Meta تسعى للمواهب: وظائف الذكاء الاصطناعي بدون مقابلات عمل
في رحلة البحث عن المهارات التقنية المميزة يتواصل Mark Zuckerberg شخصيّاً مع المُرشّحين، فإنّ كنتَ ممن يمتلكها، اعلم أنّ ميتا تبحث عنك.
إنّ سوقَ العمل في مجال الذكاء الاصطناعي مزدهرٌ ويشهدُ انطلاقةً كبيرةً، ممّا يعني أنّ شركة Meta تعرض المزيد من الوظائف بدون مقابلات عملٍ، كما يراسلُ مؤسّس ميتا مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg المتقدّمين للوظائف بنفسه، فإذا كانت لديك مجموعة المهارات التّقنيّة المطلوبة حديثاً، فإنّك حتماً من المقبولين لدى شركة Meta، وسترحّبُ بوجودكَ ضمن فريق عملها.
عندما تظهر كلمتا "الذكاء الاصطناعي" و"العمالة" في عنوان خبرٍ واحد، غالباً ما يكون المقال حول المدّة التي ستستغرقها هذه التّكنولوجيا لتحلّ محل البشر. ولكن الأخبار المتتابعة، تفيدُ بأنّ شركةَ Meta تُسرِّع من وتيرة توظيفها لمتخصّصي الذكاء الاصطناعي، كما تنعكسُ هذه التّكهنات -بل وتتجاوزها- من خلال تكثيف جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي. كما يبدو أن Meta في حالةِ تأهّبٍ قصوى لتوظيف موظّفين يتمتّعون بالخبرة اللّازمة وتجتذب الخبراء المحترفين من عمالقة التّكنولوجيا في الشّركات المنافسة، إذ إنّها تحاول جذبهم بشتى الوسائل، حتّى أنّ الرّئيس التّنفيذي للشّركة مارك زوكربيرغ نفسه يشاركُ في هذه العمليّة.
وقد حصل موقع The Information للأخبار التّقنيّة على معلوماتٍ من عددٍ من المصادر حول تكتيكات Meta لتوظيف خبراء الذكاء الاصطناعي. وقد أرسل زوكربيرغ شخصيّاً رسالة بريدٍ إلكترونيٍّ إلى باحثٍ من قسم شركة ديب مايند في جوجل، يوضّح فيها الدّور المهمّ الذي سيلعبهُ الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل ميتا، ويعربُ عن أمله في تعاونٍ مثمرٍ بين خبير ديب مايند وميتا.
شاهد أيضاً: كيف تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في المحاسبة
أفادت التّقارير أنّ ميتا قد تجاوزت إجراءات التّوظيف التّقليديّة، وقدّمت عروضاً مباشرةً لبعض الموظّفين الجدد دون إجراء مقابلات عملٍ، كما أفادت التّقارير أنّها أوقفت ما يقال إنّها سياسة الشّركة "طويلة الأمد" المتمثّلة في عدم زيادة رواتب الموظّفين الذين عرضوا المغادرة. وحتّى الآن، لم يتمّ الإعلان عن أيّ تعييناتٍ كبيرةٍ. ومع ذلك، فقد أعلن فريقُ الذكاء الاصطناعي في شركة ديب مايند Deepmind مؤخّراً أنّ مايكروسوفت قد استقدمت المؤسّس المشارك مصطفى سليمان لقيادة قسم الذكاء الاصطناعي للمستهلكين.
تقدّم هذه المقالة نظرةً ثاقبةً مثيرةً للاهتمام في سوق العمل المتخصّصة، وتسلّط الضّوء على دور مجموعة المهارات التي كانت تعتبر حتى وقتٍ قريبٍ غامضةً، فيما أصبحت الآن مطلوبةً بكثرةٍ مع استمرار تطوّر الذكاء الاصطناعي.
ومن المثير للدّهشة -إلى حدٍّ ما- أنّ تنضمَّ شركة ميتا -فيسبوك سابقاً- إلى المعركة من أجل مواهب الذكاء الاصطناعي. فهي ليست بصحبة لاعبين أكثر شهرةً في مجال الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI أو Google، وقد أُعيدت هيكلة الشّركة التي كانت تُعرف سابقاً باسم فيسبوك تحت العلامة التّجاريّة الجديدة Meta في أواخر عام 2021؛ لتتماشى مع طموحات المؤسّس زوكربيرغ في السّيطرة على عالم الواقع الافتراضيّ والواقع المعزّز. ومع ذلك، خلال إعلان الأرباح الأخير لشركة Meta، أكّد زوكربيرغ بوضوحٍ أنّ الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضيّ أمران أساسيّان لمستقبل الشّركة.
وقد وصف مستقبل Meta بأنّه مستقبلٌ يُستخدمُ فيه الذكاء الاصطناعي من قبل جميع المبدعين للتّفاعل مع المجتمع (وهو ما لا يبدو اجتماعيّاً للغاية كشركة تواصلٍ اجتماعيٍّ)، والعملاء من الشّركات، كذلك لجميع المطوّرين على نموذج المصدر المفتوح للبناء عليه.
تأتي محاولة Meta لتوظيف موظّفين من ذوي الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي بجديةٍ بعد عامٍ من قيام الشّركة بتسريح أكثر من واحدٍ من كل خمسةٍ من موظّفيها، ممّا أدّى إلى زيادة أرباحها في الرّبع الرابع من عام 2023 وزيادة صافي أرباحها بنسبة 201% على أساسٍ سنوي. وبعبارةٍ أخرى، فإن الشّركة المُقلّصة، كما يسميّها زوكربيرغ، تستعدّ الآن لتحويل تركيزها إلى مستقبلٍ يتمحور حول الذكاء الاصطناعي. وهذا النّهج المخصّص في بعض الأحيان للتّوظيف هو تناقضٌ مثير للاهتمام مع موجة التّسريح المستمرّة في قطّاع التّكنولوجيا التي أثّرت مؤخّراً على كلّ شيءٍ من محرّكات البحث إلى مطوّري الألعاب.
تعمل شركةُ Meta على السّماح للمستخدمين بالتّفاعل مع مساعدها الذّكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي مباشرةً من شريط البحث في تطبيق الدرّدشة الشّهير واتساب. كما تصدّر منتج الذكاء الاصطناعي الرّئيسي لشركة Meta، وهو: Llama2، الأخبار مؤخّراً لأسبابٍ مثيرةٍ للجدل إلى حدٍّ كبيرٍ، مع وجود نفس المشاكل الحسّاسة التي عانى منها مؤخّراً تطبيق Gemini من Google. ولتفادي تورّط الشّركة في فضيحةٍ كبيرةٍ، تم تطوير مساعد الذكاء الاصطناعي Llama 2؛ لإجراء محادثاتٍ أقلّ صعوبةً مع المستخدمين، ولكن يبدو أنّ ذلك أعاق بشدّةٍ قدرته على الإجابة عن الأسئلة البسيطة.
والأكثر إثارةً للاهتمام حاليّاً أنّ شركة Meta تعملُ على تطوير "مساعد" ذكاء اصطناعي تحاوريٍّ. على عكس الذكاء الاصطناعي الخاصّ بالدّردشة أو جيل الذكاء الاصطناعي المألوف حاليّاً الذي يولّد الصّور والفيديوهات، والذي غالباً ما يُنظر إليه على أنّه أنظمةٌ سلبيّةٌ؛ لأنّها تولّد البيانات فقط استجابةً للأوامر، فإنّ مساعدي الذكاء الاصطناعي لديهم القدرة الفعليّة على التّصرف نيابةً عن مستخدميها. كما تتمتّع هذه الأنظمة بإمكانياتٍ كبيرةٍ للتّطبيقات التّجارية، مثل تولّي المهام المكتبيّة الأقلّ مسؤوليّةً، مثل تنظيم مواعيد الجميع.
ستكشف لنا الأيّام ما إذا كان المستخدمون التّجاريّون سيفضّلون الاعتماد على منتجات الذكاء الاصطناعي لعملاق وسائل التّواصل الاجتماعيّ الإعلانيّ زوكربيرغ بدلاً من أدوات العلامات التّجاريّة الرّاسخة مثل جوجل.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.