Sellou تحصد تمويلاً تأسيسيّاً بقيمة 3 ملايين دولار
لتوسيع حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكّدةً على مكانتها في مجال التّجارة الاجتماعيّة

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
كشفت شركة "سيلو" (Sellou) البحرينيّة، المتخصّصة في التّجارة الاجتماعيّة، عن إغلاق جولة تمويلٍ تأسيسيٍّ بقيادة مجموعةٍ من المستثمرين الّذين لم يتم الكشف عن أسمائهم، وقد رفعت هذه الجولة تقييم الشّركة إلى ثلاثة ملايين دولارٍ أمريكيٍّ. تأتي هذه الخطوة في وقتٍ تستعد فيه الشركة للانتقال إلى مرحلة توسّع جديدة تستهدف فيها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التّركيز على دمج منصّتها بشكلٍ سلسٍ مع تطبيقات المراسلة والتّواصل الاجتماعيّ الشّائعة، مثل: "واتساب" (WhatsApp) و"إنستغرام" (Instagram)، لتسهيل تجربة البيع بالفيديو.
تأسّست سيلو في عام 2020 على يد رائد الأعمال البحريني سلمان آل خليفة، وانطلقت بفكرةٍ بسيطةٍ لكن طموحةٍ: تحويل عمليّة التّسوّق الإلكترونيّ إلى تجربةٍ اجتماعيّةٍ مدعومةٍ بالمحتوى القصير والتّفاعليّ، بدلاً من نموذج التّجارة التّقليديّة الجامد. ومنذ ذلك الحين، استطاعت الشّركة بناء منصّةٍ تُتيح للبائعين تقديم منتجاتهم من خلال مقاطع فيديو جذابّةٍ ومباشرةٍ، بينما يمكن للمشترين الشّراء بنقرةٍ واحدةٍ من نفس المحتوى دون الحاجة للانتقال إلى متاجر إلكترونيّةٍ منفصلةٍ.
شاهد أيضاً: i'SUPPLY تُنهي جولة التمويل ما قبل السلسلة A
وفي حوارٍ له مع منصة "عربية .Inc"، تحدّث آل خليفة عن الفجوة الّتي لاحظها بين سلوك المستهلكين العصريّ ونماذج التجارة الإلكترونية الحاليّة، والّتي وصفها بأنّها "لم تواكب الواقع الجديد الّذي باتت فيه وسائل التّواصل الاجتماعيّ هي المحرّك الأساسيّ لاستهلاك المحتوى". وأوضح أنّ الحلّ الّذي قدمته سيلو يتمثّل في دمج البيع مع صناعة المحتوى، بحيث تصبح عمليّة الشّراء امتداداً طبيعيّاً للتّفاعل مع الفيديو.
وصرّح آل خليفة بأنّ التّمويل الجديد سيُحدث نقلةً نوعيّةً في مسيرة الشّركة، حيث سيساعد على تسريع وتيرة العمل، وتحقيق الأهداف بشكلٍ أسرع، بالإضافة إلى الإسراع في طرح مزايا ومنتجاتٍ جديدةٍ على المنصّة. وأوضح: "لقد غيّر هذا التّمويل الكثير بالنّسبة لنا، فقد أصبحنا نتحرّك بسرعةٍ أكبر، سواء في تنفيذ خططنا أو إطلاق خدماتنا الجديدة، ونحن متحمّسون جدّاً لما يمكن أن تقدّمه سيلو مستقبلاً للأفراد والشّركات".
ويبدو أن النّهج المبتكر الّذي تنتهجه سيلو هو ما جذب اهتمام المستثمرين، فقد أشار آل خليفة إلى أن ما لفت نظرهم بشكلٍ خاصٍّ هو التّوجّه الّذي تسلكه المنصّة في تطوير أدواتٍ مدعومةٍ بالذكاء الاصطناعي، لم يسبق أن توفّرت في تطبيقٍ آخر. وأكّد أنّ الكثير من هذه الابتكارات سيُعلن عنها رسميّاً خلال الصّيف القادم، في خطوةٍ يأمل أن تُحدث ضجّةً في عالم التّجارة الرّقميّة.
وبينما تبدأ الشّركة تنفيذ خططها للتّوسّع، ستكون منطقة الخليج العربيّ أولى المحطّات، مع بقاء طموحاتها ممتدّةً إلى ما هو أبعد من ذلك. فبحسب آل خليفة، فإنّ "المنتج برمجيٌّ بالكامل، ما يعني يُمكن تقديمه للعملاء في أيّ مكانٍ حول العالم. ومع أنّنا نبدأ بالخليج، إلّا أنّ قاعدة مستخدمينا موجودةٌ على نطاقٍ عالميٍّ، وسنركّز على استهداف شرائح العملاء المثاليّة لدينا أينما كانوا".
ورغم الحماس الكبير للتّوسّع، لا يغفل المؤسّس التّحديّات الّتي تنتظر الشّركة، وفي مقدّمتها سرعة تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال في هذا السياق: "يشهد السّوق العالميّ سباقاً محموماً بين الشّركات لتقديم أفضل تجربة مستخدمٍ بأسرع وقتٍ. ونحن نشعر كأنّنا في سباق استحواذٍ، وعلى كلّ شركةٍ أن تتحرّك بسرعةٍ لتأمين مكانها".
وبنظرةٍ مستقبليّةٍ متفائلةٍ، يرى آل خليفة أنّ التّجارة الاجتماعيّة ما زالت في بدايتها، وأنّها لم تصل إلى قمّة نضوجها بعد، رغم التّجارب المتعدّدة الّتي ظهرت خلال السّنوات الأخيرة. وأوضح: "رأينا كثيراً من المشاريع الّتي ركّزت على البثّ المباشر لكنّها لم تنجح، أمّا نحن في سيلو، فاخترنا التّركيز على المحتوى. ونعتقد أنّ هذا هو المستقبل، وأن البيع عبر الفيديو القصير سيصبح هو القاعدة خلال العقد القادم".
وعند سؤاله عن نصيحته لروّاد الأعمال في المنطقة، قدّم آل خليفة ثلاث ركائز اعتبرها أساسيّةً في أيّ مشروعٍ ناشئٍ: أوّلها الإصرار؛ لأنّ المشروعات النّاشئة تحتاج وقتاً وطاقةً، وثانيها التّخصّص، إذ يُفضَّل أن يكون المؤسّس مستخدماً حقيقيّاً للخدمة الّتي يريد بناءها أو يمتلك المهارة البرمجيّة لتطويرها بنفسه. أمّا ثالثها، فهي القدرة على البيع، مؤكّداً أنّ التّسويق وإقناع النّاس بالمنتج من أهمّ عناصر النّجاح لأيّ شركةٍ.
بهذا التّمويل الجديد، تبدأ سيلو فصلاً جديداً في رحلتها الطّموحة نحو إعادة تعريف التّجارة الإلكترونيّة بأسلوبٍ اجتماعيٍّ ومحتوىٍ غنيٍّ، مدعومٍ برؤيةٍ واضحةٍ وتكنولوجيا متقدّمةٍ.