Mush Social تستحوذ على Pubbles لتعزيز حضورها الرقمي

هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا

أسّست منصّة التّواصل الاجتماعيّ السّعوديّة "موش سوشل" (Mush Social) حضوراً لافتاً منذ إطلاقها عام 2022 على يد عبدالهادي العصيميّ، إذ تتيح للمستخدمين كسب النّقاط وامتلاك أصولٍ افتراضيّةٍ، من خلال خريطةٍ تفاعليّةٍ تحوّل أنشطتهم على المنصّة إلى عوائد ماليّةٍ. وفي نوفمبر من عام 2024، نجحت الشّركة في جمع تمويلٍ تأسيسيٍّ أوّليٍّ (Pre-Seed) بقيمة 1.2 مليون دولارٍ أمريكيٍّ، بقيادة شركة نفال للاستشارات (Nifal Consulting).

أُطلق تطبيق بابلز (Pubbles) عام 2020، مرتكزاً على بناء مجتمعاتٍ افتراضيّةٍ وابتكار التّقنيّات المرافقة لها. وقد تخرّج من برنامج "تقادم" (TAQADAM) لتسريع الأعمال في جامعة الملك عبداللّه للعلوم والتّقنيّة (KAUST)، كما استفاد من مبادرة "مسك لانشباد" (Misk Launchpad).

وفي حوارٍ مع "عربية .Inc"، تحدّث العصيميّ، مؤسّس "موش سوشل" ورئيسها التّنفيذيّ، عن رؤية الشّركة واستراتيجيّتها في خضمّ التّحوّلات المقبلة في عالم التّواصل الاجتماعيّ، مشيراً إلى أنّ عام 2025 سيشهد نقلةً نوعيّةً تقودها تقنيّات الذّكاء الاصطناعيّ والواقع المعزّز، إضافةً إلى التّركيز على الخصوصيّة ودمج التّجارب الرّقميّة في تفاصيل الحياة اليوميّة. وأكّد العصيميّ أنّ "موش سوشل" تسعى إلى لعب دورٍ محوّريٍّ في هذا التّحوّل، سواءٌ على الصّعيد المحلّيّ أو الإقليميّ.

تستند "موش سوشل" إلى تعزيز التّرابط الافتراضيّ بين المستخدمين، ومنحهم ملكيّةً رقميّةً حقيقيّةً في عالمٍ افتراضيٍّ مفعمٍ بالتّفاعل والمكافآت. ومن الرّكائز الأساسيّة الّتي تقوم عليها المنصّة خريطتها التّفاعليّة، والّتي تشكّل منصّةً شاملةً لتعزيز التّواصل وتبادل الاهتمامات.

يقول العصيميّ:

"من خلال الخريطة التّفاعليّة، نحن بصدد بناء نظامٍ اجتماعيٍّ رقميٍّ متكاملٍ يسهّل التّواصل الفعّال بين المستخدمين، إذ تتيح الخريطة اكتشاف المحتوى والأشخاص والفعاليّات بناءً على المواقع الجغرافيّة، ما يعزّز التّواصل المحلّيّ والاهتمامات المشتركة. وقد أضفنا كذلك خدمة التّرجمة الفوريّة بـ15 لغةٍ لتجاوز العوائق اللّغويّة".

كما أنّ "موش سوشل" تولي اهتماماً خاصّاً بإتاحة الأدوات اللّازمة لصنّاع المحتوى والشّركات، بهدف بناء مجتمعاتٍ حيويّةٍ. ويوضّح العصيميّ في هذا السّياق:

"رغم أنّ منصّتنا تنطلق من محتوًى نصّيٍّ، فإنّنا نعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الخريطة لجعل تجربة المستخدمين أكثر حيويّةً ومرتبطةً بالمكان. وإضافةً إلى ذلك، نعمل على تطوير مجموعةٍ من الأدوات المتخصّصة لدعم صنّاع المحتوى والمؤسّسات في بناء مجتمعاتٍ مزدهرةٍ ومستدامةٍ".

ومع شروع المنصّة في دمج خصائص "بابلز" وتقنيّاته خلال الأشهر الثّلاثة المقبلة، يرتقب أن تزداد "موش سوشل" ثراءً بالميزات المبتكرة. ويشير العصيميّ:

"سنركّز خلال المرحلة القادمة على ثلاثة محاور رئيسةٍ: تطوير الخريطة التّفاعليّة، وتمكين المستخدمين من تحقيق عوائد مادّيّةٍ عبر نشاطهم على المنصّة، والإطلاق الرّسميّ للعملة الرّقميّة موش كوين (Mush Coin)".
موضّحاً أنّ "موش كوين" لن توفّر امتيازاتٍ حصريّةً داخل المنصّة فحسب، بل ستتيح أيضاً للمستخدمين إجراء تعاملاتٍ فيما بينهم، بمجرّد اكتمال الأطر التّنظيميّة الّتي يجري العمل على إعدادها حاليّاً.

وبموجب عمليّة الاستحواذ على "بابلز"، ستحوّل قاعدة مستخدميه وتقنيّاته إلى "موش سوشل"، في خطوةٍ تهدف إلى الارتقاء بتجربة المستخدم وإثرائها. ويؤكّد العصيميّ أنّ الشّركة تولي اهتماماً خاصّاً بتطوير أنظمة التّوصيّات والذّكاء الاصطناعيّ لتعزيز التّفاعل، مشيراً إلى أنّ هذه الخطوة لا تمثّل سوى البداية، إذ تتطلّع "موش سوشل" إلى التّوسّع خارج نطاق منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي هذا الصّدد، يذكر العصيميّ:

"نستعدّ لجولةٍ تمويليّةٍ جديدةٍ (Seed) تدعم خططنا للتّوسّع في تركيا والأسواق الرّئيسة بشرق آسيا. ونركّز على توطين التّجربة بما يلائم خصائص تلك الأسواق، وتعزيز تجربة المستخدم، والاستفادة من الذّكاء الاصطناعيّ لدفع التّفاعل إلى مستوياتٍ أعمق".

وفيما يتعلّق بروّاد الأعمال الّذين يتطلّعون إلى دخول عالم التّواصل الاجتماعيّ، ينصحهم العصيميّ بالمرونة والتّركيز على فهم احتياجات المستخدمين، مضيفاً:

"يتطلّب النّجاح في بناء منصّات تواصلٍ اجتماعيٍّ فهماً دقيقاً لجمهورك، وقدرةً على مجاراة التّطوّرات المتسارعة، مع التّركيز على بناء مجتمعاتٍ حقيقيّةٍ عوضاً عن مجرّد تضخيم الأعداد. فالابتكار والاستمرار عنصران أساسيّان، فضلاً عن أهمّيّة تقديم قيمةٍ مضافةٍ تجعل منصّتك فريدةً وقادرةً على المنافسة في سوقٍ رقميّةٍ تتغيّر باستمرارٍ".

الصّورة: يظهر في الصّورة عبدالهادي العصيميّ، مؤسّس "موش سوشل" ومديرها التّنفيذيّ. الصّورة من "موش سوشل".