TheCarCrowd في الإمارات: استثمار شغوف بالسيارات الكلاسيكية
ديفيد سبيكيت، مؤسس TheCarCrowd ومقرها في المملكة المتحدة، يعتزم جلب فكرة الاستثمار الجزئي في السيارات الكلاسيكية إلى الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
"لطالما كنتُ من عشّاق السيارات"،وهي جملةٌ قالها ديفيد سبيكيت، مؤسّس TheCarCrowd، خلال مقابلة فيديو، وعلى نحوٍ طريفٍ، اضطرَّ سبيكيت لإجراء المقابلة وهو جالسٌ داخل سيّارته خارج واحدةٍ من أشهر النّقاط التي يجتمع فيها هواة السيارات في دبي.
سبيكيت، الذي يعمل مهندساً، قضى عشرين عاماً في قطَّاع الخدمات الماليَّة قبل أن يبدأَ TheCarCrowd في المملكة المتَّحدة قبل أربع سنواتٍ، مستلهماً من منصَّات الاستثمار البديلة، مثل MasterWorks وRally Road في الولايات المتَّحدة، سعى سبيكيت لجعل الاستثمار في المقتنيات ذات القيمة العاطفيَّة متاحاً للجميع ولتأسيس مجتمعٍ يجمع عشاق السيارات الكلاسيكية.
تستمد TheCarCrowd، المنصَّة الاستثماريَّة التي توفِّر للمستخدمين إمكانيَّة امتلاك حصصٍ جزئيَّةٍ في أصول يولعون بها، إلهامها بشكلٍ كبيرٍ من حلم سبيكيت الذي لطالما راوده بحيازة مجموعةٍ من السيارات الكلاسيكية، ويشرح سبيكيت: "نسعى لتمكين الأشخاص من حيازة ما يعشقونه بحقٍّ والاستفادة من زيادة قيمته مستقبلاً".
حتَّى الآن، استطاعت TheCarCrowd جمع استثماراتٍ بلغت قيمتها 2.5 مليون جنيهٍ إسترلينيٍّ موزّعةٍ على ثلاثين سيّارةً، وهذا وتتفاعل المنصَّة مباشرةً مع عملائها في المملكة المتَّحدة، وقد طوَّرت شراكاتٍ استراتيجيَّةٍ مع منصَّات الاستثمار البديلة في أوروبا القارية.
يُؤكِّد سبيكيت أنّ TheCarCrowd ليست مجرَّد منصَّةٍ استثماريَّةٍ، فيقول: "في المملكة المتَّحدة، نعرف كلَّ مستثمرينا بشكلٍ شخصيٍّ، وننظِّم فعاليّاتٍ دوريّةٍ في متحف السيارات، الذي يعرض كلَّ السيارات الموجودة في محفظتنا"، ويتابع: "هدفنا هو إنشاء مراكز مجتمعيّةً حول العالم، حيث يمكن للنَّاس مشاهدة سيّاراتهم"، موضّحاً أنَّ إحدى مزايا الاستثمار في السيارات هي القدرة على رؤيتها بشكلٍ مباشرٍ.
تُخطِّط TheCarCrowd، التي حصلت مؤخّراً على شهادة التَّوافق مع الشَّريعة الإسلاميَّة من مكتب مراجعة الشَّريعة (SRB)، للتَّوسُّع في الإمارات العربيّة المتّحدة. وفي سياقٍ متَّصلٍ وضّح سبيكيت: "لطالما تمحورت مبادئنا حول إنشاء مجتمعٍ مستدامٍ والحفاظ على تراث السيارات، ممَّا يجعلنا ننسجم تماماً مع فكرة الاستثمار الأخلاقيّ".
ديفيد سبيكيت، مؤسس TheCarCrowd
جذبت ثقافة السيارات في دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمام سبيكيت بشكلٍ كبيرٍ، فأمضى أسبوعاً في زيارة الأماكن المفضّلة لعشّاق السيارات في دبي وأبوظبي، بما في ذلك مقهى Flat Twelve وDRVN وFirst Motors، كما حضر السّباق الافتتاحيَّ لدوري أبوظبي للسّباقات المستقلَّة والمسيَّرة في حلبة مرسى ياس، وهو حاليّاً في محادثاتٍ مع منصَّات الاستثمار البديلة في الإمارات، وعن هذا قال: "ثقافة السيارات في تنامٍ مستمرٍّ في الإمارات العربية المتحدة، ممَّا يشكِّل تطوُّراً طبيعيّاً بالنّسبة لنا للانتقال إلى هنا"، واستطرد موضّحاً أنَّ دول مجلس التَّعاون الخليجيّ ستكون على الأرجح الوجهة التَّالية لـ TheCarCrowd، مع النَّظر أيضاً في إمكانيّة التَّوسُّع إلى شمال أفريقيا.
ديمقراطيّة الاستثمار
يوضِّح ديفيد سبيكيت أنَّ إحدى الرُّؤى الأساسيَّة لمنصَّة TheCarCrowd هي تحقيق الدّيمقراطيَّة في مجال الاستثمار بالأصول الفاخرة، التي كانت تقتصر عادةً على أصحاب الثَّروات الكبيرة جداً، ويقول سبيكيت: "هناك عدَّة عقباتٍ تحول دون إقبال الأشخاص العاديين على الاستثمار في السيارات الكلاسيكية، وهذا أمرٌ مؤسفٌ؛ لأنَّ هذه السيارات تعدُّ من بين الأصول الأعلى عائداً، وتاريخيّاً كانت هذه الفرص الاستثماريَّة محصورةً بالأثرياء بشكلٍ فائقٍ، إذ كان يتطلَّب الأمر استثماراتٍ ماليَّةً كبيرةً للشِّراء والتَّخزين والتَّأمين، بالإضافة إلى الحاجة إلى معرفةٍ فنيَّةٍ واسعةٍ لانتقاء السيارات الصَّحيحة".
بالإضافة إلى الاستثمار التَّقليديّ، طوَّرت TheCarCrowd خوارزميَّة ذكاء اصطناعي متخصّصةٍ تساعدها في تحديد السيارات الكلاسيكية التي قد تصبح رموزاً في المستقبل، ومنذ تأسيسها، شهدت الشَّركة نموّاً متسارعاً، حيث تضخمت قاعدة المستثمرين لديها لتتجاوز 800 مستثمرٍ، وبفضل محفظةٍ استثماريّةٍ حقَّقت عوائد في مراحل مبكِّرةٍ، ممَّا جذب اهتمام الأفراد ذوي الثَّروات الضَّخمة الباحثين عن تنويع استثماراتهم، ردّاً على الطَّلب المتزايد من هؤلاء الأفراد ذوي الثّروات الكبيرة والعالية جداً، طوَّر الفريق المنتج ليقدِّم فرص استثمارٍ أكبر وأشمل.
كما تخطِّط الشَّركة لإطلاق أولى عروضها من الرُّموز غير القابلة للتبديل (NFT) بحلول نهاية عام 2024، بالإضافة إلى ذلك، تعمل على تطوير صندوقٍ استثماريٍّ تقليديٍّ بقيمة 10 ملايين جنيهٍ إسترلينيٍّ، وهذا الصُّندوق موجَّه خصوصاً للمستثمرين المحترفين، ومكاتب العائلات، والأفراد من الأثرياء جداً، حيث يُطلب من المستثمرين الحدَّ الأدنى للاستثمار والذي يبلغ 125,000 جنيهٍ إسترلينيٍّ.
تطور الاستثمار الشغوف
يغطي سوق الاستثمار الشَّغوف مجموعةً متنوّعةً من السِّلع التي تشمل النَّبيذ، والويسكي، والفنون، والسيارات، والعملات المعدنيَّة، والبطاقات، والمجوهرات، والحقائب اليدويَّة، والسَّاعات، وهذه الفئات التي كانت في الماضي حكراً على الأثرياء، تحمل معها تحدّيات متعدّدة، من بينها تقييم الأصول، وصعوبة تحويلها إلى نقدٍ، وخطر الوقوع في فخِّ الاحتيال.
ومع ذلك، يمكن لهذه النَّوعيَّة من الاستثمارات أن توفِّرَ عوائدَ ماليّةً مهمّةً، كما نرى في حالة الحقائب اليدويَّة الفاخرة، مثل حقائب Hermes Birkin، التي شهدت زيادةً في قيمتها تصل إلى 17% في بعض الحالات، ووفقاً لتقريرٍ صادرٍ عن Knight Frank، سجَّلت الاستثمارات في السيارات الكلاسيكية نموّاً بنسبة 25% في عام 2022، ممَّا جعلها تحتلُّ المرتبة الثَّانية بعد الفنون بين الأصول ذات القيمة العاطفيَّة.
ويشير سبيكيت: "بشكلٍ عامٍّ، شهدنا نموّاً كبيراً في الاستثمار البديل"، أصبح المستثمرون اليوم أكثر إلماماً ويتجهون نحو التَّنويع الذَّكيّ في استثماراتهم، خصوصاً تلك المدعومة بأصول تحمُّل قيمةٍ عمليَّةٍ مثل السيارات الكلاسيكية".
بالنِّسبة لسبيكيت، تمثّل الإمارات العربيَّة المتَّحدة السُّوق المثاليَّة، لا يرجع ذلك إلى تجذر ثقافة السَّيَّارات فيها فقط، بل بفضل سرعة تبنيها للتَّقنيَّات الجديدة، كذلك، ويقول: "عندما زرت المنطقة قبل سبع سنواتٍ، كان التَّحدّي يكمن في إقناع النَّاس بالأفكار الجديدة، واليوم تغيَّر الوضع بشكلٍ جذريٍّ، فالمنطقة أصبحت رائدةً في الفكر التّقنيّ، وقد احتضنت بقوَّةٍ تقنياتٍ متقدِّمةٍ مثل السّجلَّات الموزَّعة"، ويتابع سبيكيت: "لم تعد الإمارات تتَّبع التوجُّهات العالميَّة فحسب، بل أصبحت تقودها".