LinkedIn يبصر عهد TikTok بفيديوهاته القصيرة المبتكرة
تحوّل جذريّ في منصة التواصل المهني بإضافة فيديوهات عاموديّة قصيرة
كان LinkedIn في الأصل مجرَّد فضاءٍ عمليٍّ بسيطٍ: ملتقى يجمع البَّاحثين عن عملٍ لعرض سيرهم الذَّاتية، والشَّركات لنشر فرص العمل، والجميع لبناء فرص عملٍ مثمرةٍ معاً، واعتبره بمثابة تيندر لكن في عالم الوظائف، وعلى مدى سنواتٍ عديدةٍ، اتَّسعت المنصَّة بإضافة مزايا جديدةٍ، من الأخبار المخصَّصة إلى اقتراحاتٍ لدوراتٍ تعليميَّةٍ.
هذه الإضافات كانت جزءاً من جهود المنصَّة المهنيَّة المستمرِّة، التي بدأت في عام 2014، بهدف "تشكيل خريطةٍ للاقتصاد الرَّقميّ، مرتبطةً بمشاركيه وكافَّة جوانب الفرص المتاحة"، والآن، بأحدث مبادراتها نحو استغلال جميع "الجوانب" للفرص الرَّقميَّة، تغوص LinkedIn في عالم الفيديوهات القصيرة الشَّهيرة عبر TikTok، حتَّى في ظلّ تهديداتٍ بحظر المنصَّة في الولايات المتَّحدة.
أفاد موقع TechCrunch بأنَّ الشَّكل الجديد للفيديو يُعرض تحت علامة تبويبٍ "فيديو" جديدةٍ في الشَّريط العلويّ للتَّطبيق، والضَّغط عليها ينقلكَ إلى صفحةٍ تُظهر الفيديوهات القصيرة ذات التَّنسيق العموديّ، وتُعرضُ هذه في تسلسُلٍ طويلٍ، بشكلٍ مماثلٍ لتطبيقات التَّواصل الاجتماعيِّ الأُخرى، ويبدو أنَّه يُمكن للمشاهدين الإعجاب بالفيديو، وتَرُك تعليقٍ، أو مشاركته مع أعضاء آخرين، بنفس الطَّريقة المتاحة في المنصَّات المشابهة الأُخرى، وقد يُثير هذا الأمر بعضَ التَّحفُّظات إذا كنت قد سئمت بالفعل من التَّمرير اللامتناهي عبر X، وانستغرام، وTikTok، وغيرها.
فما الغاية من كلِّ هذا؟
لا داعي للقلق من مشاهدة مجموعاتٍ من الرُّؤساء التَّنفيذيِّين للشَّركات النَّاشئة وهم يؤدُّون تحرُّكاتٍ راقصةً معقَّدةً في هذه الفيديوهات، محاولين الانخراط في ثقافةِ الميمات بأسلوبهم الخاصّ، على غرار العُروض الرَّاقصة الشَّهيرة لإيلون ماسك، إذ يُشير TechCrunch إلى أنَّ الغرض من الفيديوهات الجديدة يتمحوُّر حول تعزيز "التَّفاعل والاكتشاف داخل المنصَّة"، وهذا مفهومٌ، نظراً لتزايد تعوُّدنا على استهلاك الفيديوهات ذات التَّنسيق العَموديّ عبر منصَّاتٍ متنوّعةٍ، حيث يُمكن بثُّ الكثير من المعلومات عبر مقطع فيديو قصيرٍ ومُكثَّفٍ، بل وأوضحت LinkedIn أنَّ الفيديوهات، الَّتي طالما كانت ميزةً أساسيَّةً في الموقع، أصبحت إحدى الطُّرق المفضَّلة للمستخدمين لاستقاء المعلومات.
في هذا الإطار، تُمثِّل الفيديوهات على طراز TikTok جزءاً آخر من نسيج LinkedIn الاجتماعيّ المهنيّ، ووسيلةً أُخرى لتبادل واكتشاف المعلومات، وربَّما لبناء الجسور نحوَ فرص عملٍ جديدةٍ، كما أنَّ هذه الخطوة تتوافق مع الأدلّة الحديثة التي تُظهر استخدام بعض مؤسِّسي الشَّركات النَّاشئة لـ TikTok كمنصَّةٍ لمشاركة رؤىً شخصيَّةً أكثر عُمقاً عن أنفسهم ومشاريعهم، ولا شكَّ أنَّ LinkedIn تفضِّل أن تتمَّ هذه المشاركات عبر أنظمتها الاجتماعيَّة، خصوصاً في حال تمَّ حظر TikTok.
يُشار إلى أنَّ ميزةَ الفيديو الجديدة ما زالت في مراحلها التَّجريبيَّة الأوليَّة؛ لذا قد لا تكون متوفّرةً بعدُ للكثير من المستخدمين، ومع ذلك عندما تُصبح متاحةً على نطاقٍ أوسعَ، ستُضيف المزيد من الحيويَّة والنَّشاط إلى تجربة LinkedIn التي كانت تتّسم بالبساطةِ في السَّابق، والأسبوع الماضي فقط، انتشرت أخبارٌ عن إضافة LinkedIn لبعضِ تجارب الألعاب، حيث يُمكن للّاعبين من شركة التَّنافس مع فريقٍ من شركة أُخرى على لائحة التَّصدُّر، ووصفت LinkedIn الألعاب بأنَّها مُصمَّمةٌ لـ "المتعةِ، تعميق العلاقات، وإثارة فرصةٍ للمحادثات".
شاهد أيضاً: كيف تحقق أقصى استفادةٍ ممكنةٍ من LinkedIn خلال 2024؟
على ما يبدو، تمَّ تصميم الفيديوهات الجديدة، مثل الألعاب لإضفاء لمسةٍ من المرح والبهجة على تجربة LinkedIn المهنيَّة الصَّارمة، وعلى الأقلّ، يُوافق تدفُّق الفيديو الرَّأسي، من النَّاحية النَّظريَّة، مع فرصٍ أكبر لـ LinkedIn لجذب المزيد من الإعلانات إذا تمكَّنت في نهاية المطاف من تحقيق الدَّخل منها.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم التكنولوجيا، تابع قناتنا على واتساب.