Manara تتعاون مع AWS لتأهيل مهندسي السحابة في الشرق الأوسط
شراكةٌ استراتيجيّةٌ لتطوير مهارات المهندسين في الحوسبة السّحابيّة، مع التّركيز على تمكين النّساء في السعودية والإمارات

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
في خطوةٍ استراتيجيّةٍ تهدف إلى تعزيز القدرات التّقنيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعلنت شركة "منارة" (Manara) النّاشئة، الّتي تتّخذ من وادي السيليكون مقرّاً لها، عن شراكةٍ مع "أمازون ويب سيرفيسز" (Amazon Web Services)، الّذراع السّحابيّة لشركة أمازون العالميّة، لإطلاق برنامجٍ تدريبيٍ يستهدف 2500 مهندس برمجيّاتٍ في المنطقة.
يأتي هذا البرنامج، الّذي يمتدّ على مدار عامين، بتمويلٍ قدره 3.6 مليون دولارٍ من أمازون ويب سيرفيسز، ويهدف إلى تزويد المهندسين بمهاراتٍ متقدّمةٍ في مجالات الحوسبة السّحابيّة والذكاء الاصطناعي، مع التّركيز على تمكين النّساء في المملكة العربيّة السّعوديّة ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
سيتمّ تنفيذ البرنامج عبر منصّة التّعليم التّكنولوجيّ الخاصّة بمنارة، حيث سيحصل المشاركون على شهاداتٍ معتمدةٍ من أمازون ويب سيرفيسز، بالإضافة إلى فرص توظيفٍ من خلال شبكة شركاء التوظيف في المنطقة.
تأسّست منارة في عام 2020 على يد إيلينا مونتوك وليلى أبو ضاحي، وتهدف إلى ربط المواهب التّقنية عالية الإمكانات في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا بالصّناعة التّقنيّة العالميّة. وتحظى الشّركة بدعمٍ من مستثمرين بارزين، مثل: مسرّعة الشّركات النّاشئة "واي كومبينيتور" (Y Combinator) ومؤسّس لينكد إنّ ريد هوفمان، بالإضافة إلى رائد الأعمال والمؤلّف إريك ريس، والمؤسّس المشارك لـ "سيلزفورس" (Salesforce) مارك بينيوف، ورائد الأعمال والمستثمر بول غراهام، والمستثمرة والكاتبة والبودكاستر جيسيكا ليفينغستون.
شاهد أيضاً: شراكة بين G42 و Nvidia لتعزيز تكنولوجيا المناخ
في مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، أوضحت مونتوك رؤيتها لمستقبل المنطقة، قائلةً: "الشّرق الأوسط، وخاصّةً دول مجلس التّعاون الخليجيّ، يشهد تحوّلاً تقنيّاً غير مسبوقٍ. تستثمر الحكومات مليارات الدّولارات في البنية التّحتيّة الرّقميّة والحوسبة السّحابيّة والذكاء الاصطناعي، بينما تبني شركاتٌ عالميّةٌ، مثل: أمازون ويب سيرفيسز، وغوغل، ومايكروسوفت، مراكز بياناتٍ وتوسّع عمليّاتها في المنطقة؛ هذا ليس مجرّد تنافسٍ بين دول المنطقة، بل هو استثمارٌ يهدف إلى جعل دول مجلس التّعاون الخليجيّ لاعباً عالميّاً في مجال التّقنية. ليست توقعاتٍ مستقبليّةً، بل أحداث جارية الآن. وما يجعل هذا الوقت مثيراً حقّاً هو أنّ الطّلب على المهنيّين التّقنيّين المهرة يفوق العرض، والدّول ملتزمةٌ بتطوير مهارات مواطنيها، ممّا يخلق فرصةً غير مسبوقةٍ للمواهب المحليّة للقيادة".
وأكّدت مونتوك على أهميّة تركيز المهندسين على 3 مجالاتٍ رئيسيّةٍ: إتقان المهارات ذات الصّلة عالميّاً، مثل: الحوسبة السّحابيّة والذكاء الاصطناعي، وبناء أساسٍ قويٍّ في هندسة البرمجيّات، وتطوير المهارات الشّخصيّة، مثل: التّواصل وحلّ المشكلات والتّعاون. وقالت: "في منارة، لا نعلّم فقط البرمجة، بل نساعد المهندسين على تطوير خطّةٍ مهنيّةٍ مدروسةٍ، ونعلّمهم كيفيّة الازدهار والقيادة في النّظام البيئيّ التّقنيّ العالميّ".
البرنامج مفتوحٌ لكلٍّ من المهندسين الجدد وذوي الخبرة الّذين لديهم شغفٌ بالذكاء الاصطناعي أو تقنيات الحوسبة السّحابيّة، والملتزمين بالتّعلّم والنّموّ. كما أنّ الطّلبات مفتوحةٌ للمشاركين من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تشجيعٍ قويٍّ للنّساء على التّقديم، إذ لا توجد متطلّباتٌ رسميّةٌ للحصول على درجةٍ علميّةٍ. بدلاً من ذلك، تبحث منارة عن مرشّحين يظهرون أساسيّات برمجةٍ قويّةً، وموقفاً استباقيّاً للتّعلّم، ودافعاً قويّاً للمساهمة والنّموّ داخل مجتمعٍ تقنيٍّ داعمٍ.
وفيما يتعلّق بتأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، ناقشت مونتوك التّحوّل في سوق العمل في المنطقة وتداعياته على المهندسين الطّموحين؛ فقد قالت: "الحديث حول أنّ الذكاء الاصطناعي سيأخذ الوظائف صحيحٌ، لكنّه غالباً ما يتجاهل الفرصة الأكبر: يخلق الذكاء الاصطناعي أيضاً أنواعاً جديدةً من الوظائف، خاصّةً لأولئك الّذين يمتلكون المهارات لبناء هذه التّقنيات وإدارتها وتطبيقها بمسؤوليّةٍ". وأضافت: "كما أنّه يجعل الوظائف الحاليّة أكثر إثارةً وكفاءةً".
وأشارت مونتوك إلى التّغيير في طبيعة التّعليم في المنطقة، مشدّدةً على التّحوّل من التّعلّم النّظريّ إلى التّدريب القائم على المهارات والنّتائج. وقد قالت: "في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، نشهد تحوّلاً من التّعليم النّظريّ البحت إلى التّدريب القائم على النّتائج والمهارات. لم تعد الشّركات والحكومات تسأل عمّا إذا كانت بحاجةٍ إلى الذكاء الاصطناعي، بل تسأل من سيبنيه لهم محليّاً".