أداة جديدة من Wix تتيح للشركات الصغيرة إنشاء تطبيقات بسهولة
أداة الذكاء الاصطناعي تمكّن الشركات الصغيرة من إنشاء تطبيقات بسرعة وسهولة عن طريق الأوامر اللفظية، مما يعزز كفاءة العمل ويقلل التكاليف
في توقّعاتها لاتجاهات العمل لعام 2024، أشارت خدمة بناء المواقع Wix إلى أنّ قادة الشّركات الصّغيرة يجب أن يأخذوا الذكاء الاصطناعي بجديّةٍ. ومع الانفجار الكبير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حتّى الآن، يتّضح أنّ هذا التّوقع كان صائباً تماماً، ممّا قد يجعل الشّركة تستفيد من نصيحتها الخاصّة.
تُخطّط Wix هذا الأسبوع لإطلاق أداة ذكاء اصطناعي جديدة تبدو مفيدةً لأيّ شركةٍ تحتاج إلى إنشاء تطبيقٍ بسرعةٍ وسهولةٍ. تتيح لك هذه الأداة، التي تُعتبر تقنيةً مُعقّدةً عادةً، القيام بذلك بمجرّد إخبار الأداة بما تريد. تلك الاجتماعات المزعجة التي يتحدّث فيها المدير التّنفيذي غير التّقني بعباراتٍ غامضةٍ مطالباً بتطبيق "يقوم بهذا النوع من الأشياء" ستصبح أقلّ إزعاجاً.
وفقاً لموقع TechCrunch، تقوم الأداة الجديدة بإنشاء تطبيقٍ تلقائيّاً بعد أن يصف المستخدم احتياجاته بلغةٍ بسيطةٍ ومباشرةٍ. بعد بناء التّطبيق، يُمكن للمستخدمين تعديل تصميمه باستخدام أدواتٍ تحريريّةٍ تسمح بإدخال الصّور الخاصّة بالعلامة التّجاريّة، وتغيير التّخطيط، وإضافة ميّزاتٍ إضافيّةٍ. يتميّز التّطبيق النّهائي بأنّه "أصليّ بالكامل" لمنصّات iOS أو Android، ممّا يعني أنّه يعمل بشكلٍ ممتازٍ على أجهزة iPhone وAndroid كما لو كان تم تطويره يدويّاً. وعند اكتمال التّطبيق، يُمكن للمستخدمين تقديمه إلى متاجر التّطبيقات الرّسميّة ليصبحَ جاهزاً للتّنزيل من قبل المستخدمين.
تشبه هذه العمليّة إلى حدٍّ كبيرٍ منشئ المواقع المدعوم بالذكاء الاصطناعي من Wix الذي تم الكشف عنه في يوليو من العام الماضي. قال أفشاي أبرهامي، المؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذي لشركة Wix، لموقع TechCrunch: "الفكرة هي تحويل معظم، إن لم يكن كل، العمل الشّاق من المستخدم عند بناء التّطبيقات". الواجهة البسيطة على شكل شات بوت، والتي يعرفها بالفعل العديد من مستخدمي ChatGPT من OpenAI وGemini من Google، تتيح توجيه الأوامر بسهولةٍ للأداة.
وأضاف أبرهامي: "كلّما كانت الإجابات على المطالب أثناء الإعداد أكثر تفصيلاً، كان التّطبيق المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي أكثر تخصيصاً واكتمالاً".
رغم ذلك، هناك نقطةٌ هامّةٌ يجب مراعاتها: عندما تضع استفساراً في محرّك ذكاءٍ اصطناعيٍّ، لا يُمكنك ضمان صحّة ما يخرج بنسبة 100%، بسبب طبيعة تصميم الخوارزميات. في بوتات المحادثة، يُمكن أن يؤدّي ذلك أحياناً إلى إجاباتٍ غريبةٍ أو غير صحيحةٍ تماماً. وهذه المشكلة معروفة أيضاً بتأثيرها على الأكواد التي ينتجها الذكاء الاصطناعي عند حلّ مشكلاتٍ برمجيّةٍ مُعقّدةٍ.
يُمكن أن يتسبّب قسم غير صحيح من الأكواد في تطبيقٍ تم إنشاؤه بواسطة أداة ذكاء اصطناعي مثل أداة Wix في أضرارٍ كبيرةٍ، بدءاً من فشل التّطبيق إلى تهديد أمان الهواتف الذكيّة. لكن أبرهامي أكّد أنّ فريق Wix يعمل على تحسين "المنتج طوال الوقت".
بينما تزدادُ أدوات الذكاء الاصطناعي انتشاراً في السّوق، مثل الأدوات الموجودة في مستودعات الأكواد وأدوات الأعمال من Microsoft وحتّى مُحرّك البحث من Google، يبدو أنّ أداة Wix الجديدة ستجذب بشكلٍ خاصٍّ مستخدمي الشّركات الصّغيرة التي تفتقر إلى خبرة البرمجة. وتعدّ التّطبيقات جزءاً حيويّاً من الأعمال اليوميّة للعديد من الشّركات، والقدرة على تجميع تطبيق بسرعةٍ يُمكن أن تكونَ مفيدةً للغاية لأغراض التّخطيط التّجاريّ.
ولكن يبقى السّؤال: هل ترغب في أن تقوم Wix ببناء النّسخة النّهائيّة من تطبيق يواجه العملاء؟ وهل يمكن لتقنياتٍ مثل هذه أن تستغني عن الكثير من المبرمجين ذوي الخبرة في إنشاء التّطبيقات؟ هذا ما ستكشفه الأيام، ولكن كما هو الحال مع الكثير من المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يبقى دورٌ كبيرٌ للبشر في العمليةّ -هؤلاء الخبراء الذين يُمكنهم تحسين ما ينتجه الذكاء الاصطناعي، تصحيح الأخطاء، ضمان عدم انتهاك حقوق الملكيّة الفكريّة، وإجراء تعديلاتٍ خاصّةٍ قد لا يستطيع سوى خبير برمجةٍ بشريٍّ القيام بها.