Meta ترفع الحظر عن "شهيد" بعد مراجعة مجلس الإشراف
قرار ميتا يأتي استجابةً لانتقادات متكررة حول سياساتها في الشرق الأوسط وتأثيرها السلبي على حقوق الإنسان، مع التركيز على تحسين حرية التعبير
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
أعلنتْ شركةُ "ميتا" (Meta Platforms) أنَّها سترفعُ الحظرَ المفروضَ على استخدامِ كلمةِ "شهيدٍ" بعدَ مراجعةٍ شاملةٍ استمرَّتْ لمدَّةِ عامٍ من قبلِ مجلسِ الإشرافِ التابعِ لها. هذا المجلسُ، المموَّلُ من قبلِ الشركةِ، ولكنَّه يعملُ بشكلٍ مستقلٍّ، قامَ بمراجعةِ سياسةِ الشركةِ بعدَ تزايدِ الانتقاداتِ حولَ تعاملِها معَ المحتوى في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ.
بدأتْ المراجعةُ في العامِ الماضي؛ بسببِ تزايدِ حالاتِ حذفِ المحتوى الذي يحتوي على كلمةِ "شهيدٍ" على منصاتِ ميتا مثلَ فيسبوكَ وإنستغرامَ. وجدتِ المراجعةُ أنَّ نهجَ الشركةِ كانَ "واسعَ النطاقِ" بشكلٍ مفرطٍ، ولم يميِّزْ بينَ الاستخداماتِ المختلفةِ لكلمةِ "شهيدٍ"، ممَّا أدَّى إلى حذفِ محتوياتٍ لم تكنْ تمجِّدُ العنفَ بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ.
وفي شهرِ مارسَ، خلصتِ المراجعةُ إلى أنَّ سياساتِ ميتا لم تأخذْ في الاعتبارِ السياقاتِ المتعدِّدةِ لكلمةِ "شهيدٍ"، والتي يمكنُ أن تكونَ لها دلالاتٌ دينيةٌ أو وطنيةٌ غيرُ مرتبطةٍ بالعنفِ. بناءً على هذه النتائجِ، قرَّرتْ ميتا تعديلَ سياساتها بحيثُ تركزُ على المحتوى الذي يقترنُ بكلمةِ "شهيدٍ" ويشجِّعُ على العنفِ، بدلاً من حظرِ الكلمةِ نفسِها.
أشارتْ ميتا إلى أنَّ اختباراتٍ أجرتها أظهرتْ أنَّ هذه المقاربةَ أكثرُ فعاليةً في منعِ المحتوى الضارِّ دونَ التأثيرِ غيرِ المتناسبِ على حريةِ التعبيرِ للمستخدمين، خاصةً في المناطقِ الناطقةِ بالعربيةِ.
يأتي هذا القرارُ في ظلِّ زيادةِ التركيزِ على سياساتِ ميتا في الشرقِ الأوسطِ، بعدَ دراسةٍ أجريتْ في عامِ 2021، وخلصتْ إلى أنَّ ممارساتِ الشركةِ كانَ لها "تأثيرٌ سلبيٌّ على حقوقِ الإنسانِ" بالنسبةِ للفلسطينيين ومستخدمينَ آخرينَ يتحدثونَ اللغةَ العربيةَ.
وفي سياقٍ آخرَ، أطلقتْ ميتا مؤخراً برنامجاً إعلانياً مدعوماً بالذكاءِ الاصطناعيِّ يستهدفُ الشركاتِ على تطبيقِ واتسابَ، وهو جزءٌ من استراتيجيتِها لتوسيعِ خدماتِها وزيادةِ الإيراداتِ. كما أعلنتِ الشركةُ عن تحقيقِ نموٍّ كبيرٍ في عددِ المستخدمينَ الشبابِ على فيسبوكَ، حيثُ سجلتْ أعلى معدلاتِ الاستخدامِ خلالَ الثلاثِ سنواتٍ الأخيرةِ.