Klekktic: تصميم محليّ يُعيد تعريف ديكور المنازل في الإمارات
في عالمٍ يتسارع فيه الذوق، وتعلو فيه رايات الاستدامة، تشقّ هبة الحبشي طريقها برؤيةٍ تجمع بين الجمال والوظيفة، من دبي إلى آفاق العالم

لأمّةٍ تُعرف بأنّها محورٌ للتّصميم والابتكار والاستدامة، ليس من المستغرَب أن تحتضن الإمارات قطاع الأثاث والدّيكور المنزلي الآخذ في التّوسّع. ووفقاً لمنصّة البيانات "ستاتيستا" (Statista)، من المتوقّع أن تبلغ قيمة سوق الدّيكور المنزليّ في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة نحو 571.24 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في عام 2025، مع توقّع نموٍّ سنويٍّ ثابت بنسبة 0.4٪ خلال الفترة الممتدّة من 2025 إلى 2029.
وفي هذه البيئة الدّيناميكيّة، برزت علامة "كليكتيك" (Klekktic)، التّي تأسّست في دبي عام 2021 على يد هبة الحبشي، بوصفها لاعباً بارزاً ينسجم مع توجّهات السّوق. وقد لاقى التّزام العلامة بتقديم أثاثٍ حديثٍ، عالي الجودة، ومصنوعٍ محلّيّاً، صدىً واسعاً لدى المستهلكين الفاهمين في الإمارات وخارجها، أولئك الذين يبحثون باطّرادٍ عن منتجاتٍ تجمع بين الجماليّات والوظيفة العمليّة. وإلى جانب ذلك، فإنّ تركيز "كليكتيك" على الاستدامة والتّخصيص يمنحها موقعاً متميّزاً في ظلّ الطّلب المتزايد على حلولٍ مخصّصة وصديقة للبيئة في عالم الدّيكور المنزليّ.
تستمدّ "كليكتيك" إلهامها من تقدير هبة الحبشي العميق للتّصميم، ومن رغبتها في تقديم منظورٍ أصيلٍ وجديدٍ إلى صناعة الأثاث. وقد أثّرت تجاربها المتنوّعة في قطاعاتٍ وثقافاتٍ مختلفة على مقاربتها للتّصميم والعمل، ما أسهم في صياغة رؤية العلامة. وتوضّح هبة: "نشأتُ في عالمٍ يتعارض فيه الأداء العمليّ مع الجماليّات، فأدركتُ حينها أنّ هناك فرصةً لم تُستغل بعد، لصناعة أثاثٍ لا يكتفي بالجاذبيّة البصريّة، بل يتميّز أيضاً بوظيفةٍ عميقة". وتُضيف: "لقد شكّلت تجاربي الشّخصيّة، في تنقّلي بين الثّقافات، ومراقبة كيفيّة تفاعل النّاس مع بيئاتهم، ورؤيتي لتأثير التّصميم في الحياة اليوميّة، جوهر فلسفة 'كليكتيك'".
وبفضل خبرةٍ تتجاوز العقد من الزّمن، في العمل مع الشّركات الناشئة ورأس المال المغامر، وتولّي أدوارٍ في مؤسّسات بارزة مثل "فيوتشر تك لاب" (Future Tech Lab)، و"أوبر" (Uber)، و"فلات 6 لابز" (Flat6Labs)، اطّلعت هبة على نماذج أعمالٍ مبتكرة، واستراتيجيّاتٍ رقميّةٍ متقدّمةٍ، توظّفها اليوم ببراعةٍ في خدمة "كليكتيك". وتكشف قائلةً: "في 'فيوتشر تك لاب' و'فلات 6 لابز'، أُتيح لي تقييم وتوجيه عددٍ كبيرٍ من روّاد الأعمال، ممّا علّمني أهميّة القيمة المضافة الحقيقيّة، والابتكار المرتكز على العميل، والكفاءة التّشغيليّة. ومن خلال عملي في 'أوبر'، تبيّنتُ كيف يمكن للتقنيّة أن تعيد تعريف قطاعاتٍ كاملة، وأدركتُ إمكانيّة نقل المبادئ ذاتها – كالاعتماد على المنصّات الرقميّة واتّخاذ القرارات المبنيّة على البيانات – إلى قطاع الأثاث".
وتُعدّ أبرز نقاط التّمايز في "كليكتيك" تمركزها الفريد في السّوق. ففي حين ينحو كثيرٌ من تجّار التّجزئة إلى الإنتاج الكثيف أو التّصاميم المستوردة، الّتي قد لا تجد صدىً محلّيّاً، تجمع "كليكتيك" بين الجماليّات المعاصرة والمواد المحليّة. وتُوضّح هبة الحبشي: "نحن ملتزمون بصناعة منتجاتٍ لا تقتصر على الجمال، بل تجمع بين الوظيفة والمتانة. نهجنا يرتكز على تقديم تجربةٍ شخصيّةٍ للعملاء، سواءً عبر تخصيص التّصميم، أو من خلال تجربة تسوّقٍ إلكترونيّةٍ سلسة، وهي عناصرٌ غالباً ما يفتقر إليها التّجار التّقليديّون". وتُضيف: "يثمّن عملاؤنا ما نقدّمه من خياراتٍ وخدماتٍ تُزيل عنهم مشقّة الانتظار الطّويل، والتّكاليف الباهظة المرتبطة عادةً بالأثاث المستورد. إنّهم يشعرون بالارتياح؛ لأنّهم لم يعودوا مضطرّين لشراء منتجاتٍ مرتفعة الثّمن، تستغرق شهوراً لتصل، بل يُفضّلون دعم الصّناعة المحلّيّة، ويجدون في الشّراء المحلّي قيمةً حقيقيّة".
وتشير هبة إلى أنّ التّجارة الإلكترونيّة كانت عنصراً محوريّاً في نجاح "كليكتيك"، إذ مكّنتها من خدمة قاعدةٍ متنامية من المستهلكين الرّقميّين. وتُصرّح: "دبي مدينة عالميّة، سريعة الإيقاع. سكّانها يُقدّرون الرّاحة، والشفافيّة، والخدمة الشّخصيّة، وهو ما نسعى إلى تقديمه تماماً من خلال منصّتنا الإلكترونيّة". وتُضيف: "باعتمادنا مبدأ 'الإنترنت أوّلاً'، استطعنا توفير تجربة أكثر كفاءةً وفاعليّة من حيث التّكلفة، بما يُمكّن العملاء من اتّخاذ قراراتٍ مستنيرة، وشراء أثاثٍ يتناغم مع ذوقهم ومساحتهم. منصّتنا مصمّمة لتكون بديهيّة وجذّابة، فتقدّم لعملائنا أفضل تجربة رقميّة ممكنة".
وفي الوقت ذاته، تضمن "كليكتيك" من خلال شراكاتها مع المُنتجين المحلّيّين رقابةً صارمةً على الجودة، ووتيرة ابتكارٍ أسرع، وتسعيراً أكثر تنافسيّة. وتشرح هبة: "من خلال تعاوننا الوثيق مع المصانع المحليّة في دولة الإمارات، لا ندعم الاقتصاد المحليّ فحسب، بل نكسب مرونةً أكبر في جداول الإنتاج، ممّا يُتيح لنا إدخال تصاميم جديدة بسرعة، والتّكيّف مع تطوّرات الطّلب". ومع أنّ الغالبيّة العظمى من المواد تُؤمَّن محلّيّاً، إلّا أنّ "كليكتيك" تستورد بعض العناصر المختارة، كالأقمشة الرئيسيّة الّتي تأتي من بلجيكا، نظراً لما تتمتّع به من جودةٍ عالية وخصائص تقنيّة مميّزة، تُسهم في المحافظة على جودة المنتج مع إبقاء التّكلفة في مستوياتٍ مقبولة.
ويُعدّ التّخصيص جوهر فلسفة "كليكتيك"، إلا أنّ العلامة طوّرت طريقتها بما يضمن قابليّة التّوسّع. فبدلاً من تقديم تصاميم مُفصّلة بالكامل، تعتمد "كليكتيك" على أُطر تصميميّة ثابتة، مع إتاحة التّعديلات في الحجم، والتّنجيد، واللون. وتُضيف هبة: "تُعزّز الطّريقة الّتي نُنفّذ بها التّخصيص ضمن نطاقٍ محدّد، جهودنا في التّوسّع بدلاً من أن تُقيّدنا". كما أنّ إلغاء الوسيط كان قراراً استراتيجيّاً خدم الرّؤية، إذ خفّض من التّكاليف، وأتاح تسعيراً أكثر تنافسيّة. وتُوضّح: "حين أزلنا الوسطاء، استطعنا تقليص النّفقات العامّة، وتحويل هذه الوفورات إلى العملاء. وقد تطلّب هذا النّهج بناء علاقاتٍ أمتن مع المورّدين والمصنّعين، والتّفاوض على أسعارٍ أفضل، والاستثمار في التّقنية للحفاظ على أعلى معايير الجودة دون التّنازل عن الأسعار المعقولة. لقد كان خياراً صعباً، لكن ثماره كانت مجزية".
وتُباشر "كليكتيك" حاليّاً الشّحن داخل الإمارات والسّعوديّة، وكذلك دوليّاً، مع تفاوتٍ في مستويات الطّلب حسب السّوق. وتُؤكّد هبة أنّ الاهتمام بدأ ينمو أيضاً في القارّة الأفريقية، حيث تُسجّل زيادة في الطّلب من أسواقٍ يقدّر عملاؤها جودة المنتجات وحرفيّتها، إلى جانب مستويات السّعر المناسبة. وتُقِرّ بأنّ التّعامل مع متطلّبات الشّحن واللّوجستيات كان تحدّياً كبيراً، غير أنّ الشّراكات الاستراتيجيّة ضمنت تسليماً سلساً حول العالم. وتقول: "نُقدّم حاليّاً خدمة التّوصيل الفاخر (white-glove delivery) في السّعوديّة، وهي خدمة نادرة في السّوق، لكنّها تمنحنا تفوّقاً حقيقيّاً على منافسين يكتفون بتسليم الطّرد إلى باب المنزل، أو يطلبون من العميل التّعامل مع الجمارك والتّركيب بنفسه".
وترى هبة الحبشي أنّ التّعاون هو مفتاح نموّ العلامة ونجاحها. ويتجلّى هذا في شراكة "كليكتيك" مع "أسيمبلي" (Assembly)، صالة العرض المتخصّصة في دبي في القطع النّادرة والعتيقة والقابلة للجمع، حيث تلتقي الرّؤى لتقديم تصميمٍ مُنتقى، عال الجودة، يُثري تجربة التّسوّق، ويجمع بين روح الكلاسيكيّ والمعاصر. وتُضيف: "يُمكن لعملائنا توقّع تجربةً غامرةً، يطّلعون فيها على مجموعتنا إلى جانب بعضٍ من أرقى العلامات التّجاريّة التّي اختارتها 'أسيمبلي' بعناية وأتت بها إلى دبي".
وفي المستقبل، تعتزم "كليكتيك" توسيع نطاق حضورها خارج الإمارات، مع خطّة لافتتاح صالة عرض فعليّة في المملكة العربيّة السّعوديّة. وتكشف هبة: "نحن نبحث بجدّيّة فرص التّوسّع خارج الإمارات. هدفنا القريب هو افتتاح صالة عرض في السّعوديّة. وقد تواصلت معنا جهات كبرى في المملكة ترغب في الحصول على حقّ امتياز علامتنا التّجاريّة. ونحن ندرس حاليّاً أفضل الخطوات لنقل العلامة إلى هذا السّوق الواعد، مع ضمان الحفاظ على روح 'كليكتيك' وجودتها وقيمها".
ولروّاد الأعمال الّذين يطمحون إلى تكرار تجربة النّجاح التّي حقّقتها هبة في مجال الأثاث، تؤكّد على أهميّة التّركيز على العميل والابتكار. وتُضيف: "نصيحتي هي أن تبدؤوا بحلّ مشكلاتٍ حقيقيّة. في عالم الدّيكور المنزليّ، هذا يعني أن تفهموا جيّداً تقاطع التّصميم مع الوظيفة والتّخصيص. المستهلك اليوم أكثر تمييزاً، وهو يبحث عن منتجاتٍ تُناسب نمط حياته، لا منزله فقط".
وتختم هبة الحبشي: "لقد شكّلت تجاربي في السّفر بين الثّقافات، ومشاهدتي لكيفيّة تفاعل النّاس مع بيئاتهم، ورؤيتي لتأثير التّصميم في الحياة اليوميّة، جوهر فلسفة 'كليكتيك'".
نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد مارس من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.