الرئيسية الأخبار Seesaw الأمريكية تستحوذ على شركة "المفكرون الصغار" الأردنية

Seesaw الأمريكية تستحوذ على شركة "المفكرون الصغار" الأردنية

بهدف إطلاق منصّتها العربيّة الأولى وتوسيع حضورها في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

في خطوةٍ استراتيجيّةٍ تستهدف تعزيز حضورها في العالم العربيّ، أعلنت شركة "سيسو" (Seesaw) الأمريكيّة، المتخصّصة في تطوير تجارب التعلُّم من مرحلة ما قبل الرّوضة وحتّى الصّف الثّاني عشر، عن استحواذها على شركة "المفكرون الصغار" (Little Thinking Minds) الأردنيّة، الرّائدة في مجال تكنولوجيا التّعليم باللّغة العربيّة. ومن المنتظر أن تُطلق سيسو منصّتها الأولى باللّغة العربيّة في عام 2026، ما يُمثّل توسّعاً مهمّاً في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الجمع بين خبرة سيسو في توظيف الذكاء الاصطناعي في التّعلّم، والّتي يعتمد عليها أكثر من 25 مليون مستخدمٍ من معلّمين وطلّابٍ وأولياء أمورٍ حول العالم، وبين محتوى شركة "المفكرون الصغار" الغنيّ في محوّ الأميّة باللّغة العربيّة، يفتح المجال أمام تطوير منصّةٍ شاملةٍ موجّهةٍ لطلّاب المراحل التّعليميّة من الرّوضة وحتّى الصّف الثّاني عشر، مع محتوى يتماشى مع المناهج الأمريكيّة والبريطانيّة، ويأخذ بعين الاعتبار الخلفيّات الثّقافيّة المختلفة.

الرّئيس التّنفيذيّ لشركة سيسو، ماثيو غيفن، عبّر عن حماسه لهذه الخطوة في مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، قائلاً إنّ دمج اللّغة العربيّة في تكنولوجيا التّعليم العالميّة هو تحدٍّ شيّقٍ للغاية، مضيفاً أنّ التّحدّي لا يكمن فقط في اللّغة بحدّ ذاتها، بل في فهم السّياقات الثّقافيّة الدّقيقة والمتنوّعة في المنطقة العربيّة. وأوضح أنّ الأمر لا يتوقّف على ترجمة المحتوى، بل على خلق تجربةٍ تعليميّةٍ تتفاعل بصدقٍ مع واقع المتعلّمين العرب.

ومن جانبها، قالت راما كيالي، الشّريكة المؤسّسة والمديرة التّنفيذيةّ لشركة "المفكرون الصغار"، إنّ قرار الاندماج جاء نتيجة تقاطعٍ في القيم بين الشّركتين، وبخاصّةٍ في السّعي لتقديم تعليمٍ شاملٍ يركّز على تمكين المتعلّمين. وأشارت إلى أنّ تركيز سيسو على التّعلُّم الممتع والجامع يتماشى تماماً مع رؤية شركتها، وأنّ الأثر الإيجابيّ الملموس للمنتجات التّعليميّة لدى الطّرفين كان عاملاً حاسماً في إنجاح عمليّة الاستحواذ.

وأضافت كيالي أنّ الميّزة التّنافسيّة الأساسيّة لشركتها كانت دائماً في تقديم محتوىً عربيٍّ محليّ الصّنع، مدروسٍ، ومناسبٍ ثقافيّاً، مؤكّدةً أن التّعليم الفعّال في العالم العربيّ لا يمكن أن ينجح من دون محتوىً يعكس بيئة الطّالب وهويّته. وقالت إنّ التّكنولوجيا يمكن أن تلعب دوراً محوريّاً في جعل محو الأميّة باللّغة العربيّة أكثر جاذبيّةً وتأثيراً، ولكن يجب أن تُوظَّف بعنايةٍ وفهمٍ عميقٍ للّغة والثّقافة والسّياق المحليّ.

بدورها، أوضحت سيسو أنّها تسعى لتضمين نقاط القوّة الّتي تتميّز بها شركة "المفكرون الصغار" ضمن منصّتها العالميّة، خاصّةً فيما يتعلّق بتقديم تجارب تعلُّمٍ متعدّدة الوسائط ومناسبةٍ لمختلف أنماط التّعلُّم. وأكّد غيفن أنّ المنصّة تُتيح للطّلاب التّعبير عن أنفسهم بعدّة طرقٍ -سواء عبر الرّسم أو تسجيلات الصّوت أو الفيديو- هذا التّنوّع ضروريٌّ لدعم الفئات المتعدّدة من المتعلّمين في الصّفوف الدّراسيّة.

كيالي لفتت أيضاً إلى أنّ شركتها تمكّنت من تطوير محتوىً لغويٍّ عربيٍّ ممتعٍ، بأسلوبٍ قائمٍ على الألعاب، يؤدّي إلى تحسيناتٍ حقيقيّةٍ في نتائج تعلُّم اللّغة. وأكّدت أنّ الشّراكة مع سيسو ستعزّز من قوّة هذه التّجربة التّعليميّة، إذ إنّ الموارد المشتركة ستوفّر تجربةً أكثر فاعليّةً وتأثيراً.

وأشارت إلى أنّ التّعاون بين شركة "المفكرون الصغار" و"سيسو" يشكّل تكاملاً قويّاً، فشركتها قدّمت ما كان ينقص منصة سيسو من محتوىً عربيٍّ متميّزٍ، بينما منحتهم سيسو البنية التّحتيّة اللّازمة لتوسيع الأثر والوصول إلى نطاقٍ أوسع من المستخدمين. وقالت إنّ هذا التّكامل يفتح المجال لنموٍّ يفوق ما كان بإمكان أيٍّ من الشّركتين تحقيقه بشكلٍ منفصلٍ.

تأسّست سيسو عام 2007 على يد أدريان غراهام، وتشارلز لين، وكارل سيوغرين، وهي تخدم حاليّاً أكثر من 25 مليون مستخدمٍ حول العالم. ومنذ استحواذها على شركة "المفكرون الصغار" ، باتت تدعم أكثر من 800 ألف مستخدمٍ في نحو 3,000 مدرسةٍ ومجموعةٍ تعليميّةٍ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعن مستقبل التّعليم الرّقميّ، قال غيفن إنّ القطّاع يشهد حاليّاً تحوّلاتٍ جوهريّةً، أبرزها الاتّجاه نحو تخصيص المحتوى التّعليميّ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشدّداً على أهميّة الموازنة بين التّخصيص وتشجيع التّفاعل الاجتماعيّ والتّعاون داخل الصّفوف. وأوضح أنّ التّكنولوجيا تتيح تعليماً أكثر فردانيّةً، يراعي احتياجات كلّ طالبٍ، وهو ما يعزّز من شموليّة الصّفوف الدّراسيّة.

مع ذلك، شدّد على ضرورة أن تُكمّل التّكنولوجيا الطّرق التّقليديّة للتّعليم لا أن تحلّ محلها، موضّحاً أن أفضل الأساليب التّعليميّة هي تلك الّتي تمزج بين الأنشطة الرّقميّة والميدانيّة، بما يدعم التّعلُّم التّفاعليّ والاجتماعيّ.

بدورها، أشارت كيالي إلى أهميّة المحتوى متعدّد الوسائط في التّعليم متعدّد اللّغات، لافتةً إلى أنّ النّصّ وحده لم يعد كافياً، بل يجب دمجه مع الصّوت والصّورة والتّفاعل، لتلبية احتياجات أنماط التّعلُّم المختلفة، وتمكين الطّلاب من التّعبير عن أنفسهم والتّفاعل مع المادة الدّراسيّة بشكلٍ أعمق.

وأكّد كلٌّ من كيالي وغيفن على ضرورة وجود رؤيةٍ واضحةٍ عند إدخال التّكنولوجيا إلى البيئة التّعليميّة. فبحسب كيالي، يجب أن تكون التّقنيات المُعتمدة شاملةً ومناسبةً لجميع المتعلّمين، خصوصاً من يتحدّثون أكثر من لغةٍ، مشدّدةً على أهميّة البدء بأهدافٍ تعليميّةٍ واضحةٍ، لا سيما في مجال التّعليم متعدّد اللّغات، واختيار أدواتٍ قائمةٍ على الأدلّة تدعم هذه الأهداف.

كما أضاف غيفن أنّ تدريب المعلّمين على استخدام التّكنولوجيا بفعاليّةٍ هو عنصرٌ لا غنى عنه، قائلاً إنّ دور الأهل لا يقلّ أهميّةً عن دور المدرسة، ويجب أن تكون الأسرة شريكةً في العمليّة التّعليميّة منذ البداية، لا سيما في البيئات الرّقميّة، لما لذلك من أثرٍ في دعم الأطفال خارج الصّف.

وقدّمت كيالي مجموعةً من النّصائح للشّركات النّاشئة في مجال التّعليم الرّقميّ في المنطقة، مشيرةً إلى ضرورة التّركيز على حلّ مشكلاتٍ حقيقيّةٍ وتطوير حلولٍ قابلةٍ للتّوسّع. وأوضحت أنّ نجاح شركتها جاء نتيجة التزامها بتقديم موارد تعليميّةٍ عالية الجودة باللّغة العربيّة، وسعيها الدّائم لفهم المستخدمين والتّفاعل معهم باستمرارٍ.

وشدّدت على أنّ تقديم نتائج ملموسةٍ يفوق في الأهميّة مجرّد معدلّات النّموّ، مشيرةً إلى أنّ شركتها استطاعت إثبات فعاليّة منتجاتها من خلال تحسُّن مستويات القراءة، وزيادة التّفاعل، وبناء شراكاتٍ قويّةٍ مع القطّاعات الحكوميّة والخاصّة والإنسانيّة.

واختتمت كيالي حديثها بالتّأكيد على أهميّة الفريق، قائلةً إنّ بناء فريقٍ متميّزٍ ومتناغمٍ هو الأداة الأقوى للنّجاح؛ فالفريق الجيّد لا يساهم فقط في التّنفيذ، بل في الحفاظ على الزّخم ومواجهة التّحديّات وتوسيع الأثر. وأضافت أنّ الثّقافة التّنظيميّة الجيّدة هي أساس الاستمراريّة، داعيةً إلى الاستثمار في فرقٍ تشارك الرّؤية، وتحمل الدّافع والمهارة في آنٍ واحدٍ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: