GPT-5: النموذج الجديد من OpenAI يَعد بقدرات استثنائية
بارقة أمل تلوح في الأفق مع الوعد بإطلاق الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي للشركة قريباً.
عندما تصادف مصطلحات مثل "الذكاء الاصطناعي" أو "روبوت الدردشة" ضمن سياق مقال ٍإخباريٍّ، من المحتمل جداً أن يكونَ أوّل ما يخطر في بالك هو "ChatGPT". هذا الروبوت، الذي طورته شركة OpenAI، يُعدّ حاليّاً أحد أبرز وأشهر نماذج الذكاء الاصطناعي المعروفة، وممّا يجعله مثيراً للدّهشة أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI والذي يثير الجدل أحياناً، قد صرّح بأن ChatGPT-4، أحدث إصدارات الذكاء الاصطناعي لديهم، "لا يلبّي كامل الطموحات".
ألتمان، الذي كان يتحدّث في بودكاست في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، استخدم مقارنةً توضيحيّةً لتخفيف حدّة تلك الانتقادات، إذ شبّه الأمر بكيفيّة النّظر إلى الإصدارات القديمة من الآيفون، التي تبدو تكنولوجيّاً متخلفة مقارنةً بأحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا، وأضاف أنّ الجيلَ القادم من نموذج OpenAI سيمثّل قفزةً نوعيّةً كبيرةً إلى الأمام.
وعندما سُئل عن موعد إصدار GPT-5، أجاب بأنّه غير متأكدٍ. ومع ذلك، فقد كشفت Business Insider مؤخّراً عن قصّةٍ تُشير إلى أنّ GPT-5 من المتوقّع أن يُطلقَ في منتصف عام 2024، ووفقاً لمن جربوه، يبدو أنّه يتفوّق كثيراً على سابقيه، مع تركيزٍ خاصٍّ على المهارات الموجّهة نحو الأعمال، وأجمعوا على أنّه "ممتازٌ بالفعل" و"يتفوّق بشكلٍ ملحوظٍ" على إصدارات الشّركة السّابقة.
هذه التّعليقات تتماشى تماماً مع ملاحظات ألتمان. ويُذكر أنّ GPT-5 ما زال يخضع للتّدريب، ما يؤكّد إمكانيّة تطابق هذا مع خطّة الإطلاق المقرّرة في فصل الصّيف. يُتوقع أن تسعى OpenAI جاهدةً لدمج أكبر قدرٍ ممكنٍ من بيانات التّدريب الحديثة في النّموذج الجديد، مع العمل بجدٍّ لاستخلاص الدّروس من التّجارب السّابقة، ودمج الجوانب الإيجابيّة من GPT-4 والإصدارات السّابقة، ومعالجة أيّة قضايا قائمة.
تتميّز عمليّة "الفحص الأحمر"، التي من المتوقّع أن يخضعَ لها GPT-5 قريباً، بكونها استراتيجيّة فحص دقيقةً تعتمدها الشّركات عادةً قبل طرح منتجٍ جديدٍ في السّوق. وفي هذا الإجراء، يُسلَّم المنتج إلى مجموعةٍ من الأفراد الذين يحاولون بشكلٍ أساسيٍّ إيجاد واستغلال أيّ نقاط ضعفٍ محتملةٍ. وبالنّظر إلى الأخطاء التي وقعت فيها منتجاتٌ مثل Google Gemini وMicrosoft Copilot مؤخراً، يبدو أن هذا النّهج يمثّل خطوةً حكيمةً من جانب OpenAI.
من الجدير بالذّكر أيضاً أنّ التّقارير الأخيرة تلمّح إلى أنّ OpenAI قد تقدّم حلاً موجهاً نحو الأعمال لـ ChatGPT-5، والذي قد يشمل خصائص متقدّمةً لوكلاء الذكاء الاصطناعي. نحن جميعاً على درايةٍ بتقنيات روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي وحتّى الصّور التّوليديّة باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكنّ القدرة على تقديم نصائح ومواد جديدة ومبتكرة سواء كانت نصوصاً أو صوراً يمكن أن تكونَ ذات قيمةٍ كبيرةٍ لمستخدمي الأعمال وحتّى للمبدعين من كلّ الأنواع.
الأكثر إثارةً في هذا السّياق هي تقنيات وكلاء الذكاء الاصطناعي، حيث تتجاوز الأجيال الحاليّة من الذكاء الاصطناعي التي تعمل بشكلٍ أساسيٍّ كأنظمة استجابةٍ سلبيّةٍ، تُقدّم النصوص والصور وحتى الفيديوهات استجابةً للتّعليمات النّصيّة. وكلاء الذكاء الاصطناعي، من ناحيةٍ أخرى، يعملون كأدواتٍ ذكيّةٍ تستخدم قدرات الذكاء الاصطناعي لإنجاز مهامٍ فعليّةٍ في العالم الحقيقيّ، ما يفتح آفاقاً جديدةً للتّطبيقات العمليّة.
شرح بيل جيتس، في العام الماضي، كيف يمكن لتقنية وكلاء الذكاء الاصطناعي أن تحدثَ ثورةً في العالم، وقد بدأت الشّائعات تتردّد مؤخّراً حول كون OpenAI تعمل بالفعل على تطوير هذه التّكنولوجيا، إذ يمكن أن يكونَ استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي مفيداً بشكلٍ خاصٍّ لأولئك الذين يواجهون مهامّاً مملّةً مثل تعبئة مئات الجداول البيانيّة في Excel ببيانات متشابهة، أو أيّ نوع من المهام المكتبيّة الرّوتينية الأخرى. وبمساعدة وكلاء الذكاء الاصطناعي، يُفترض أن يكونَ بإمكان المرء أن يُظهرَ للأداة ما يحتاج إلى إنجازه، ومن ثمّ تتولى هذه الأداة المهمّة نيابةً عنه، كما لو كان لديك مساعدٌ شخصيٌّ ذكيٌّ يعمل في الخفاء.
ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن ننساقَ تماماً وراء موجة الحماس دون تحفّظٍ، إذ من المهمّ التّذكير بأنّ التكنولوجيا ليست مثاليةً، وعلى الرّغم من أنّ GPT-5 قد يمثّل تحسّناً ملموساً مقارنةً بـ GPT-4، فلا شكّ أنّه سيواجه أيضاً بعض التّحديات القانونيّة والأخلاقيّة والتّقنية التي واجهتها الإصدارات السّابقة.
لحسن الحظّ، قد لا تستمرّ بعض المشاكل الكلاسيكيّة في عالم الذّكاء الاصطناعي لفترةٍ طويلةٍ، بحسب تصريحات جنسن هوانغ، رئيس شركة Nvidia. في حديثه إلى الصّحفيين بعد إطلاق الشّركة لسلسلةٍ جديدةٍ من رقائق معالجة الذكاء الاصطناعي القويّة، إذ أعرب هوانغ عن اعتقاده بأنّ مشكلة "الهلوسات" التي يمكن أن يقعَ فيها الذكاء الاصطناعي -والتي تحدث عندما يقدّم معلوماتٍ خاطئةٍ أو غير متوقّعةٍ- قد تصبح أقلّ شيوعاً بفضل التّقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
في النّهاية، يظلّ مستقبل الذكاء الاصطناعي مليئاً بالإمكانيّات الواعدة والتّحديات المثيرة على حدٍّ سواء، ومع كلّ إصدارٍ جديدٍ من تقنيّات الذكاء الاصطناعي مثل GPT-5، نقترب خطوةً أخرى نحو فهمٍ أعمق واستخدامٍ أكثر فاعليّةً لهذه التّكنولوجيا المتطوّرة، والتي بدورها تعد بتحويل العديد من جوانب حياتنا اليوميّة والمهنيّة.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم التكنولوجيا، تابع قناتنا على واتساب.