Microsoft تُطلق نظاماً ذكيّاً لمساعدة الأطباء
يهدف البرنامج الجديد إلى أتمتة المهامّ الإداريّة، ممّا يمنح الأطباء وقتاً أطول للتّركيز على المرضى وتحسين جودة الرّعاية الصّحيّة

طالما أثّارت المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل قلق الكثيرين، حيث يخشى البعض أن يؤدّي إلى استبدال البشر بآلاتٍ في وظائف كاملةٍ، ممّا يتسبّب في فقدان العديد من الموظّفين لوظائفهم، إلّا أنّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة قد تثبت عكس ذلك، إذ يمكن أن تكون عاملاً مساعداً، لا بديلاً، خاصّةً في القطاعات الّتي تعاني من ضغط العمل مثل المجال الصّحيّ.
في خطوةٍ قد تكون بمثابة ثورةٍ في الرّعاية الصّحيّة، أطلقت شركة "مايكروسوفت" (Microsoft) يوم الاثنين منتجها الجديد "دراغون كوبايلوت إيه آي" (Dragon Copilot AI)، وهو نظام ذكاء اصطناعي مصمّمٌ لمساعدة الأطبّاء والعاملين في المجال الصّحيّ من خلال أتمتة المهامّ الإداريّة المرهقة. يهدف هذا النّظام إلى تحرير الأطباء من أعباء تدوين الملاحظات، وتلخيصها، وإعداد التّقارير، ممّا يمنحهم وقتاً أطول للتّركيز على المرضى.
كيف يعمل Dragon Copilot AI؟
يُفعّل التّطبيق بالصّوت، ممّا يسمح باستخدامه عبر الهواتف المحمولة أو متصفّحات الويب أو كخاصّيّةٍ على سطح المكتب. وخلال الفحوصات الطّبيّة، يستمع التّطبيق إلى الملاحظات الّتي يدوّنها الأطبّاء أو العاملون في المجال الصّحيّ، ثمّ يُحلّلها ويحوّلها إلى ملخّصاتٍ شاملةٍ تتضمّن معلوماتٍ من السّجلّات الصّحيّة للمرضى وتاريخهم العلاجيّ.
يتميّز دراغون كوبايلوت بقدرته على أتمتة المهامّ الّتي كان يقوم بها كتّاب الملاحظات البشريّين والمساعدون الإداريّين، إذ يسجّل الملاحظات بشكلٍ تلقائيٍّ، ممّا يضمن إنشاء سجلّاتٍ دقيقةٍ لكلّ استشارةٍ طبّيّةٍ. إضافةً إلى ذلك، يتّصل التّطبيق بقواعد البيانات الطّبّيّة، ما يتيح للأطباء الوصول إلى معلوماتٍ دقيقةٍ تساعدهم على التّشخيص والعلاج.
من بين الفوائد الكبرى لهذا التّطبيق أنّه لا يقتصر على تقليل الوقت المستغرق في الأعمال الإداريّة، بل يساهم أيضاً في تحسين جودة الرعاية الصحية. فمن خلال تولّي المهامّ النّصيّة، مثل: كتابة ملخّصات الاستشارات الطّبيّة ورسائل الإحالة، يتيح دراغون كوبايلوت للأطباء فرصة التّركيز على المرضى بشكلٍ أكبر، ما قد يؤدّي إلى تحسين تجربتهم العلاجيّة.
تشير الدّراسات إلى أنّ الأطبّاء يقضون حوالي 28 ساعةً أسبوعيّاً في المهامّ الإداريّة، وهو وقتٌ يمكن استغلاله بشكلٍ أفضل لرعاية المرضى. لذا، فإنّ تبنّي تقنيّاتٍ -مثل دراغون كوبايلوت- قد يساهم في تقليل هذا العبء، ممّا ينعكس على الصّحّة النّفسيّة والجسديّة للعاملين في المجال الصّحيّ.
وخلال الفترة التّجريبيّة، كشفت مايكروسوفت أنّ الأطبّاء الّذين استخدموا دراغون كوبايلوت استطاعوا توفير ما يقارب خمس دقائق لكلّ استشارةٍ، وهو وقتٌ كان يهدر سابقاً في تدوين الملاحظات. ونتيجةً لذلك، تمكّنوا من قضاء وقتٍ أطول مع مرضاهم، بل وتمكّن بعضهم من إضافة ما يصل إلى 13 موعداً جديداً شهريّاً.
كذلك أسفرت التّجارب عن نتائج مشجّعةٍ، حيث أفادت مايكروسوفت أنّ التّطبيق ساهم في:
- تقليل معدّلات الإرهاق بين الأطبّاء بنسبة 70%.
- تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية بنسبة 70%.
- تحسين تجربة المرضى، إذ وصف 93% من المرضى أطبّاءهم بأنّهم أكثر ودّيّةً وأقلّ توتّراً أثناء الاستشارات.
بحسب الدّكتور ديفيد ريو، الرّئيس الطّبّيّ العالميّ لمايكروسوفت، فإنّ هذه التّقنيّة ستتيح للأطبّاء فرصة التّركيز على المريض بدلاً من الانشغال بكتابة الملاحظات على الكمبيوتر، ممّا سيؤدّي إلى نتائج أفضل ورعايةٍ صحّيّةٍ محسّنةٍ للجميع.
ومن المتوقّع أن يصبح دراغون كوبايلوت متاحاً لمتخصّصي الرّعاية الصّحيّة في أمريكا الشّماليّة بدءاً من شهر مايو المقبل، مع خططٍ لطرحه في أسواقٍ أخرى لاحقاً. وإذا استمرّت هذه التّكنولوجيا في تحقيق النّجاح، قد يكون العاملون في المجال الصّحيّ على أعتاب عصرٍ جديدٍ أكثر راحةً وكفاءةً، حيث يتحرّرون من الرّوتين الإداريّ، ويستعيدون تركيزهم على جوهر عملهم: رعاية المرضى.