OpenAI تستعد لإطلاق نموذجها الجديد حصرياً للشركات!
خطوة جريئة تمنح الشركات فرصة لاستكشاف إمكانيات غير مسبوقة والتفوق بتقنيات متطورة، بينما ينتظر الجمهور دوره
أعلنت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) الرّائدة في مجال الذّكاء الاصطناعيّ عن استعدادها لإطلاق نموذجٍ جديدٍ ومبتكرٍ يحمل اسماً رمزيّاً هو "أوريون" (Orion)، ويتوقّع وصوله في ديسمبر المقبل. إلّا أنّ إستراتيجيّة الشّركة هذه المرّة تختلف عن سابقاتها، حيث سيُتاح هذا الطّراز الجديد للشّركات الشّريكة فقط في البداية، قبل إطلاقه للعامّة. بحيث يتيح لها فرصة بناء منتجاتهم وتطوير ميزاتهم اعتماداً على هذا النّموذج المتطوّر، ممّا يعزّز من تكامله في المجالات الصّناعيّة والعمليّة قبل أن يصل إلى أيدي الجمهور.
تأتي هذه الخطوة لتلائم مسار التّطوّر الّذي تتّبعه أوبن إيه آي، في إطار تحوّلها نحو أن تكون أكثر ربحيّةً تحت قيادة المدير التّنفيذيّ سام ألتمان. فبدلاً من طرح النّموذج عبر إعلانٍ عامٍّ؛ ومن ثمّ إتاحته للجميع، ستبدأ أوبن إيه آي بتقديمه للشّركات المختارة مثل "مايكروسوفت" (Microsoft)، الّتي تعدّ شريكاً استراتيجيّاً ومستثمراً مهمّاً، خصوصاً مع وجود خططٍ لاستضافة أوريون على السّحابة السّحابيّة "أزور" (Azure) التّابعة لها. سيساعد هذا التّكامل المبكّر مع شركاتٍ كبرى في تحسين النّموذج وتجهيز التّطبيقات الّتي تدعمه، وهو ما يعبّر عن أسلوبٍ شبيهٍ بأسلوب شركاتٍ كبرى مثل "آبل" (Apple) عند طرح أنظمتها الجديدة.
كما يعدّ أوريون امتداداً لسلسلة نماذج أوبن إيه آي المتطوّرة، الّتي أثارت اهتماماً كبيراً منذ إطلاقها. ومع أنّ اسم هذا النّموذج غير مؤكّدٍ، إذ قد يطرح تحت اسم (GPT-5)، إلّا أنّ التّسريبات تشير إلى أنّه سيكون أقوى من النّموذج السّابق (GPT-4o) بما يصل إلى مئة ضعفٍ، وفقاً لما نقلته مصادر لموقع "ذا فيرج" (The Verge). وتوحي هذه القوّة الفائقة بتحقيق تقدّمٍ تقنيٍّ غير مسبوقٍ في قدرات الذّكاء الاصطناعيّ، ممّا يثير التّساؤلات حول مدى تقدّمه في تقديم استجاباتٍ أكثر دقّةً وذكاءً، ربّما لدرجةٍ تجعل الحوار مع (ChatGPT) أشبه بتفاعلٍ طبيعيٍّ مع إنسانٍ حقيقيٍّ.
وتأتي أهمّيّة هذا النّموذج الجديد ليس فقط من كونه نموذجاً متقدّماً تقنيّاً، بل من كونه خطوةً نحو تحقيق رؤية الشّركة في تطوير ذكاءٍ اصطناعيٍّ شاملٍ، قادرٍ على أداء مهامٍّ متعدّدةٍ بكفاءةٍ تتجاوز قدرات البشر في بعض الأحيان. حيث تأمل أوبن إيه آي بأن يصبح هذا النّظام قادراً على تقديم استشاراتٍ وإجاباتٍ دقيقةٍ في شتّى المجالات، ممّا سيجعل دوره أكثر فعّاليّةً ومرونةً في بيئات العمل.
بالإضافة إلى ذلك، التّوجّه نحو توفير أوريون بشكلٍ حصريٍّ للشّركات قبل إطلاقه للعامّة يحمل بعداً إستراتيجيّاً؛ فالشّركات الكبرى الّتي ستدمج هذا النّظام ضمن عمليّاتها ستكون قادرةً على تحسين كفاءتها التّشغيليّة وتحقيق نتائج أكثر دقّةً في أعمالها اليوميّة. كما أنّ هذا التّعاون يشير إلى توجّه أوبن إيه آي نحو نموذج العمل كخدمةٍ (SaaS)، ممّا يفتح الباب أمام اشتراكاتٍ مدفوعةٍ للشّركات الّتي ترغب في استخدام التّقنيّة ضمن أنظمتها، وهذا يوفّر مصدراً ثابتاً للإيرادات.
وسط تنافسٍ محتدمٍ بين أوبن إيه آي وشركاتٍ كبرى أخرى مثل "غوغل" (Google) و"ميتا" (Meta)، يبدو أنّ أوبن إيه آي تسعى للتّمركز في الصّدارة عبر تطوير تقنياتٍ فائقة التّقدّم والابتكار.