفحة نتائج البحث، متقدّمةً على الرّوابط التّقليديّة الّتي يعتمد عليها النّاشرون الإلكترونيّون لجذب الزّوّار إلى مواقعهم. وفي خطوةٍ لزيادة انتشار هذه الميزة، أعلنت غوغل عن توسيع الفئة المستهدفة في الولايات المتّحدة، بحيث يصبح بإمكان المستخدمين المراهقين الاطّلاع على هذه الملخّصات دون الحاجة إلى تسجيل الدّخول.

أكبر تغيير في واجهة البحث منذ التسعينيات؟

تمهيداً لما وصفته الشّركة بأنّه أحد أكثر التّغييرات الجوهريّة في واجهة البحث منذ تأسيسها في أواخر التّسعينيات على يد لاري بيدج وسيرجي برين، تعمل غوغل على تنفيذ تحديثٍ جديدٍ تحت اسم "وضع الذكاء الاصطناعي".

سيساهم هذا الوضع في توليد ملخّصاتٍ أكثر تفصيلاً وتفاعلاً، إلّا أنّ الشّركة حذّرت من أنّ بعض المعلومات قد تكون غير دقيقةٍ أو غير موثوقةٍ، وهي ظاهرةٌ تعرف في مجال التّكنولوجيا بـ"الهلوسات". وأوضح روبي ستين، نائب رئيس المنتجات في غوغل، في منشورٍ رسميٍّ: "كما هو الحال مع أيّ منتج ذكاء اصطناعي في مراحله الأولى، لن نكون دائماً على صوابٍ".

وأضاف أنّ بعض الإجابات قد تبدو وكأنّها تعكس آراء شخصيّةً، أو تتبنّى نبرةً معيّنةً، وهو ما تعمل الشّركة على الحدّ منه عبر تطوير آليّات تحقّقٍ أكثر صرامةً، خصوصاً في المجالات الحسّاسة مثل الصّحّة والتّمويل.

نظراً لحاجة غوغل إلى مزيدٍ من الاختبارات، سيتمّ إطلاق "وضع الذكاء الاصطناعي" في البداية عبر مختبرات البحث التّجريبيّة، ولن يكون متاحاً للمشتركين في خدمة "غوغل ون إي إيه أن بريم" (Google One AI Premium)، التي تبلغ رسومها 20 دولاراً شهريّاً، في المرحلة الأولى. لكن قد تكون هذه الخطوة مجرّد مقدّمةٍ لطرح الميزة على نطاقٍ أوسع مستقبلاً، حيث تسعى غوغل إلى مواكبة محرّكات البحث المنافسة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل: "تشات جي بي تي" (ChatGPT) "وبيربلكسيتي" (Perplexity).

ومن جهةٍ أخرى، من المتوقّع أنّ تؤدّي هذه التّغييرات إلى تقليل معدّلات النّقر على الرّوابط التّقليديّة، إذ إنّ المستخدمين قد يكتفون بالمعلومات المختصرة الّتي تقدّمها الملخّصات الذّكيّة بدلاً من زيارة المواقع الأصليّة. وهذا الأمر قد يؤثّر سلباً على النّاشرين الّذين يعتمدون على الإحالات المروريّة من غوغل لزيادة مشاهدات صفحاتهم، والّتي تعدّ المصدر الرّئيسيّ لعائداتهم الإعلانيّة.

على الرّغم من تطمينات غوغل بأنّ هذه الملخّصات ستشجّع المستخدمين على طرح المزيد من الاستفسارات، ممّا قد يزيد من عدد الزّيارات إلى المواقع، إلّا أنّ العديد من النّاشرين لا يزالون متخوّفين من أن تستحوذ الشّركة على الحصّة الأكبر من العائدات الرّقميّة، ممّا يعزّز سيطرتها على سوق الإعلانات الإلكترونيّة، الّذي يدرّ عليها سنويّاً أكثر من 260 مليار دولارٍ.

اتهامات جديدة بالاحتكار

مع توسّع استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث، يواجه عملاق التّكنولوجيا تحدّياتٍ قانونيّةً متزايدةً. حيث تعرّضت غوغل سابقاً لاتّهاماتٍ بأنّها تُسيء استخدام هيمنتها على الإنترنت، بعدما وصفتها محكمةٌ فيديراليّةٌ أمريكيّةٌ في العام الماضي بأنّها احتكارٌ غير قانونيٍّ. وفي إطار قضايا الاحتكار، رفعت وزارة العدل الأمريكيّة دعوىً ضدّ الشّركة في عام 2020، وتقترح الآن تفكيك أجزاءٍ منها، بما في ذلك احتمال بيع متصفّح "كروم" (Chrome) كإجراء عقابيٍّ. ومن المقرّر أن تبدأ جلسات الاستماع الخاصّة بهذه القضيّة الشّهر المقبل في العاصمة واشنطن.

في تطوّرٍ آخر، رفعت منصّة "تشيغ" (Chegg) للتّعليم الإلكترونيّ دعوى قضائيّةً الشّهر الماضي تتّهم غوغل باستخدام محتواها وعرضها ضمن ملخّصات الذكاء الاصطناعي دون تصريحٍ، ممّا قد يضرّ بمصدر دخلها. ومن جانبها، نفت غوغل هذه الاتّهامات، مؤكّدةً أنّ الذكاء الاصطناعي يستخدم البيانات العامّة فقط، ولا ينتهك حقوق الملكيّة.

ختاماً، مع هذه التّغييرات الجذريّة، تسير غوغل نحو مستقبلٍ يعتمد بشكلٍ أكبر على الذكاء الاصطناعي، ممّا قد يجعل البحث أكثر سلاسةً وتفاعلاً، لكنّه في الوقت نفسه يثير مخاوف متزايدةً بشأن حقوق النّاشرين والمنافسة العادلة. ويبقى السّؤال: هل ستتمكّن الشّركة من تحقيق التّوازن بين الابتكار وحماية مصالح الشركاء؟ الأيّام القادمة كفيلةٌ بالكشف عن الإجابة.

شاهد أيضاً: تغييراتٌ جذريّة قد تعيد تشكيل إمبراطورية Google

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: