Moonbase تُطلق صندوقها الثاني لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة
صندوق استثماري جديد بقيمة 15 مليون دولار، يستهدف الأسواق الناشئة مثل أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط لدعم رواد الأعمال والشركات المستقرة
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
أعلنت شركة "مونبيس كابيتال" (Moonbase Capital)، وهي شركةٌ استثماريّةٌ متخصّصةٌ في صناديق البحث، عن إطلاق صندوقها الاستثماريّ الثّاني لدعم روّاد الأعمال في شراء وتطوير الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة حول العالم. يهدف هذا الصّندوق، الّذي تبلغ قيمته 15 مليون دولارٍ، إلى الاستثمار في حوالي 15 شركةً خلال السّنوات الثّلاث إلى الأربع المقبلة.
سيتمّ قيادة هذا الصّندوق من قبل فريق الإدارة في "مونبيس كابيتال"، الّذي يضمّ تامر البحيري وطارق الجمّال، وهما خبيران في مجالات العمليّات والتّمويل والاستثمار. يأتي هذا الصّندوق بعد نجاح الصّندوق الأوّل للشّركة، الّذي جمع 10 ملايين دولارٍ ودعم 35 باحثاً، معظمهم في أوروبّا.
سيوسّع الصّندوق الثّاني نطاق اهتمامه ليشمل الأسواق النّاشئة مثل أمريكا اللّاتينيّة وجنوب شرق آسيا والشّرق الأوسط. تعتبر هذه المناطق، وفقاً للشّركة، أسواقاً ذات معدّل نموٍّ مرتفعٍ وفرصٍ واعدةٍ لروّاد الأعمال. ومن المتوقّع أن يتمّ الانتهاء من جمع الأموال للصّندوق الجديد بحلول الرّبع الأوّل من عام 2025، بمشاركة مستثمرين من أوروبّا ومصر ومنطقة الخليج، بما في ذلك أفرادٌ أثرياء ومكاتب عائليّةٌ.
في مقابلةٍ مع "عربيّة .Inc"، أكّدت "مونبيس" على أهمّيّة أسواق الخليج والشّرق الأوسط في استراتيجيّتها. وقالت الشّركة: "من حيث جمع الأموال، تلعب أسواق دول مجلس التّعاون الخليجيّ والشّرق الأوسط دوراً أساسيّاً في خطّتنا. إذ نعمل بشكلٍ وثيقٍ مع الأفراد الأثرياء والمكاتب العائليّة في المنطقة لتقديم فرصٍ استثماريّةٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ ذات عائدٍ مرتفعٍ ومخاطرٍ منخفضةٍ ضمن محافظهم الاستثماريّة".
وأضافت الشّركة: "نرى اهتماماً متزايداً بصناديق البحث من قبل مديري المكاتب العائليّة الشّباب في هذه المنطقة، حيث لا تزال هذه الفرص الاستثماريّة غير معروفةٍ بشكلٍ واسعٍ كما هي في أمريكا الشّماليّة وأوروبّا".
وصندوق البحث هو نموذجٌ استثماريٌّ يسمح لرائد الأعمال بجمع تمويلٍ من المستثمرين بهدف شراء شركةٍ وإدارتها بنفسه. في بعض الحالات، يمكن أن يكون التّمويل ذاتيّاً.
كيف تختلف "مونبيس كابيتال" عن الشّركات الاستثماريّة الأخرى؟
أوضحت "مونبيس كابيتال" أنّ استثمارها في صناديق البحث هو مزيجٌ يجمع بين أفضل الجوانب من رأس المال المغامر والأسهم الخاصّة، وصرّحت: "نستثمر مبالغ صغيرةً في عدّة شركاتٍ، يقود كلٌّ منها رائد أعمالٍ طموحٌ. ورغم التّشابه مع رأس المال المغامر في هذا الجانب، إلّا أنّ الشّركات الّتي نستهدفها وطرق الاستحواذ تشبه أكثر تلك الخاصّة بالأسهم الخاصّة".
وأضافت: "نركّز على الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة المستقرّة والمنتجة للسّيولة، والّتي لديها تاريخ أداءٍ مثبتٍ، وغالباً ما تعمل في صناعاتٍ مستقرّةٍ وغير ملفتةٍ للانتباه".
تأسّست "مونبيس كابيتال" في عام 2020 ومقرّها إسبانيا، وتواصل توسيع وجودها في سوق صناديق البحث العالميّة من خلال هذا الصّندوق الجديد الّذي يهدف إلى دعم الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في أسواقٍ متنوّعةٍ. وقالوا: "فلسفتنا الاستثماريّة لا تميّز بين الصّناعات، ممّا يسمح لنا بالحفاظ على محفظةٍ متنوّعةٍ عبر قطاعاتٍ مختلفةٍ". تشمل معايير اختيارنا للشّركات:
- أرباحٌ قبل الفوائد والضّرائب والاستهلاك بين مليونٍ و5 ملايين دولارٍ.
- إيراداتٌ متكرّرةٌ.
- هوامش ربحٍ عاليةٌ.
- عدم الاعتماد الكبير على رأس المال للنّموّ.
ترى "مونبيس" فرصاً قويّةً للنّموّ والابتكار في الأسواق النّاشئة، خاصّةً في الشّرق الأوسط. وصرّحت الشّركة: "على الرّغم من أنّنا لم نر الكثير من روّاد الأعمال في صناديق البحث في الشّرق الأوسط حتّى الآن، فمن المحتمل أن يكون ذلك لأنّ هذه الفرص الاستثماريّة لا تزال غير معروفةٍ نسبيّاً. نخطّط للتّرويج لهذا المسار البديل لريادة الأعمال في منطقة الخليج".
كما تهدف الشّركة إلى زيادة الوعي بفوائد الاستثمار في صناديق البحث، والتي لا تزال جديدةً نسبيّاً في الشّرق الأوسط مقارنةً بأمريكا الشّماليّة وأوروبّا حيث هي معروفةٌ جيّداً.
وأوضحت الشّركة: "على الرّغم من وجود اتّجاهٍ عامٍّ لروّاد صناديق البحث لتفضيل الاستحواذ على شركات البرمجيّات أو البرمجيّات كخدمةٍ (SaaS)، إلّا أنّ معظم الأهداف هي أعمالٌ تقليديّةٌ تعتمد على الأصول الملموسة". هذه الشّركات "غير الجذّابة" غالباً ما يتجاهلها المستثمرون الآخرون، ممّا يجعلها جذّابةً بشكلٍ خاصٍّ لصناديق البحث الّتي تبحث عن أصولٍ مقيّمةٍ بأقلّ من قيمتها ولديها إمكانات نموٍّ كبيرةٍ.
عند سؤالهم عن نهج "مونبيس كابيتال" في الشّرق الأوسط، ذكروا أنّهم يسعون للعثور على روّاد أعمالٍ محلّيّين مؤهّلين. وقالوا:" نستثمر فقط في صناديق البحث الّتي تضمّ ما لا يقلّ عن ثلث المستثمرين من السّوق المحلّيّة. يجلب هؤلاء المستثمرون المحلّيّون المعرفة الضّروريّة، ويمكنهم دعم الباحثين على أرض الواقع حسب الحاجة".
وفقاً لـ"مونبيس"، ساهم هذا النّموذج الموحّد في سجلّ نجاحها المستمرّ. وأضافوا: "نموذج الاستثمار في صناديق البحث موحّدٌ إلى حدٍّ كبيرٍ، وهذا في الواقع هو سرّ نجاحه في تحقيق معدّل عائدٍ داخليٍّ (IRR) بنسبة 33% على مدى أكثر من 30 عاماً".
وأشاروا إلى أنّ مناطق مثل السّعوديّة ودبي تقدّم فرصاً فريدةً؛ نظراً لزيادة عدد الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة. وقالوا: "تقدّم دبي فرصةً مثيرةً للاهتمام، حيث يرغب الكثيرون ممّن أسّسوا شركاتٍ صغيرةً ومتوسّطةً هناك الآن في العودة إلى بلدانهم الأصليّة. قد تكون هذه الشّركات جذّابةً للباحثين للاستحواذ عليها".
بالإضافة إلى ذلك، تعتقد "مونبيس" أنّ الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في صناعاتٍ مثل خدمات الأعمال بين الشّركات، ونماذج الإيرادات المتكرّرة، وتلك الّتي تعتمد أقلّ على رأس المال للنّموّ، ستكون أهدافاً جذّابةً بشكلٍ خاصٍّ في المنطقة. وأوضحوا: "نفضّل الشّركات الّتي لا تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على رأس المال للنّموّ، ممّا يعني أنّ العديد منها يكون في قطاع الأعمال بين الشّركات أو الخدمات بدلاً من الشّركات الّتي تستهدف المستهلكين". هذا النّهج يساعدنا في الحفاظ على محفظةٍ متوازنةٍ تقلّل المخاطر، مع الاستفادة من فرص النّموّ في الأسواق النّاشئة.