كيف تُحدّد نقاط الضعف القيادية لديك؟ إليك 7 طرق فعالة
استراتيجيات هامّة لتسليط الضوء على النقاط العمياء في القيادة، ممّا يساعد على خلق بيئة عملٍ شفّافة يزدهر فيها التَّواصل المُثمر
هل سمعتَ من قبل عن القوى الخارقة الَّتي تفشلُ عندما تتعرَّضُ لمادة الكريبتونيت الخضراء؟ لقد اكتشفت سارة، وهي قائدةٌ لمنظَّمةٍ بيئيَّةٍ غير ربحيَّةٍ على قدرٍ كبيرٍ من الدَّهاء، نقطةَ ضعفها (فجميعنا لدينا نقاطُ ضعفٍ) خلال جلسةِ تدريبٍ معي، وباعتبارها مفوَّضةٌ وتتكلّمُ بصراحةٍ عندما تسوءُ الأمورُ، فقد افترضت سارة بطبيعة الحال أنَّ فريقها سيكون صريحاً بنفس القَدَر، ولكن لم يكن الأمرُ كذلكَ.
وإليكَ ما أدهشني: لأنَّ سارة كانت تميلُ شخصيّاً إلى التَّعبير عن مخاوفها؛ لذا فقد افترضت أن عدمَ وجود أخبارٍ يعني أنَّ كلَّ شيءٍ يسيرُ على ما يرام، فقد قالت: "إذا لم يشتكِ أحدٌ، فلا بدَّ أنّ الأمورَ تسيرُ على ما يرام". وهذا خطأٌ، فقد أخفى هذا الافتراضُ مشاكل عديدةً دون الإفصاحِ عنها؛ لأنَّ فريقها لم يكن صريحاً بما يُحاكي صراحتها.
لحظة إلهام!
أدركت سارة أنَّ نقاط قوِّتها أصبحت عن غير قصدٍ نقاط ضعفها؛ لذلك قرَّرت تغيير نهجها واعتمدت شعاراً جديداً: "إذا أردتَ أن تعرفَ ما يجري، ينبغي عليكَ أن تسألَ"، وهي الآن تُعزِّز ثقافةً لا تكون فيها السَّلامة النَّفسيَّة مجرَّد كلمةٍ طنَّانةٍ، بل هي جسرٌ للحوار الصَّادق؛ إذ يتعلَّق الأمر بتحويل "المياه الهادئة العميقة" إلى "فقط اسأل، وستعرف"، فالقوى العُظمى تلتقي باستراتيجيَّاتٍ جديدةٍ!
- هل هناك أيُّ قوى عظمى تفترض أنَّ الآخرين يشاركونك إيَّاها؟
- كيف تتسبِّبُ افتراضاتك التَّشغيليَّة الأساسيَّة في خلق نقاطٍ عمياءَ للقيادة؟
- ما هي الافتراضاتُ والاستراتيجيَّاتُ الجديدة الَّتي يُمكن أن تُغيّرَ فعاليَّة قيادتكَ؟
7 طرق لتسليط الضوء على النقاط القيادية العمياء
فيما يلي بعض الخطواتِ الملموسةِ والعمليَّةِ الَّتي يمكنك اتِّخاذها لتجنُّب النِّقاط العمياء ومساعدة فريقكَ على قول الحقيقة:
- إلقاء الضَّوء: تحتاج أحياناً إلى شخصٍ ما لتسليط الضَّوء على المناطق الَّتي عادةً ما تغفل عنها؛ لذا اطلب من زميلٍ أو مدرِّبٍ موثوقٍ به أن يُلقي الضَّوء على المناطق الَّتي لا تراها.
- تقديم الثَّناء للمرسلين: قم بتقدير ومكافأة أولئك الَّذين لديهم الشَّجاعة لتسليطِ الضَّوء على المشاكل، فهذا يُعزِّز قيمةَ الشَّفافيّة، ويزيدُ من الأمان النَّفسيِّ.
- الاستماع الجيِّد: خصِّص يوماً واحداً كلَّ شهرٍ لقضاء بعض الوقت مع فرق العمل المختلفة والاستماع فقط، واستمع بدون جدول أعمالٍ، فقط لفهم التَّحدِّيات والنَّجاحات اليوميَّة للفريق.
- بناء حلقاتٍ آمنةٍ للتّغذية الرَّاجعة: قم بإنشاء وتنفيذ نظامٍ منظِّمٍ للتَّغذية الرَّاجعة، يسمح لأعضاء الفريق بتقديم ملاحظاتٍ مجهولة المصدر حول العمليَّات وقرارات الإدارة وثقافة مكان العمل وما إلى ذلك، يُمكن أن يؤدِّي ذلك إلى توضيح المخاوف الخفيَّة الَّتي قد يشعرُ أعضاء الفريق بعدم الارتياح للتَّحدُّث عنها علانيّةً.
- إجراء تدريباتٍ على التَّواصل: زوِّد فريقك بدوراتٍ تدريبيَّةٍ حول التَّواصل الفعَّال وحلِّ النِّزاعات؛ لتزويد الجميع بالمهارات اللَّازمة للتَّعبير عن أنفسهم بشكلٍ بنَّاءٍ وواثقٍ.
- تطبيع الأمور غير المريحة: قم بتطوير مناقشة "الأمور غير القابلة للنِّقاش عادةً"، وشجِّع فريقك على إثارة المواضيع الصَّعبة، وامدحهم عندما يفعلون ذلك.
- اعتماد الفضول: اطرح الأسئلة بدلاً من الحديث، وابدأ الحوار بأسئلةٍ مثل: ما الَّذي يُمكن تحسينه هنا؟ لبدء الحوار والتَّأكُّد من عدم وجود لومٍ أو انتقادٍ.
شاهد أيضاً: سبب فشل قادة الشركات الناشئة: الملل
لماذا النقاط العمياء مهمّة؟
تعيدُ قصَّةُ سارة تخيُّل قصَّة "ملابس الإمبراطور الجديدة" بلمسةٍ قياديَّةٍ، تحتفي بالشَّفافيَّة والصِّدق، ومن خلال تغيير منظورها واستراتيجيَّتها، لم تعالج سارة نقطةً عمياء فحسب، بل حوَّلتها إلى نقطة قوَّةٍ جديدةٍ، وقد مكَّنها هذا التّحوّل من القيادة برؤيةٍ أكثر شموليَّةٍ، ممَّا يضمن أنَّ فريقها لا يعتمدُ على نزاهتها فحسب، بل هو مشاركٌ فعَّالٌ في تشكيل واقعهم.
إنّ التَّعرُّف على النِّقاط العمياء لدى المرء هو عملٌ قويٌّ للنُّمو والالتزام بالقيادة الفعَّالة، فهو لا يُعزِّز أداء الفريق فحسب، بل يُعمِّق أيضاً الوعي الذَّاتيَّ وترابط الفريق.
في قيادةِ Amare المدعومة بالمحبَّة، فإنَّ تحديد النِّقاط العمياء، يحدِّد الرُّؤية ويجعل كلَّ شيءٍ أكثر وضوحاً، وهذا الوعي ضروريٌّ لخلق بيئةٍ يزدهر فيها التَّواصل، ويتمُّ حلُّ المشاكل بشكلٍ استباقيٍّ، ويشعر جميع أعضاء الفريق بالتَّقدير، وهذا يسمحُ لقواك القياديَّة العظمى بالتَّألُّق.