Sierra تجمع $175 مليون بفضل ثقة السّوق برؤيتها المستقبليّة
تسعى الشّركة لتحسين تفاعل العملاء باستخدام الذّكاء الاصطناعيّ وتقديم حلولٍ موثوقةٍ للشّركات
أعلنت "سييرا" (Sierra)، الشّركة النّاشئة المتخصّصة في الذّكاء الاصطناعيّ والّتي أسّسها بريت تايلور، الرّئيس التّنفيذيّ المشارك السّابق لشركة "سيلزفورس" (Salesforce)، عن جمعها 175 مليون دولارٍ في جولةٍ تمويليّةٍ جديدةٍ بقيادة "غرين أوكس كابيتال" (Greenoaks Capital)، رافعةً بذلك تقييم الشّركة إلى 4.5 مليار دولارٍ، وفقاً لتصريحات الشّركة يوم الاثنين.
يأتي هذا التّمويل بعد أقلّ من عامٍ على الانطلاقة الرّسميّة لهذه الشّركة الطّموحة، والّتي يقودها تايلور، أحد أبرز الشّخصيّات الرّياديّة في مجال التكنولوجيا، حيث استقطبت اهتماماً كبيراً من المتابعين والمستثمرين على حدٍّ سواءٍ. في جولة التّمويل السّابقة، نجحت سييرا في جمع 110 مليون دولارٍ من مستثمرين رئيسيّين مثل "سيكويا كابيتال" (Sequoia Capital) و"بنشمارك" (Benchmark)، ممّا رفع تقييمها حينئذٍ إلى ما يقارب المليار دولارٍ. وشارك أيضاً مستثمرون بارزون في هذه الجولة الأخيرة، بما فيهم "ثرايف كابيتال" (Thrive Capital) و"آيكونيك" (Iconiq)، ممّا يعكّس مدى إقبال المستثمرين البارزين في السّوق.
على الرّغم من تزايد المخاوف حول تضخّم قيم شّركات الذّكاء الاصطناعيّ، فإنّ التّقييم المرتفع الّذي حقّقته سييرا يجعلها واحدةً من أبرز الشّركات النّاشئة في هذا المجال، بفضل تحقيقها لإيراداتٍ سنويّةٍ تجاوزت 20 مليون دولارٍ، وفقاً لمصادر مقرّبةٍ من الشّركة. وتستند هذه التّقييمات المرتفعة، خاصّةً في هذه المرحلة المبكّرة، إلى إمكانات النّموّ العالية الّتي تتمتّع بها الشّركة وإلى ثقة المستثمرين الكبيرة في قدرة فريق القيادة على تقديم ابتكاراتٍ حقيقيّةٍ.
بالإضافة إلى ذلك، تركّز سييرا على توفير روبوتات دردشةٍ مدعومةٍ بالذّكاء الاصطناعيّ لمساعدة الشّركات في تحسين خدمات العملاء. ومن بين عملائها البارزين اليوم "ويت واتشرز" (WeightWatchers) و"سيريوس إكس إم" (Sirius XM)، ممّا يعكّس مدى الثّقة الّتي تحظى بها هذه الشّركة النّاشئة من قبل المؤسّسات الكبرى في السّوق.
ومع إطلاق "شات جي بي تي" (ChatGPT) من " أوبن إيه آي" (OpenAI)، تحوّل اهتمام المستثمرين تدريجيّاً من نماذج الذّكاء الاصطناعيّ الشّاملة إلى التّطبيقات العمليّة الّتي يمكنها تحقيق إيراداتٍ مباشرةٍ من خلال عقود الشّركات. وعلى سبيل المثال، تركّز شركة سييرا على خدمة الشّركات الكبرى عبر توفير أدواتٍ قائمةٍ على الذّكاء الاصطناعيّ لتعزيز التّفاعل مع العملاء وتحسين تجربة المستخدم.
ومن جهةٍ أخرى، تسعى سييرا للتّميّز عن منافسيها عبر تقليل ما يعرف بـ"الهلاوس"، وهي حالاتٌ شائعةٌ في نماذج الذّكاء الاصطناعيّ الكبيرة حيث تنتج معلوماتٍ غير صحيحةٍ أو مغلوطةٍ. فيساعد هذا التّوجّه على بناء ثقةٍ بين العلامات التّجاريّة وروبوتات الدّردشة الخاصّة بها، حيث يمكن للشّركات أن تعتمد على الرّوبوتات للتّفاعل مع عملائها بموثوقيّةٍ، ممّا يعزّز من تجربة المستخدم بشكلٍ عامٍّ.
بريت تايلور: من قيادة سيلزفورس إلى تأسيس سييرا وتحدّيات رياديّة جديدة
أسّس بريت تايلور سييرا استناداً إلى خبرةٍ واسعةٍ اكتسبها خلال مسيرته في قيادة سيلزفورس، حيث أصبح شخصيّةً رياديّةً بارزةً في مجاله بفضل أدواره التّنفيذيّة المهمّة. كما يشغل تايلور أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة أوبن إيه آي، ولكنّه يقلّل من فكرة وجود منافسةٍ مباشرةٍ بين أوبن إيه آي وسييرا، مؤكّداً أنّ لكلٍّ منهما مساراً مختلفاً؛ فبينما تركّز أوبن إيه آي على تطوير الذّكاء الاصطناعيّ الشّامل، تهتمّ سييرا بتطبيقاتٍ محدّدةٍ تخدم الشّركات بشكلٍ مباشرٍ.
وبجانب تايلور، يشارك في تأسيس سييرا كلاي بيفور، الّذي شغل مناصب هامّةً في "غوغل" (Google) منذ عام 2005، حيث تولّى مسؤوليّة إدارة منتجاتٍ بارزةٍ مثل "جيميل" (Gmail) و"غوغل درايف" (Google Drive). حيث تعتبر خبرة بيفور في مجال التّكنولوجيا ودوره الحاسم في غوغل دعامةً قويّةً لفريق القيادة في سييرا، ممّا يعزّز من مكانة الشّركة النّاشئة وقدرتها على المنافسة.
وبدعمٍ كبيرٍ من كبار المستثمرين، تتّخذ سييرا خطواتٍ حاسمةً نحو الابتكار في سوق الذّكاء الاصطناعيّ لخدمة العملاء. فلم تقتصرالجولة التّمويليّة الأخيرة فقط على زيادة رأس المال، بل أبرزت أيضاً مدى اهتمام السّوق بقدرات سييرا وإمكاناتها المستقبليّة. وبينما يستمرّ السّوق في النّموّ والتّطوّر، ترسّخ سييرا موقعها كشركةٍ ناشئةٍ ذات رؤيةٍ مستقبليّةٍ، وتبشّر بمستقبلٍ واعدٍ لتطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ العمليّة.