The Games Fund يعزّز دور النساء في صناعة الألعاب
صندوق الألعاب يستثمر في الشركات التقنية المبتكرة، ويدعم تمثيل النّساء في الأدوار القيادية، مستهدفاً نمو صناعة الألعاب في الأسواق الناشئة
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
لطالما اعتُبرت الألعابُ مجرد تسليةٍ للأطفالِ، لكنّها تطوّرت لتصبح قوةً رائدةً في قطاعِ التّرفيهِ العالميِّ. هذا التّحوّلُ من هوايةٍ محدودةٍ إلى جزءٍ أساسيٍّ في السّوقِ قد غيَّرَ التّصوّراتِ، وفتحَ آفاقاً استثماريةً واسعةً في الأسواقِ النّاشئةِ.
يُتَوقعُ أن تصلَ قيمةُ سوقِ الألعابِ العالميِّ إلى 282.3 مليار دولارٍ هذا العامِ، وأن تنمو لتصلَ إلى 363.2 مليار دولارٍ بحلولِ عام 2027، مع عددِ مستخدمينَ يبلغ 1,472 مليونَ مستخدمٍ.
في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا، تُقدرُ قيمةُ صناعةِ الألعابِ بـ 6.34 مليار دولارٍ في عام 2024، ومن المتوقّعِ أن تصلَ إلى 10.69 مليار دولارٍ بحلولِ عام 2029، بمعدلِ نموٍّ يبلغ 11.02%. يُعزى هذا النموُّ بشكلٍ رئيسٍ إلى زيادةِ الوصولِ إلى التّكنولوجيا، وارتفاعِ عددِ الشبابِ، وزيادةِ الدّخلِ المتاحِ، إلى جانبِ الزّيادةِ السّريعةِ في عددِ المستخدمينَ، والوصولِ إلى الإنترنتِ عالي السّرعةِ، وتوفّرِ الأجهزةِ المخصّصةِ للألعابِ. في الواقعِ، من المتوقّعِ أن تصلَ الأسواقُ الثّلاثةُ الأكبرُ في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا – مصر، الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ، والمملكةِ العربيةِ السّعوديةِ – إلى ما يقاربُ 80 مليونَ مستخدمٍ عبرَ منصّاتٍ متنوعةٍ مثل الأجهزةِ اللّوحيةِ، وأجهزةِ الكمبيوترِ، والأجهزةِ المحمولةِ بحلولِ عام 2027، وفقاً لتقريرِ "Statista".
صندوقُ الألعابِ (The Games Fund)
في هذا السّياقِ الديناميكيِّ، أُسِّسَ صندوقُ الألعابِ (The Games Fund) من قِبَلِ الخبراءِ في الصناعةِ إيليا إريمييف وماريا كوشمولا، اللّذَينِ أدركا إمكاناتِ نموِّ صناعةِ الألعابِ المتزايدةِ. هذا ويمتلكُ الصندوقُ رأسَ مالٍ استثماريٍّ بقيمةِ 50 مليون دولارٍ وله مكاتبٌ في نيويورك وقبرصَ، ويستثمرُ في الألعابِ والشركاتِ التقنيةِ المبتكرةِ في مراحلِها المبكرةِ.
وجزءٌ أساسيٌّ من استراتيجيةِ صندوقِ الألعابِ هو التزامُه بتعزيزِ التنوّعِ بين الجنسينِ في صناعةِ الألعابِ، وهي صناعةٌ لطالما كانت موجّهةً بشكلٍ كبيرٍ للرجالِ. الأمر الذي أكّده تقريرٌ حديثٌ من "ديلويت" (Deloitte) مُفيداً بأنَّ النّساءَ مُمثلاتٌ بشكلٍ ناقصٍ ومهملاتٍ في صناعةِ الألعابِ.
تقولُ ماريا كوشمولا، الشّريكةُ المؤسسةُ لصندوقِ الألعابِ، لمجلةِ عربية .Inc: "دعمُ وتعزيزُ تمثيلِ النّساءِ في الصّناعةِ، خاصّةً في الأدوارِ القياديّةِ والإداريّةِ، أمرٌ بالغُ الأهميةِ. يعكسُ ذلك ديموغرافيا مجتمعِ الألعابِ لدينا، ويُثري محتوى الألعابِ ووجهاتِ النظرِ، ممّا يعتبرُ ضرورياً للابتكارِ والتّجديدِ في سوقٍ متنوعٍ".
بدأتْ ماريا كوشمولا مسيرتَها في شركاتِ رأسِ المالِ الاستثماريِّ، وتُعدُّ واحدةً من القلائلِ اللّاتي يشغلنَ مناصبَ مدراءِ صناديقَ في صناعةِ الألعابِ. قبلَ أن تؤسّسَ صندوقَ الألعابِ، قادتْ كوشمولا أكثرَ من 35 صفقةً استثماريةً في الألعابِ وستَّ عملياتِ استحواذٍ لدى مستثمرِ الألعابِ العالميِّ "MyGames" (MGVC)، ممّا ساهمَ في تأسيسِ سمعةِ MGVC كقائدٍ عالميٍّ في استثماراتِ الألعابِ.
رؤيةٌ لمنطقةِ الشرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا
مع التّركيزِ الاستراتيجيِّ على مناطقِ أوروبا الشّرقيةِ، وتركيا، والشّرقِ الأوسطِ، يستفيدُ صندوقُ الألعابِ من المناطقِ المهيّأةِ للنموِّ في قطاعِ الألعابِ. بالإضافةِ إلى تقديمِ خياراتِ تطويرٍ فعّالةٍ من حيثِ التّكلفةِ، تجلبُ هذه المناطقُ وجهاتِ نظرٍ ثقافيةً فريدةً إلى تصميمِ الألعابِ، ممّا يعزّزُ الإبداعَ والابتكارَ في تطويرِ الألعابِ.
يشيرُ كوشمولا وإريمييف إلى أنَّ سوقَ الألعابِ في الشّرقِ الأوسطِ يمثّلُ منطقةَ نموٍّ كبيرةٍ، حيث تتطوّرُ دولٌ مثل المملكةِ العربيةِ السّعوديةِ والإماراتِ العربيةِ المتّحدةِ بسرعةٍ لتصبحَ مراكزَ للصّناعةِ العالميّةِ للألعابِ.
يقولُ إريمييف: "تشيرُ ملاحظاتُنا إلى قبولٍ واندماجٍ قويٍّ للألعابِ داخلَ الثّقافاتِ المحليّةِ، ممّا يزيدُ من إمكانيّاتِ نموِّ القطاعِ. تتماشى هذه العناصرُ بشكلٍ جيدٍ مع فلسفةِ استثماراتِنا، التي تركّزُ على المناطقِ المهيّأةِ لتحقيقِ تأثيرٍ اقتصاديٍّ وثقافيٍّ كبيرٍ في صناعةِ الألعابِ".
في وقتٍ سابقٍ من هذا الشّهرِ، أطلقتْ المملكةُ العربيّةُ السّعوديةُ النّسخةَ الأولى من كأسِ العالمِ للألعابِ الإلكترونيّةِ، وأعلنتْ عن خططٍ لاستضافةِ أولمبيادِ الرّياضاتِ الإلكترونيةِ العامَ المقبلِ. كما أطلقتْ المملكةُ استراتيجيةً للألعابِ والرّياضاتِ الإلكترونيّةِ كجزءٍ من رؤيةِ 2030، التي تهدفُ إلى تنويعِ الاقتصادِ بعيداً عن النفطِ.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العامِ، أطلقتْ مؤسسةُ دبي للمستقبلِ "تأشيرةَ الألعابِ" كجزءٍ من برنامجِ دبي للألعابِ 2033، الذي يهدفُ إلى وضعِ الإمارةِ بين أفضلِ 10 مدنٍ في صناعةِ الألعابِ العالميّةِ، وخلقِ 30,000 وظيفةٍ جديدةٍ في هذا القطاعِ.