Overwrite.AI: الذّكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل عالم العقارات
شركةٌ رائدةٌ في الإمارات تقود الثورة الرقمية لتحقيق الكفاءة والدقة في قوائم العقارات.
بعدَ أن قضَى أكثر من عقدين منَ الزّمنِ في عالمِ الأعمالِ التّجاريّةِ، متخصّصاً في اقتصادياتِ العقاراتِ والاستثمارِ فيها، كانَ لدى أيمن الأشقر خلفيّةً ثريّةً في مجالِ العقاراتِ والرّياضياتِ. وفي رحلتهِ الطّويلةِ، كانَ يتساءلُ الرّجلُ البالغُ من العمرِ 42 عاماً دائماً كيفَ يمكنُ توحيدُ هذينِ المجالين بطريقةٍ مثمرةٍ.
أدّت هذهِ التّساؤلاتِ إلى ولادةِ شركةِ Overwrite.AI في عامّ 2019م. إذ تهدفُ هذهِ الشّركةُ النّاشئةُ -مقرّها في الإماراتِ العربيّةِ المتّحدةِ- إلى ثورةٍ في الطّريقةِ الّتي يقومُ بها وكلاءُ العقاراتِ بإنشاءِ قوائم العقارات، تُمكِّنهم الشّركةُ من وسيلةٍ ذكيّةٍ وفعَّالةٍ لصياغةِ وصفِ العقاراتِ.
قالَ الأشقرُ:
"كانتِ الفكرةُ تتمثّلُ في دمجِ الدّقّةِ الرّياضيّةِ مع فنّ صناعةِ العقارِ".
شاهد أيضاً: لا تقع في فخ الوعود الزائفة للذكاء الاصطناعي
وبدأتْ رحلتهُ كرائدِ أعمالٍ في عامِ 2012م، وعلى الرّغم من أنّ أوّلَ مشروعٍ رياديٍّ لهُ لم يكن مرتبطاً مباشرةً بالتّكنولوجيا أو العقاراتِ، فقد وضعَ الأساسَ للأحداثِ الرّائعةِ القادمةِ. وكانت نقطةُ التّحوّلِ خلالَ الفترةِ ما بين 2016م و2017م، عندمَا نظّمَ الأشقرُ بيعَ حصصهِ في مشروعهِ. فكانَ يرغبُ في الغوصِ أعمق في المشهدِ التّكنولوجيّ الّذي كانَ يتغيّرُ في ذلكَ الوقتِ. وكانَ العالمُ في ذلك الوقت يعملُ مع الذّكاءِ الاصطناعيّ على شكلِ روبوتاتِ دردشةٍ على فيسبوك.
تابعَ الأشقرُ قائلاً: "رغمَ أنّ الحديثَ في ذلك الوقتِ لمْ يكن حولَ الذّكاءِ الاصطناعيّ التّوليديّ، إلّا أنّني رأيتُ فيهِ مزيجاً بينَ علومِ السّلوكِ، والدّقّةِ الرّياضيّةِ، وفنّ البرمجةِ الصّحيحِ. وبمَا أنّ لديّ قاعدةٌ صلبةٌ في الرّياضياتِ، أدركتُ الإمكاناتِ الّتي قد تُفتحُ أمامَ القطاعِ والصّناعةِ الّتي كنتُ أعملُ فيها".
وقرّرَ الأشقرُ دمجَ لغةِ الحاسوبِ لبناءِ Overwrite.AI. شرحَ أنّ الفكرةَ كانت تقومُ على أتمتةِ عمليّةِ التّسويقِ العقاريّ لوكلاءِ العقاراتِ. في عالمِ العقاراتِ السّكنيّةِ السّريعِ الخُطى، حيثُ يتمُّ عرضُ العقاراتِ وبيعهَا واستبدالهَا بسرعةِ البرقِ، يعتمدُ وكلاءُ العقاراتِ على إنشاءِ قوائمَ جذّابةً وغنيّةً بالمعلوماتِ لجذبِ المشترين المحتملين، ولكنّ هذهِ العمليّةِ -الّتي تتكرّرُ بتواترٍ عالٍ عالميّاً- كانتْ مليئةً بالأخطاءِ البشريّةِ الجوهريّةِ.
وكانَ السّؤالُ يتمثّلُ فيما إذا كانَ يمكنُ تطويرُ نظامٍ مؤتمتٍ لمساعدةِ وكلاءِ العقاراتِ في صياغةِ قوائمِ العقاراتِ الخاصّةِ بهم. ولمْ يكنِ الهدف هو الكفاءة فقط، بل التّحقيقُ في العائداتِ أيضاً. وهكَذا بدأتْ رحلةٌ طموحةٌ نحوَ إعادةِ كتابةِ مستقبلِ التّسويقِ العقاريّ.
باستخدامِ مدّخراتهِ الشّخصيّةِ، بدأَ الأشقرُ العملَ على بناءِ Overwrite. قالَ:
"كنّا نبني الذّكاءَ الاصطناعيّ التوليديّ قبلَ أن يحقّقَ الفريقُ شهرتهُ في عامِ 2022".
لكنّ الرّحلة لم تكنْ خاليّةً من التّحديّاتِ والعقباتِ، وكانَ أوّلُ التّحديّاتِ هو البحث عن البياناتِ المطلوبةِ لتدريبِ النّظامِ، بدلاً من الاعتمادِ على مصادرِ بياناتٍ من طرفٍ ثالثٍ قد تكونُ غيرَ موثوقة، اختاروا بناءَ مكتبة تدريبٍ مُنظّمةٍ بعنايةٍ فائقةٍ.
تضمّنت هذهِ المكتبةُ جميع العناصرِ الّتي يمكنُ أن يلزمَ تضمينهَا في قائمةِ العقاراتِ، من السّعرِ، وصولاً إلى مواصفاتِ العقارِ وحالةِ السّوقِ الحاليّةِ. واستغرقَ الأمرُ سنواتٍ لتجميعِ هذه المكتبة، لكن كانتِ النّتيجةُ جيّدةً بمَا يكفي لتوفيرِ تحليلاتٍ دقيقةٍ وقوائم عقاريّةً غنيّةً بالمعلوماتِ.
تعتبرُ Overwrite.AI اليوم إحدَى الشّركات الرّائدة في هذا المجالِ، ويستفيدُ وكلاءُ العقاراتِ من جميعِ أنحاءِ العالمِ من الحلولِ الّتي تقدّمها. إذ تقدّمُ الشّركةُ خدماتِها للوكلاءِ في الولاياتِ المتّحدةِ، وكندا، والمملكةُ المتّحدةُ، بالإضافةِ إلى مجموعةٍ متنوّعةٍ من الدّولِ الأخرى. وبينمَا تظلّ الشّركةُ تبحثُ عن سبلٍ لتحسينِ وتوسيعِ نطاقهَا، يظلّ الأشقرُ ملتزماً بالرّؤيّةِ الّتي أسّسها عليها: جعلُ عالمِ العقاراتِ أكثرَ فعاليّةً وذكاءً.