أتريد أن تكون دائم التعلم والتطور؟ عليك بتطبيق قاعدة الـ 5 ساعات
الناجحون والأذكياء ملتزمون بالتعلم ويتعّمدون ممارسته، ويمكنك تحقيق ذلك أيضاً بمساعدة قاعدةٍ بسيطةٍ.
بقلم جاستن باريسو Justin Bariso، مؤلف ’الذكاء العاطفي التطبيقي’ EQ Applied
لطالما كنتُ متعلماً فضوليّاً، وعندما كنت طفلاً، كنت أقضي ساعاتٍ في الخارج وحدي أشاهد الطَّبيعة، أحببت أن أشاهدَ كيف تتفاعل الحشرات مع بيئتها ومع بعضها بعضاً، ولقد كان عالماً كاملاً تشرَّفت بمراقبته والتَّعلُّم منه. وعندما كبرت قليلاً، أصبحت قارئاً نهماً، سواء كان الكتاب خياليَّاً أو غير خياليٍّ، لم يكن ذلك مهمَّاً أبداً، إذ أردت أن أتعلَّمَ قدر ما أستطيعُ عن كلِّ شيءٍ. [1]
لقد احتفظت بهذا الحبِّ للتَّعلُّم عندما أصبحت بالغاً، لكن المشكلة كانت في إيجاد الوقت للتَّعلُّم، فما بين إدارة الأعمال وتربية الأطفال -وكلِّ شيءٍ آخر- تخلَّفَ التَّعلُّم في سلَّم المهامِّ مقابل المسؤوليَّات الأخرى، ولكنَّني أدركت ببطءٍ أنَّني كنت في أسعد حالاتي عندما خصَّصت وقتاً للتَّعلُّم، ولذلك قرّرتُ أن أخصِّص المزيد من الوقت لذلك، وساعدني القيام بذلك على تنمية أعمالي والنُّموّ كإنسانٍ. ومن المبادئ الرَّئيسيَّة التي ساعدتني على إحياء عادة التَّعلُّم هذه:
قاعدة الخمس ساعات؛ ما هي قاعدة الخمس ساعات؟ كيف يمكن أن تساعدك على بناء أو إعادة بناء عادة التَّعلُّم، والحفاظ على هذه العادة؟
دعونا نناقش، (إذا وجدت قيمةً في هذا الدَّرس، فقد تكون مهتمَّاً بدورة الذَّكاء العاطفيّ المجانيَّة free emotional intelligence course، والتي تعلّمك كيفيّة بناء الذَّكاء العاطفيّ).
ما هي قاعدة الـ 5 ساعات؟
لقد اكتشفت قاعدة الخمس ساعاتٍ قبل بضع سنواتٍ عندما قرأت مقالاً بقلم مايكل سيمونز Michael Simmons، أحد المساهمين في شركة Inc، والذي ينسب الفضل إلى المخترع ورجل الدَّولة الأمريكيّ بنجامين فرانكلين Benjamin Franklin في إلهامه بالاسم.
كتب سيمونز: كان فرانكلين يستيقظ مبكِّراً كلَّ يومٍ من أيَّام الأسبوع ويقضي ساعةً في القراءة والكتابة وتحديد الأهداف وتتبُّع النَّتائج، وبعد ذلك يستغرق فرانكلين بعض الوقت للتَّفكير فيما تعلُّمه، وفي نهاية المطاف، أنشأ نادياً "للحرفيين والتُّجار ذوي التَّفكير المماثل" الذين يأملون في تحسين أنفسهم ومجتمعاتهم.
كما وكتب سيمونز: "في كلِّ مرةٍ كان فرانكلين يأخذ وقتاً من يومه المزدحم لمتابعة قاعدة الخمس ساعاتٍ، وقضاء ساعةٍ على الأقلِّ في التَّعلُّم، كان ينجز أقلَّ في ذلك اليوم. ومع ذلك، على المدى الطَّويل، ربُّما كان هذا أفضل استثمارٍ لوقته يمكن أن يقومَ به."
وبينما قضى سيمونز أشهراً في دراسة المخترعين والمؤلِّفين ورجال الأعمال النَّاجحين، اكتشف نمطاً لافتاً، وهو أنَّ العديدَ من هؤلاء الأشخاص النَّاجحين اتَّبعوا أيضاً "قاعدة الخمس ساعاتٍ" بشكلٍ أو بآخر: اقضِ ساعة على الأقل يوميَّاً، في كلِّ يومٍ من أيَّام الأسبوع، في "التَّعلُّم المتعمَّد" والتَّأمل والتَّفكير، وخَلُصَ سيمونز إلى أنَّ قاعدةَ الخمس ساعاتٍ تعكس ما رآه مراراً وتكراراً في أولئك الَّذين حقَّقوا النَّجاح بأشكالٍ مختلفةٍ: إنَّ أذكى الأشخاص وأكثرهم نجاحاً هم متعلّمون ملتزمون ومعتمدون.
شاهد أيضاً: 8 استراتيجيات لتحفيز موظفيك على التعلّم المستمر
لماذا تساعدك قاعدة الخمس ساعات على جعل التعلم عادةً؟
قاعدة الخمس ساعاتٍ مفيدةٌ، ليس فقط لأنَّها تحافظ على التّعلم والنّمو في المقدّمة؛ ولكن لأنَّها تحوِّل هذا التَّعلُّم إلى عادةٍ مستدامةٍ، وأنت تعلم أنَّ تعلَّم مهاراتٍ جديدةٍ أمرٌ جيدٌ، ولكن مع سحب انتباهكَ باستمرارٍ في آلاف الاتِّجاهات المختلفة، فمن السِّهل جدّاً دفع التَّعلُّم والتَّفكير العميق إلى أسفل قائمة المهام الخاصَّة بك، أو قد تشعر أنَّ لديك بالفعل كميّةٌ زائدةٌ من المعلومات، ففي النَّهاية، أنت تقرأ وتستهلكُ باستمرارٍ على هاتفكَ أو جهاز الكمبيوتر، ولكن ما مقدار التَّعلُّم المتعمَّد من هذا، وهل هو النَّوع الذي سيساعدك على النَّمو؟
تساعدكَ قاعدة الخمس ساعات على جعل هذا التّعلم المتعمد أولويّةً. والأكثر من ذلك، أنّه يوفّر هيكليّةً حتّى تتمكّن من بناء هذه العادة والحفاظ عليها.
في النّهاية، لا شكّ أن الجميع يستطيعون توفير ساعةٍ في اليوم، ومفتاح كلّ هذا في تنظيم جدولكَ، بالنِّسبة لي: "ساعة التَّعلُّم" الواحدة في اليوم مقسَّمة فعليَّاً إلى وقتين منفصلين، إذ أستغلّ نصف ساعةٍ في الصَّباح -قبل أن أبدأَ العمل- للقراءة والتَّأمل والتَّفكير، ثمَّ أستخدمُ نصف ساعةٍ أخرى في وقتٍ لاحقٍ من ذلك الصَّباح أو بعد الظُّهر لدراسة مهارةٍ معيّنةٍ وممارستها.
شاهد أيضاً: 5 متطلبات أساسية لثقافةِ فريقٍ دائمِ التعلّم في عملك
قد تُقرَّر تطبيق قاعدة الخمس ساعاتٍ بشكلٍ مختلفٍ، على سبيل المثال، يمكنك جدولة جلسات التَّعلم المتعمَّدة كلَّ يومٍ على النَّحو التَّالي:
- فترةٌ واحدةٌ مدّتها ساعةٌ واحدةٌ.
- فترتان مدَّة كلٍّ منهما نصف ساعة.
- ثلاث فتراتٍ مدَّة كلٍّ منها 20 دقيقة.
- أربع فترات مدَّة كلٍّ منها 15 دقيقة.
بالطَّبع، بحسب جدولك الزَّمني، يمكنكَ التَّخطيط لأكثر من ساعةٍ يوميَّاً، أو ربَّما تشعر أنَّه لا يمكنك تخصيص سوى 30 دقيقة يوميَّاً، الأساس هو أن نبدأ للتَّو؛ لذا، إذا كنت تشعر بأنَّك عالقٌ في روتين مملٍّ، أو أنَّك تركض ولكنَّك لا تصل إلى أيّ مكان فعليَّاً، فلماذا لا تجرِّب قاعدة الخمس ساعات؟ إذا قمت بذلك، فسوف تقوم ببناء عادة التَّعلُّم المستمرُّ والتََقدُّم والنُّمو، وهذا عائدٌ كبيرٌ على الاستثمار لمدِّة ساعةٍ فقط في اليوم.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.