Operator: الذكاء الاصطناعي يمهّد الطريق لأداء أسرع وأفضل!
من حجز المطاعم إلى أتمتة التّقارير، كيف يُحدث المساعد الجديد من OpenAI فرقاً في كفاءة الأعمال وتوفير الوقت والجهد؟

كشفت "أوبن إيه آي" (OpenAI) هذا الأسبوع عن وكيلها الذّكيّ الجديد "أوبيراتور" (Operator)، الّذي يقدّم لمحةً عن رؤيتها لكيفيّة تسخير الذكاء الاصطناعي لتسهيل حياة النّاس، إذ لم يعد الذكاء الاصطناعي يقتصر على الدّردشة التّقليديّة، بل أصبح بإمكانه العمل كمساعدٍ شخصيٍّ قادرٍ على تنفيذ مهامٍّ تفوق مجرّد الاستجابات الصّوتيّة الّتي تقدّمها "أليكسا" (Alexa) أو "سيري" (Siri).
يتيح أوبيراتور للمستهلكين تنفيذ مهامٍّ يوميّةٍ، مثل حجز المطاعم أو شراء تذاكر الحفلات، أمّا بالنّسبة لروّاد الأعمال، فيمكن أن يوفّر لهم وقتاً أكبر للتّركيز على الابتكار والتّطوير، فقد تمّ تصميمه ليؤدّي المهامّ على الحاسوب بأسلوبٍ يحاكي طريقة عمل الإنسان.
ومن الجدير بالذّكر أنّ أوبيراتور لا يزال في مرحلة المعاينة البحثيّة، وهي بمثابة اختبارٍ تجريبيٍّ عامٍّ، ممّا يعني أنّه قد يرتكب أخطاءً. لذلك، لا يمكن الاعتماد عليه بشكلٍ كاملٍ في إدارة المهامّ بمفرده، حتّى تلك الّتي يفترض أن يؤدّيها. كما أنّه ليس الأداة الوحيدة الّتي تؤدّي مثل هذه الوظائف، إذ أطلقت "أنثروبيك" (Anthropic) في أكتوبر الماضي إصداراً من "كلود إيه آي" (Claude AI)، يتمتّع بقدراتٍ بحثيّةٍ متقدّمةٍ تتيح له إجراء دراساتٍ حول الشّركات أو بناء لوحات بياناتٍ ماليّةٍ دون الحاجة إلى أدوات تفاعلٍ تقليديّةٍ.
وفي ديسمبر، طرحت "غوغل" (Google) مشروع "مارينر" (Mariner)، الّذي يمكنه تنفيذ المهامّ تلقائيّاً، لكنّه يقتصر حاليّاً على متصفّح "كروم" (Chrome). وبما أنّ أوبيراتور لا يزال في مرحلة التّجربة، فمن الضّروريّ أن تتعامل الشّركات بحذرٍ مع هذه الأدوات، لضمان حماية بياناتها أثناء تعلّم الذكاء الاصطناعي السّلوكيّات المثلى.
كيف يمكن أن يساعد أوبيراتور الشركات؟
رغم أنّ إمكانيّات أوبيراتور ستتوسّع في الأشهر القادمة، إلّا أنّه حاليّاً يوفّر 4 طرقٍ رئيسيّةٍ يمكن أن تعزّز كفاءة الأعمال وتوفّر الوقت والجهد:
1. أتمتة بعض مهامّ المساعدين الإداريّين
يمكن لأوبيراتور تخفيف الأعباء الإداريّة عبر تنفيذ العديد من المهامّ الّتي يتولّاها عادةً المساعدون الإداريّون أو حتّى أصحاب الأعمال بأنفسهم. فمن خلال الذكاء الاصطناعي، يستطيع إنجاز بعض الأعمال الرّوتينيّة الّتي تستهلك وقتاً ثميناً، ممّا يتيح للموظّفين التّركيز على المهامّ الاستراتيجيّة والمهمّة.
وفقاً لما أعلنته أوبن إيه آي، يتمتّع أوبيراتور بقدرةٍ على تنفيذ حجوزات المطاعم عبر "أوبن تيبل" (OpenTable)، وترتيب حجوزات السّفر عبر "برايسلاين" (Priceline)، وطلب سيّارات الأجرة من خلال "أوبر" (Uber)، إلى جانب العديد من المهامّ اليوميّة الأخرى الّتي قد تتطلّب عادةً تدخّلاً بشريّاً.
ورغم هذه القدرات، لا يزال الذكاء الاصطناعي بحاجةٍ إلى إشرافٍ بشريٍّ، فلن يتمكّن أوبيراتور في الوقت الحاليّ من إتمام عمليّات الدّفع أو تأكيد الحجوزات تلقائيّاً، إذ يتطلّب الأمر موافقة المستخدم بعد مراجعة الطّلب المقترح، سواءً كان حجزاً لمطعمٍ أو رحلة سفرٍ أو أيّ خدمةٍ أخرى. ومع ذلك، فإنّ أتمتة هذه العمليّات تسهم في تقليل الوقت المهدر على الأعمال الإداريّة، ممّا يساعد الشّركات على تحسين الإنتاجيّة، وتخفيف الضّغط عن الموظّفين، وإتاحة الفرصة لهم للتّركيز على مجالاتٍ أكثر أهمّيّةً مثل تطوير الأعمال، والابتكار، وخدمة العملاء.
2. تنفيذ طلبات الشّراء تلقائيّاً
يتيح أوبيراتور للشّركات تسهيل عمليّة شراء المنتجات من خلال تصفّح مواقع البيع وإجراء الطّلبات تلقائيّاً، مع إبقاء الموافقة النّهائيّة على الدّفع بيد المستخدم. كما تعمل أوبن إيه آي على تطوير هذه الميّزة بالتّعاون مع عددٍ من الشّركات التّقنيّة، من بينها إنستاكارت (Instacart)، لتمكين الذكاء الاصطناعي من إتمام عمليّات الشّراء بكفاءةٍ أكبر.
ورغم أنّ إنستاكارت يشتهر بشراكاته في توصيل البقالة، إلّا أنّه يتعاون أيضاً مع شركاتٍ مثل "كوستكو" (Costco)، "وستابلز" (Staples)، "وأوفيس ديبو/أوفيس ماكس" (Office Depot/OfficeMax)، الّتي تعتمد عليها العديد من الشّركات في توفير المستلزمات المكتبيّة والموادّ التّشغيليّة. إذ تساعد هذه الميّزة الشّركات على تقليل الوقت والجهد المبذولين في عمليّات الشّراء المتكرّرة، ممّا يتيح للموظّفين التّركيز على المهامّ الأساسيّة بدلاً من الانشغال بإجراءات الطّلب اليدويّة.
3. أتمتة إعداد تقارير النّفقات
يسهّل أوبيراتور عمليّة ملء النّماذج عبر اتّباع توجيهات المستخدم، ممّا يوفّر وقتاً ثميناً في إنجاز المهامّ الإداريّة، مثل إعداد تقارير النّفقات، وإبرام اتّفاقيّات العقود، وتقديم طلبات تراخيص الأعمال. ورغم أنّ هذه المهامّ قد تبدو روتينيّةً، إلّا أنّها تستهلك وقتاً كبيراً، إذ يحتاج الموظّف في المتوسّط إلى 45 دقيقةً لملء تقرير نفقاتٍ واحدٍ.
كشفت إحدى الدّراسات أنّ العاملين في القطّاع الماليّ يقضون نحو نصف وقتهم في معالجة النّماذج والفواتير، ممّا يؤدّي إلى هدر آلاف الدّولارات سنويّاً في ساعات العمل. ومن خلال أتمتة هذه العمليّات، يساعد أوبيراتور الشّركات على تحسين الكفاءة، وتحرير الموظّفين للتّركيز على المهامّ الاستراتيجيّة الأكثر أهمّيّةً.
4. تلخيص الوثائق وإعداد التّقارير الموجزة
يوفّر أوبيراتور ميّزة تلخيص الوثائق الطّويلة وتحويلها إلى تقارير موجزةٍ، ممّا يساعد الشّركات على توفير الوقت وتحسين الإنتاجيّة، إذ تستفيد الأداة من شراكات أوبن إيه آي مع مؤسّساتٍ إعلاميّةٍ بارزةٍ -مثل "نيوز كورب" (News Corp)، المالكة لصحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal)، "وأكسيوس" (Axios)- ممّا يتيح لأصحاب الأعمال إعداد موجزاتٍ سريعةٍ قبل الاجتماعات مع العملاء المحتملين أو الحاليّين، ما يعزّز فرص النّموّ والتّوسّع.
إلى جانب ذلك، يمكن لأوبيراتور تلخيص التّقارير الدّاخليّة لمساعدة الفرق المختلفة داخل الشّركات على تبادل المعلومات بفعاليّةٍ، وتقليل الوقت المستغرق في مراجعة المستندات الطّويلة، ممّا يسهم في تحسين التّواصل وزيادة كفاءة العمل.