الرئيسية تكنولوجيا آبل تستعد لإطلاق نسخة أرخص من Vision Pro بعد تباطؤ المبيعات

آبل تستعد لإطلاق نسخة أرخص من Vision Pro بعد تباطؤ المبيعات

تشير التقارير إلى أن Apple تعمل على نسخة أرخص من الجهاز للعام القادم، مع الاستمرار في تطوير الجيل القادم من الأجهزة القابلة للارتداء

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

عند الإعلانِ عن Vision Pro في منتصفِ عام 2023، كانت الآمالُ مرتفعةً. السماعةُ، التي يبلغُ سعرُها 3499 دولاراً، كانت تمثّلُ قفزةً تكنولوجيةً جديدةً بالنسبةِ لآبل، حيثُ تجمعُ بين تقنياتِ الواقعِ الافتراضيِّ والواقعِ المعزّزِ في جهازٍ واحدٍ. ولكن مع بدايةِ مبيعاتِها في الولاياتِ المتّحدةِ في يناير 2024، ظهرتِ التّحدياتُ بسرعةٍ. من أولِ نظرةٍ، كان واضحاً أنّ السّعر الباهظ سيكونُ عائقاً كبيراً أمام انتشارِ هذا المنتجِ.

تقنيةٌ متقدمةٌ بسعرٍ باهظ

منذُ اللّحظةِ التي أعلنت فيها آبل عن Vision Pro، كان هناك اعترافٌ عامٌّ بأنّ هذا الجهاز مليءٌ بالتّقنياتِ المتّقدمةِ التي تتجاوزُ ما قدّمتهُ الشركاتُ المنافسةُ مثل Meta بنظّاراتِها الذكيةِ. من خلالِ دمجِ أحدثِ التطوراتِ في الحوسبةِ المكانيةِ، كانت Vision Pro تُعِدُّ بتقديمِ تجربةِ مستخدمٍ لا مثيل لها. ولكن هذهِ التّقنياتُ المتّقدمةُ جاءت بسعرٍ باهظٍ جعل الجهاز بعيداً عن متناولِ الكثيرين.

لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى بدأتِ التّقاريرُ تتحدثُ عن أنّ مبيعاتِ Vision Pro لم تكن بالمستوى المطلوبِ، مع وجودِ تقارير تشيرُ إلى أنّ العديد من المشترين الأوائلِ كانوا يعيدون الأجهزة إلى آبل. ورغم أنّ آبل قامت بإطلاقِ السماعةِ على نطاقٍ أوسع للمشترين الدوليين في يونيو 2024، إلا أنّ موقع Gizmodo التقنيّ ذكر في يوليو أنّ المحللين وصفوا مبيعاتِ الجهازِ بأنّها "شبهُ ميتةٍ".

رؤيةٌ جديدةٌ للمستقبل

رغم هذه التّحدياتِ، يبدو أنّ آبل لم تستسلم بعدُ. في تقريرٍ حديثٍ للصحفيِّ مارك جورمان، الذي يُعتبرُ مصدراً موثوقاً عندما يتعلّقُ الأمرُ بخططِ آبل المستقبليةِ، أشار إلى أنّ الشركة تعملُ بالفعلِ على نسخةٍ أرخص من Vision Pro من المتوقّعِ أن يتمّ إطلاقُها في عام 2025. هذه الخطوةُ تمثّلُ جزءاً من استراتيجيةِ آبل لمواصلةِ الاستثمارِ في هذا السّوقِ الجديدِ، حتى مع التّحدياتِ التي تواجهُها.

تأتي هذهِ الأنباءُ بعد شائعاتٍ سابقةٍ في يونيو بأنّ آبل قد علّقت العمل على الجيلِ القادمِ من Vision Pro الفاخرِ، وبدلاً من ذلك تركّزُ على تطويرِ منتجِ "Vision" أكثر تكلفةً بخصائص أقلّ. وتستندُ هذهِ التّقاريرُ إلى مصادر مقربةٍ من سلسلةِ توريدِ آبل وأخرى مرتبطةٍ بتصنيعِ الأجهزةِ.

آبل والابتكارُ المستمر

ما يزيدُ من أهميةِ هذهِ التّطوراتِ هو أنّ آبل لا تزالُ تعملُ على تعزيزِ تجربةِ المستخدمِ من خلالِ إضافةِ المزيدِ من التّطبيقاتِ والميّزاتِ الجديدةِ. في الأسبوعِ الماضي، أعلنتِ الشركةُ أنّ هناك حوالي 2500 تطبيقٍ متاحٍ بشكلٍ أصليٍّ لسماعةِ Vision Pro، بزيادةِ 500 تطبيقٍ منذُ يونيو، وفقاً لموقعِ iMore المتخصصِ في أخبارِ التكنولوجيا.

إلى جانبِ ذلك، يبدو أنّ فريق تطويرِ آبل يجربُ أيضاً أجهزةً قابلةً للارتداءِ لا تحتوي على شاشاتٍ كبيرةٍ تشبهُ النّظاراتِ، ربما في محاولةٍ لمنافسةِ نظاراتِ Ray-Ban الذكيةِ من Meta، التي تتضمّنُ مكبّراتِ صوتٍ وكاميرا، وتدمجُ أنظمة الذّكاءِ الاصطناعيِّ لتقديمِ معلوماتٍ إضافيةٍ حول ما ينظرُ إليهِ المستخدمُ. مثلُ هذهِ الابتكاراتِ تتماشى تماماً مع استراتيجيةِ آبل الأخيرةِ في تعزيزِ وجودِها في مجالِ الذكاءِ الاصطناعيِّ، مع الحفاظِ على سمعتِها في حمايةِ خصوصيةِ المستخدمين من خلالِ تقنيتِها المسماةِ "Apple Intelligence".

دروسٌ في الإصرارِ والابتكار

ماذا يمكنُ لعشاقِ آبل وأصحابِ الأعمالِ أن يتعلموا من هذهِ الشائعاتِ المثيرةِ؟ تبدو آبل وكأنها تأخذُ المبيعاتِ البطيئة لسماعةِ Vision Pro بعينِ الاعتبارِ، لكنها لم تتخلّ عن طموحاتِها في هذا المجالِ. بدلاً من ذلك، تواصلُ الشركةُ تطوير أجهزةِ الواقعِ المعززِ والافتراضيِّ القابلةِ للارتداءِ، مع إدراكِها لأهميةِ التكيفِ مع متطلباتِ السوقِ وتحسينِ تقنياتِها.

ما تقومُ بهِ آبل هنا يمثلُ درساً مهمّاً في الإصرارِ والتعلّمِ من التّجاربِ. فقد سبق أن واجهتِ الشّركةُ تحدياتٍ مشابهةً عند إطلاقِ iPhone لأولِ مرةٍ في عام 2007. في ذلك الوقتِ، كان iPhone متاحاً فقط في الولاياتِ المتحدةِ وبأعدادٍ محدودةٍ، حيثُ تمّ بيعُ حوالي 270,000 وحدةٍ فقط في الأيامِ الأولى. كان النّاسُ في ذلك الوقتِ معتادين على هواتفٍ مثل BlackBerry، ولم يكونوا متأكّدين مما يمكنُ أن يقدّمهُ جهازٌ يحتوي على شاشةٍ كاملةٍ. وعلى الرغمِ من أنّ iPhone كان تحفةً تكنولوجيةً، إلا أنّ النّسخة الأولى منهُ كانت تفتقرُ إلى العديدِ من الميّزاتِ الأساسيةِ—مثل الكاميرا. لكنّ آبل لم تتوقف عند هذا الحدِّ. بل استمعت إلى آراءِ المستخدمين، وواصلت تحسين جهازِها بإضافةِ كاميرا وتطويرِ شبكاتِ البياناتِ، ثمّ أطلقت iPhone 3G في العامِ التالي. والباقي هو تاريخٌ مليءٌ بالنجاحاتِ.

بهذهِ الروحِ من الإصرارِ والتكيفِ، يبدو أنّ آبل مستعدةٌ لتحويلِ تجربةِ Vision Pro إلى قصةِ نجاحٍ جديدةٍ، ربما ليست في نسختِها الأولى، ولكن من خلالِ التّعلمِ من هذهِ التّجربةِ وتقديمِ ما يتناسبُ مع توقّعاتِ المستخدمين.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: