أداة غوغل للذكاء الاصطناعي: كفاءة عالية وانبعاثات متزايدة!
أفاد تقريرٌ جديدٌ عن الاستدامة من عملاق التكنولوجيا بأن انبعاثات غازات الدفيئة قد ارتفعت بنسبة تقارب النصف بين عامي 2019 و2023.
في بيئةِ الأعمالِ الحديثةِ، يُعدُّ الاعتماد على الذكاء الاصطناعي اتّجاهاً شائعاً، وكذلك اتّجاهاً نحو الاستدامة، ولكن يُمكن أن يتعارضَ هذان الأمران مع بعضها بعضاً.
ويعدُّ هذا أحد المخاوف الَّتي أُثيرت في تقرير غوغل البيئيّ لعام 2024 الَّذي صدر يوم الثُّلاثاء، والَّذي يستعرضُ كيفيَّة استجابة عملاق وادي السّيليكون (غوغل) لأهدافه في الاستدامة، حيث يُعدُّ عملاق التُّكنولوجيا أحد أكبر اللَّاعبين في المنافسة المُستمرَّة لتطوير وتسويق الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو برنامجٌ معقَّدٌ وكثيف الطَّاقة أثار إعجاب المُستثمرين في السَّنوات الأخيرة، ومع ذلك، يُشير التَّقرير الجديد إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي قد يُسبِّب تفاقماً في أزمة المناخ، على الرَّغم من إمكانيَّة لعبه دوراً إيجابيّاً في الحدِّ من تَغيُّر المناخ.
وتُعرب شركة غوغل في تحليلها بما يلي: "إنَّ توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي، واستخدامه لتسريع تدابير تَغيُّر المناخ لا يقلُّ أهميّةً عن معالجة الآثار البيئيَّة المرتبطة به".
وحسب التَّقرير، فقد زاد التَّأثير على البيئة بشكلٍ كبيرٍ، إذ ارتفعَ إجماليّ انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ في غوغل في عام 2023 بنسبة 13% عن العام السَّابق، كما ازدادت بنسبة 48% مقارنةً بالعام 2019.
وتوضّحُ شركة غوغل: "كانت هذه نتيجةً أساسيّةً لزيادة استهلاك الطَّاقة في مراكز البيانات وانبعاثات سلسلة التَّوريد"، كما أضافت: "مع زيادة دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا، قد يُمثِّل الطَّلب المُتزايد على الطَّاقة النَّاتجة عن كثافة حسابات الذكاء الاصطناعي، وتقليل الانبعاثاتِ المُرتبطةِ بزيادةِ الاستثمارِ في البنية التَّحتيَّة التُّكنولوجيَّة تحدِّياً واضحاً".
وقد أفادَ مُتحدِّثٌ باسم غوغل لمجلة .Inc: أنَّه مع دمج الشَّركة للذَّكاء الاصطناعيّ في خطِّ إنتاجها، إذ لا يوجدُ تمييزٌ ذو مغزى بين الذَّكاء الاصطناعيّ والشَّركات الأُخرى، وبالتَّالي فإنَّ التَّركيزَ ليس على تأثير الذَّكاء الاصطناعيِّ بشكلٍ محدَّدٍ فحسب، ولكن على مقاييس مركز البيانات بالكامل، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي".
وفقاً لمراجعة معهد ماساتشوستس للتُّكنولوجيا MIT، فإنَّ التَّدريبَ واستخدام نماذج الذَّكاء الاصطناعيِّ لهما تأثيرٌ كبيرٌ على البيئة؛ بسبب قوَّة المعالجة المطلوبة، فعلى سبيل المثال، يستهلكُ إنشاء صورة واحدة باستخدام الذَّكاء الاصطناعيّ نفس الطَّاقة الَّتي يستهلكها شحن هاتفٍ ذكيٍّ فارغٍ، وبناءً على ذلك، فقد اقترح باحثون في صندوق النَّقد الدُّوليّ مؤخَّراً، فرض ضريبةٍ على الكربون كوسيلةٍ لاستيعاب تلك التَّكاليف المناخيَّة.
بالنِّسبة لغوغل، ستؤدّي الزِّيادة في الانبعاثات إلى صعوبة تحقيق هدفها المُتمثِّل في الوصول إلى صافي انبعاثاتٍ صفريَّةٍ بحلول عام 2030، حيث تسعى الشَّركة إلى تحقيق هذا الهدف من خلال خفض الانبعاثات من النِّطاقات 1 و2 و3 إلى النِّصف (أي الانبعاثات المسؤولة بشكلٍ مباشرٍ عن استهلاك الطَّاقة، أو من خلال سلسلة القيمة الخاصَّة بها)، مقارنةً بعام 2019 والاستثمار في حلول إزالة الكربون القائمة على الطَّبيعة والتُّكنولوجيا لتغطية الباقي.
ومع ذلك، طرحت شركة غوغل الذكاء الاصطناعي كأداةٍ للحدِّ من خطر تغيُّر المناخ، متذرعةً في تقريرها أنَّ التُّكنولوجيا بحلول عام 2030 يُمكن أن تُقلِّلَ 5-10% من الانبعاثات العالميَّة، وفقاً لمجموعة بوسطن الاستشاريَّة، مثل تحسين مسار السَّيَّارات أو تحسين أنماط إشارات المرور.
كما أكَّدت الشَّركةُ أنَّها تُحرِز بالفعل تقدُّماً في مجال الاستدامة، بما في ذلك عمليَّات مراكز البيانات، وأنَّها وسطيّاً أكثر كفاءةً في استخدام الطَّاقة بحوالي 1.8 مرَّةٍ من منافسيها.
وقال متحدِّثٌ باسم غوغل عبر البريد الإلكتروني: "يلعبُ الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسيّاً في تسريع التَّخفيف من تغيُّر المناخ، ودعم التَّكيُّف، وبناء السّمات الرَّئيسيَّة للانتقال إلى مستقبلٍ منخفض الكربون"، وأضاف: "إنَّ التَّأثير الإيجابيَّ للذكاء الاصطناعي لديه القدرة على النُّموّ؛ لأنَّه يُسهِم في اختراقاتٍ تفتح مساراتٍ جديدةٍ للعمل على تَغيُّر المناخ".