Ori توسع عملياتها في السعودية بدعم من Wa’ed Ventures
بهدف الاستفادة من الطّلب المتزايد على البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي في الشّرق الأوسط

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "أوري" (Ori) البريطانيّة المُتخصّصة في البنية التّحتيّة السّحابيّة عن حصولها على استثمارٍ غير مُعلنٍ من "واعد فنتشرز" (Wa’ed Ventures)، الذّراع الاستثماريّ لشركة "أرامكو" (Aramco)، وذلك في إطار خططها للاستفادة من الطّلب المتزايد على البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي في منطقة الشّرق الأوسط. وبدعمٍ من واعد فنتشرز، تستعدّ أوري لإطلاق فرعٍ إقليميٍّ في الرّياض خلال الأشهر الـ 12 المُقبلة، في خطوةٍ استراتيجيّةٍ تتماشى مع رؤية السعودية 2030.
تأسّست أوري في عام 2019 على يد مهدي يحيى، وهي متخصّصةٌ في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على نطاقٍ واسعٍ، بالإضافة إلى تقديم خدمات الاستدلال والنّشر للمؤسّسات والشّركات النّاشئة المُتخصّصة في الذكاء الاصطناعي، وتعمل الشّركة حاليّاً في أكثر من 20 موقعاً، أغلبها في أمريكا الشّماليّة وأوروبا.
في حديثٍ مع "عربية .Inc"، أشار يحيى، الرّئيس التّنفيذيّ لأوري، إلى التّقدّم السّريع الّذي تشهده المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي كعاملٍ رئيسيٍّ وراء قرار الشّركة دخول السّوق السّعوديّ، إذ قال: "تحقّق السعودية تقدّماً هائلاً في تطوير قطّاع الذكاء الاصطناعي، وتعهد الحكومة باستثمار 100 مليار دولارٍ في بناء مراكز البيانات والبنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي، إلى جانب مبادرات رؤية 2030؛ كلّها عوامل تعزّز هذا التّوجه".
كما أضاف: "لدينا فرصةٌ لأن نكون مساهماً رئيسيّاً في هذه الاستراتيجيّة ودفع نموّ السّوق، بالإضافة إلى ترسيخ مكانتنا كمزوّدٍ رائدٍ لخدمات الحوسبة في الذكاء الاصطناعي في المملكة؛ لذا فإنّ توسّعنا في السعودية يعدّ خطوةً بديهيّةً".
بالإضافة إلى السّياسات والاستثمارات، أشار يحيى إلى أنّ أسعار الطّاقة المنخفضة في السعودية تُشكّل عاملاً محوريّاً في قرار أوري، إذ قال: "تتمتّع السعودية ببعضٍ من أقلّ أسعار الطّاقة عالميّاً. وفي ظلّ أزمة الطّاقة الّتي تُعيق نموّ الذكاء الاصطناعي واعتماده في العديد من المناطق الأخرى، أعتقد أنّ السعودية أصبحت واحدةً من أكثر بيئات الذكاء الاصطناعي ديناميكيّةً وسرعةً في النّموّ على مستوى العالم، ونحن نريد أن نكون جزءاً من ذلك".
مع تقدّم أوري في توسّعها داخل السعودية، تعكس شراكتها مع واعد فنتشرز التزاماً مشتركاً بتطوير بنيةٍ تحتيّةٍ قويّة للذكاء الاصطناعي في المنطقة. مع العلم، تدير واعد فنتشرز صندوقاً بقيمة 500 مليون دولارٍ، وقد دعمت سابقاً شركاتٍ ناشئةً، مثل: "ريبيليونس" (Rebellions) المُتخصّصة في تصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي.
كما تحدّث يحيى عن الفرص والتّحديّات الّتي ستواجهها أوري أثناء ترسيخ وجودها في السّوق المُتنامية للذكاء الاصطناعي، وأوضح: "أعتقد أنّ أكبر تحدٍ لنا في السّوق السّعوديّ سيكون تلبية الطّلب الضّخم على خدمات الحوسبة السّحابيّة للذكاء الاصطناعي، نظراً لتسارع وتيرة تبنّي هذه التّكنولوجيا، كما أنّ لدينا أهدافاً طموحةً للنّموّ وحصّة السّوق، إذ يتمثّل التّحدّي في التّحرّك بسرعةٍ كافيةٍ لتحقيقها؛ إنّها فرصةٌ بقدر ما هي تحدٍ، ونحن متحمّسون لمواجهتها".
مع استعداد أوري لإطلاق فرعها الإقليميّ في السعودية، أكّد يحيى على أهميّة تطوير المواهب المحليّة، إذ قال: "تمثّل المواهب تحديّاً إيجابيّاً وفرصةً في الوقت ذاته. ونحن نرغب في أن نكون مركزاً لتنمية ودعم المواهب المحليّة؛ لدعم نموّنا الخاصّ وكذلك النّظام البيئيّ من حولنا".
أمّا بالنّسبة لمستقبل البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي، فقد شدّد يحيى على أنّ التّبنيّ السّريع للذكاء الاصطناعي سيكون التّغيير الأكبر في القطّاع، إذ قال: "أكبر توجّهٍ في البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي خلال عام 2025 وما بعده سيكون التّوسّع السّريع في تبنّي الذكاء الاصطناعي من قبل الشّركات غير المتخصّصة في الذكاء الاصطناعي في مختلف القطّاعات، من القانون إلى التّصنيع، والتّغيّرات الّتي ستشهدها الصّناعة لدعم هذا التّبني".
وأشار يحيى إلى أنّ حلول أوري القائمة على البرمجيّات والمنصّات تجعل تقنيتها أكثر سهولةً للشّركات غير المُتخصّصة في الذكاء الاصطناعي، ممّا يميّزها عن مزوّدي البنية التّحتيّة التّقليديّين، فقال: "كان نهجنا في أوري دائماً فريداً، حيث نعتمد على البرمجيّات والمنصّات، وليس فقط البنية التّحتيّة الماديّة التّقليديّة، إذ وجدنا أنّ هذا التّركيز على البرمجيّات هو الأكثر أهميّةً عندما ندعم الشّركات غير المتخصّصة في الذكاء الاصطناعي، والّتي تحتاج إلى خدمةٍ متكاملةٍ توفّر مزيداً من الدّعم والمرونة مقارنةً بالشّركات التّقنية الأصليّة".
وأضاف: "أعتقد أنّنا سنشهد تحوّلاً في قطّاع البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي خلال السّنوات القادمة، حيث سيزداد التّركيز على الخدمات القائمة على البرمجيّات والمنصّات لدعم البنية التّحتيّة الأساسيّة".
كما قدّم يحيى نصائح لروّاد الأعمال الّذين يفكرون في التّوسّع إلى أسواقٍ جديدةٍ. وقال: "أوّلاً، يجب أن يكونوا مستعدّين؛ إنّها مهمّةٌ شاقّةٌ وليست للجميع. ولكن الأهمّ من ذلك، يجب عليهم التّواجد فعليّاً في السّوق الجديدة والتّعرّف عن كثبٍ على الثّقافة المحليّة".
وأوضح: "قد تصبح المعرفة السّابقة بالسّوق غير ذات صلةٍ عند دخول أسواقٍ جديدةٍ، ومن المستحيل فهم توقّعات العملاء وثقافة الأعمال ومتطلّبات المواهب وآليّات التّجارة دون الاندماج الفعليّ في السّوق".
كما حذّر من الاعتماد المفرط على الموارد الحاليّة. وقال: "يجب ألّا يتوقّعوا إمكانيّة نقل كلّ ما يحتاجونه إلى السّوق الجديدة، إذ عليهم أن يكونوا مستعدّين لتوظيف وتطوير المواهب المحليّة، بالإضافة إلى بناء شبكاتٍ جديدةٍ من العلاقات وإعادة تعلّم الكثير ممّا يعرفونه عن صناعتهم من البداية".