Silkhaus الإماراتية تجمع تمويلاً جديداً من 7 أرقامٍ
بهدف تعزيز وجودها في السعودية وسط نموٍّ سريعٍ للسّوق، مستفيدةً من التكنولوجيا والابتكار في قطّاع الإيجارات قصيرة الأجل بالمنطقة
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
نجحت شركة "سيلكهاوس" (Silkhaus)، المُتخصّصة في تكنولوجيا العقارات (PropTech) والإيجارات قصيرة الأجل عبر الشّرق الأوسط وآسيا، في تأمين جولة تمويلٍ جديدةٍ لم يُكشف عن قيمتها، ولكنّها وصلت إلى 7 أرقامٍ. قاد هذه الجولة "نوى كابيتال" (Nuwa Capital) –وهي شركة استثمار مخاطر مقرّها دبي– إلى جانب صندوق رأس المال الاستثماريّ التّابع لسلطة المناطق الاقتصاديّة المتكاملة في دبي "أرسية كابيتال" (Oraseya Capital). وشملت قائمة المستثمرين أيضاً "إِمبلس إنترناشيونال" (IMPULSE International) من الكويت، و"يوج فنتشرز" (Yuj Ventures) من سنغافورة، و"نوردستار" (Nordstar) الّتي تتّخذ من لندن مقرّاً لها، بالإضافة إلى عددٍ من المكاتب العائليّة.
منصة عقارية تُحقّق عوائد أعلى للمُلّاك
تأسّست سيلكهاوس في دبي عام 2021، واستطاعت تقديم حلولٍ تُمكّن أصحاب العقارات من تحقيق عوائد أعلى بنسبةٍ تتراوح بين 20 و40% مقارنةً بأنظمة الإيجارات التّقليديّة طويلة الأجل، ممّا عزّز مكانتها في السّوق العقاريّة المتنامية في المنطقة.
سيساعد التمويل الجديد الشّركة على التّوسّع داخل السّوق السّعوديّة، حيث بدأت بالفعل استقبال الحجوزات، ويقود عمليّاتها هناك كلٌّ من سابين النجار، المديرة التّنفيذيّة ومديرة العمليّات التّجاريّة في السّعودية، وبيتر ماي، نائب رئيس العمليّات. كما تستهدف الشّركة المسافرين من رجال الأعمال والسّياح الباحثين عن أماكن إقامة ذات جودة عاليةٍ وسط ارتفاع الطّلب.
شاهد أيضاً: العقارات في عالم الأعمال: كيف تدعم التنمية والاستثمار؟
نموّ متسارع وجاذبيّة استثماريّة
في العام الماضي، أغلقت سيلكهاوس جولةً تمويليّةً ضخمةً قبل السّلسلة "A"، بدعم من "بارتنرز فور جروث" (Partners for Growth) في سان فرانسيسكو. كما نجحت في 2022 في تأمين جولةٍ استثماريّةٍ أوليّةٍ بقيمة 7.8 مليون دولارٍ أمريكيٍّ، بمشاركة مستثمرين كبار، من بينهم نوى كابيتال، ونوردستار، و"غلوبال فاوندرز كابيتال" (Global Founders Capital)، ويوج فنتشرز، و"وايتبورد كابيتال" (Whiteboard Capital)، و"فينتشر سوق" (VentureSouq)، إلى جانب شخصيّاتٍ قياديّةٍ في قطّاع الأعمال ومستثمرين عائليّين عالميّين.
وفي مقابلةٍ مع منصّة "عربية .Inc"، كشف أنكيت شاه، الشّريك المؤسّس والرّئيس الماليّ لسيلكهاوس، أنّ دخول السّوق السّعوديّة يُمثّل فرصةً استثنائيّةً للشّركة، إذ شهدت نموّاً بأكثر من 100% في قيمة الحجوزات سنويّاً منذ إطلاقها، مع استقطاب ضيوفٍ من أكثر من 120 دولةً، من بينها المملكة المتّحدة، والولايات المتّحدة، وروسيا.
وأشار أيضاً إلى أنّ الطّلب الإقليميّ يشهد ارتفاعاً ملحوظاً، حيث يأتي ثلث الحجوزات من منطقة الخليج، وبشكلٍ رئيسيٍّ من السّعودية والإمارات، وأضاف: "حجم سوق الإيجارات قصيرة الأجل في كلّ من الإمارات والسعودية يتجاوز 2.5 مليار دولارٍ، مع معدّل نموٍّ سنويٍّ يصل إلى 46%. ولا يزال السّوق السّعوديّ في مراحله الأولى، وهو ما يخلق تحديّاتٍ وفرصاً كبيرةً، حيث لا تزال اللّوائح قيد التّطوير، والبنية التّحتيّة في طور التّحديث، وقنوات التّوزيع أكثر تشتتاً مقارنةً بالإمارات".
تحوّلات في سوق الإيجارات السعودية
أوضح شاه أنّ السّوق السّعوديّة تشهد تحوّلاتٍ كبيرةً مع الانفتاح المتزايد على السّياحة والتّرفيه، ممّا يغيّر طبيعة العقارات المطلوبة، فبينما كانت الرياض تُعرف بوحداتها السّكنيّة الكبيرة الملائمة للعائلات، بدأ الاتّجاه يتغيّر نحو شققٍ أصغر تناسب المسافرين من رجال الأعمال. ومع ذلك، تظلّ الوحدات الكبيرة في العاصمة السعودية أكثر جاذبيّةً من حيث العوائد مقارنةً بالمعدّل السّعريّ في الإمارات.
وأكّد أنّ هناك طلباً متزايداً على الشّقق ذات غرفة نومٍ واحدةٍ في أحياءٍ، مثل: الصّحافة، والنّدى، وقرطبة بالرياض، بينما تحقّق العقارات في مناطق -مثل: مدينة دبي للإنتاج، والبرشاء، وخور دبي- معدلات إشغالٍ تتجاوز 90% أمّا في أبوظبي، فتشهد مناطق مثل جزيرة ياس، والرّاحة، والسّعديات أداءً قويّاً مع معدلات تأجيرٍ تنافسيّةٍ.
التكنولوجيا والاستدامة كمزايا تنافسيّة
تُدير سيلكهاوس حالياً عقاراتٍ تزيد قيمتها عن 200 مليون دولارٍ عبر دبي وأبوظبي والرياض، وتعتمد على التّكنولوجيا لتعظيم عوائد المُلّاك وتوفير تجربة حجزٍ سلسةٍ للنزلاء، إذ قال شاه: "أنشأنا أنظمةً رقميّةً متطوّرةً تُعزّز الشّفافيّة للمُلّاك وتسهّل تجربة الحجز للضّيوف، سواء كانوا أفراداً أو شركاتٍ، وهو ما يمنحنا ميّزةً تنافسيّةً في السّوق السّعوديّة".
إلى جانب التّقنية، تلتزم سيلكهاوس بمعايير الاستدامة، حيث كانت أوّل شركة في قطّاع الإيجارات قصيرة الأجل بالمنطقة تخضع لتدقيقٍ بيئيٍّ، لضمان توافقها مع معايير الضّيافة المستدامة، كما تعتمد الشّركة على أنظمةٍ ذكيّةٍ لإدارة العمليّات عن بُعد، ممّا يُقلّل من الحاجة إلى التّنقّل ويُخفّض البصمة الكربونيّة.
الاستثمار في التجربة المحلية وتعزيز العوائد للمُلّاك
لمواكبة التّطورات في قطّاع السّفر، توفّر سيلكهاوس عقاراتٍ مجهّزةً لتلبية احتياجات المسافرين من رجال الأعمال والسّياح على حدٍّ سواء، عبر تصميم مساحات عملٍ داخليّةٍ وتجارب إقامةٍ تعكس الثّقافة المحليّة. كما تقدّم الشّركة "صناديق ترحيبيّة" تحتوي على منتجاتٍ مستوحاةٍ من التّراث المحليّ، بالإضافة إلى شراكاتٍ مع مزوّدي خدماتٍ، مثل توصيل الطّعام وحجوزات النّقل، ممّا يثري تجربة النّزلاء.
أمّا بالنّسبة لأصحاب العقارات، فقد شدّد شاه على أهميّة الإدارة الاحترافيّة لتعظيم العوائد، موضّحاً أنّ: "سوق الإيجارات قصيرة الأجل في الخليج مزدهرٌ، لكنّه يشهد تنافسيّةً عاليةً، خصوصاً في دبي الّتي تضمّ أكبر عددٍ من المشغلين المحترفين في هذا المجال، ويتوقّع الضّيوف هنا خدمة تضاهي الفنادق الفاخرة؛ لذلك فإنّ العمل مع مشغّلٍ محترفٍ -مثل سيلكهاوس- يضمن تحقيق أفضل العوائد للمُلّاك، بزيادةٍ تتراوح بين 20 و40% مقارنةً بأنظمة الإيجار التّقليديّة".
كما أكّد أنّ اختيار الموقع يلعب دوراً حاسماً في نجاح الاستثمار العقاريّ، مضيفاً: "السّؤال الأكثر شيوعاً هو: أي نوع من العقارات وأي موقعٍ يجب الاستثمار فيه؟ والحقيقة أنّ هناك طلباً على مختلف أنواع العقارات في جميع المواقع، لكن المفتاح هو تقديم قيمةٍ مضافةٍ تُميّز عقارك عن الآخرين".