إطلاق ميزة جديدة لتحسين تجربة الدردشة الذكية في ChatGPT
تقدم ميزة "كانفاس" الجديدة تجربةً أكثر ذكاءً وفعاليةً للمستخدمين من خلال تحسين الكتابة والترميز وتسهيل إجراء التعديلات الفورية
طرحت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) مؤخراً ميزةً جديدةً أطلقت عليه اسم "كانفاس" Canvas)) تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين في التّعامل مع "شات جي بي تي" (ChatGPT)، سواءً في الكتابة أو التّرميز. تأتي هذه الميزة استجابةً لاحتياجات المستخدمين الذين يرون أنَّ واجهة الدّردشة التّقليديّة القائمة على التّدفق الزمني للمحادثة قد تكون محدودةً في بعض الأحيان. وتمثل هذه الميزة "طريقةً جديدةً" للتفاعل مع شات جي بي تي، حيث تسمح للمستخدمين بتعديل وتحسين النّتائج الّتي يحصلون عليها بسهولةٍ أكبر، دون الحاجة إلى إعادة بدء الدّردشة بالكامل.
التّطوّر السّريع لأوبن إيه آي
تواصل شركة أوبن إيه آي توسيع نطاق أدواتها بشكلٍ سريعٍ للغاية. في الأسابيع الأخيرة، جمعت الشّركة جولةً تمويليّةً ضخمةً بلغت 6.6 مليار دولارٍ، ما يعكس الثّّقة الكبيرة في قدراتها المستقبليّة. ولم تقتصر هذه التّطوّرات على التّمويل فقط، بل تم إطلاق عدة ميزاتٍ جديدةً، منها "الوضع الصّوتي المتقدّم" الذي يعزّز كيفيّة تفاعل المستخدمين مع الروبوت. الآن، يأتي الدّور على ميزة كانفاس، الّتي تمثّل أداةً إضافيةً تهدف إلى جعل تجربة استخدام شات جي بي تي أكثر ذكاءً وكفاءةً.
ما هي أداة كانفاس؟
أداة كانفاس الجديدة ليست مجرّد واجهة عرضٍ، بل هي نظامٌ يعيد هيكلة طريقة التّفاعل مع الذكاء الاصطناعيّ في مشاريع الكتابة والتّرميز. كما أوضح مدير منتجات كانفاس في أوبن إيه آي، دانييل ليفين، فإنَّ الفكرة نشأت من مستخدمي جي بي تي الّذين وجدوا صعوبةً في التّعامل مع واجهة الدّردشة التّقليديّة، خاصةً عند الحاجة إلى مراجعة أو تحرير النّتائج. في الوضع الحالي، يجب على المستخدمين الرجوع في المحادثة والبحث عن التّبادلات السّابقة لإجراء التّعديلات المطلوبة، وهذا قد يكون مرهقاً عندما يتعلّق الأمر بمشاريع تحتاج إلى مراجعاتٍ متكررةٍ.
لكن مع هذه الأداة الجديدة، يمكن للمستخدمين الآن تعديل الأجزاء الّتي يريدون تغييرها بسهولةٍ مباشرةً من الشّاشة، ودون الحاجة للعودة إلى الدّردشة بأكملها. وهذا يجعل من السّهل إجراء التّعديلات الفورية على النّّصوص أو التّعليمات البرمجيّة، مع عرضٍ فوريٍّ للتّغييرات.
كيف تعمل أداة كانفاس؟
بدلاً من التّدفق الزمني المعتاد للمحادثة، توفر كانفاس واجهةً جانبيةً تتيح لك رؤية ومقارنة التّعديلات الّتي تقوم بها على ردود جي بي تي. حيث يمكن للمستخدم تحديد أجزاءٍ معينةٍ من النّص أو الكود، والطلب من الذكاء الاصطناعيّ تحديثها بشكلٍ فوريٍّ. بالنّسبة للمطوّرين، قد يكون هذا التّحديث البسيط بمثابة نقلةٍ نوعيّةٍ، حيث يمكن تعديل تعليماتٍ برمجيّةٍ بأقل جهد ممكن. تخيّل مثلاً أنّك بحاجةٍ إلى تحديث رقمٍ في جزء من التّعليمات البرمجيّة، مع كانفاس التّرميز، بساطةٍ هو النّقر على الرقم وتعديله فوراً، ممّا يسرّع عملية التّرميز، ويجعلها أكثر كفاءةً.
الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعيّ
تذهب الميزة الجديدة إلى ما هو أبعد من مجرد تحسين واجهة المستخدم، حيث يمكن للمستخدم إجراء التّعديلات دون الحاجة إلى إعادة تشغيل الدّردشة بالكامل. تجعل هذه الميزة معالجة الذكاء الاصطناعيّ للمعلومات أسرع وأكثر دقةً. ولكنها ليست الوحيدة في السّوق، فقد سبقتها شركة "أنثروبيك" (Anthropic) بميزةٍ مشابهةٍ أطلقت عليها اسم"آرتيفاكتس" (Artifacts). الأمر الذي يوضح أنَّ المنافسة بين الشّركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعيّ تزداد حدّةً، وتسعى كلّ شركةٍ إلى تقديم أدواتٍ تلبي احتياجات المستخدمين بشكلٍ أفضل.
أهميّة كانفاس للشركات
إذا كنت تعمل في شركةٍ تعتمد على شات جي بي تي لإنشاء محتوى أو تطوير أكوادٍ برمجيّةٍ، يمكن لأداة كانفاس أن تغيّر روتين العمل اليوميّ بشكلٍ كبير. فهي تعتبر وسيلةٌ لتحسين الكفاءة وتوفير الوقت. فالشّركات الّتي تستخدم روبوتات الدّردشة للكتابة أو التّرميز أو حتى التّعديلات البسيطة ستجد في هذه الأداة إضافةً كبيرةً تسهّل عليها الوصول إلى النّتائج المثلى بأقل جهدٍ ممكنٍ.
تمثّل كانفاس هذه الأداة الجديدة خطوةً هامةً في تطوّر الذكاء الاصطناعيّ وتحديداً في كيفيّة تفاعل المستخدمين مع روبوتات الدّردشة. ومع توسّع أوبن إيه آي في تطوير أدواتٍ أكثر ذكاءً، يبدو أنّ الشّركة تدرك تماماً أهميّة الاستماع إلى مستخدميها وتقديم الأدوات الّتي تلبي احتياجاتهم الحقيقية. وبفضل هذه الابتكارات، تستمر أوبن إيه آي في ترسيخ مكانتها كواحدةٍ من الشّركات الرائدة في هذا المجال.