4 خطوات رئيسة عند إبلاغ الموظّفين بفصلهم

هل تعرّضت يوماً للتسريح؟ لقد مُررتُ بذلك، ويمكن أن يكون الأمر مُدمّراً. يُعرقل التّسريح حياة الناس ومعيشتهم، ويغذّي الخوف والقلق نحو مستقبلٍ مُبهمٍ لأولئك الّذين تمّ فصلُهم. بينما كانت إدارة إيلون ماسك للرّحيل الجماعيّ في تويتر (والذي أصبح الآن X) العام الماضي كارثةً تامّةً، لا يزال هناك طريقة أكثر فعاليّةً وإنسانيّةً لإدارة عمليّة التّسريح.

في عصر الإعلانات القاسيّة عن الفصل عبر منصّة زووم، إليك أربعة دروس قياديّة جديرة بالاهتمام للتّعامل مع التّسريح بطريقةٍ أفضل وأكثر رحمةً.

1. تحمّل المسؤولية

يقول المثل الشّهير، كل شيءٍ يرتفع وينخرط بالقيادة. أوّل شيءٍ يجب على القادة فعله عند التّعامل مع تسريحٍ وشيك ولا مفرّ منه هو البدء بإلقاء اللّوم على أنفسهم وتقديم اعتذارٍ صادقٍ. قدّم مارك زوكربيرج، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة ميتا، مثالاً جيّداً لذلك في رسالته للموظّفين في نوفمبر 2022، الّتي جعلها عامّة: "أرغب في تحمّل المسؤوليّة عن هذه القرارات وكيف وصلنا إلى هنا، أعلم أنّ الأمور صعبةٌ على الجميع، وأنا آسفٌ بشكلٍ خاصٍّ تجاه المتأثّرين".

هذه بالتّأكيد بدايةٌ جيّدةٌ. بينما يتجنّب العديد من القادة البارزين اللّوم والتّقليل من تأثير ذلك على سمعتهم، واصل زوكربيرج تقديم تقريرٍ صادقٍ عن الخطوات الخاطئة التي تسبّبت بالتّسريح الجماعيّ.

ربّما لا يعتبر الاعتراف العلنيّ أو الاعتراف بالنّقص في اجتماعٍ يشمل كلّ الموظّفين موضوعاً حاسماً للعديد من المديرين التّنفيذيين، ولكن أن تكون صادقاً بنسبة 100% بشأن ما ساء، وتوضيح نمط القيادة المَبني على الشّفافيّة والأصالة، يجعل المديرين الآخرين يحذون حذوك. وهذا يُسهم كثيراً في إظهار إنسانيّتك وإعادة بناء الثّقة مع الموظّفين المتبقّين.

2. تقبّل الأخطاء المرتكبة

في عالم القيادة، تُعتبر مواجهة الانتقادات والقبول بواقع الظّروف مهمّةً ليست سهلة. إذ يتحمّل القادة البارعون عبء المشكلة، ويشاركونها مع أفراد فريقهم، ويباشرون في البحث عن استراتيجيّات تجنّب التّحدّيات المستقبليّة. هذه الشّفافيّة تُعزّز من جودة التّفاعل والحوار بين الإدارة والعاملين، وتُقوّي أسس الثّقة والانتماء لمكان العمل. بالإقرار بالتّقصير، يتحوّل القادة من كائناتٍ نظريّةٍ لا تُلمس إلى شخصياتٍ إنسانيّةٍ قريبةٍ، ما يقلّل من حالة الغموض ويوفر مساراً تصاعديّاً إيجابيّاً.

3. التّواصل الفعّال وتحديد التّوجهات المستقبلية

بخصوص قرارات التّسريح الوظيفيّ، من الضّروري تقديم الخبر وجهاً لوجه أو عبر مجموعاتٍ صغيرةٍ، كلّما أتيحت الفرصة. ويتوجّب على المدير المباشر تقديم هذه الأنباء الحسّاسة. إذ تعتبر عمليّات التّسريح موضوعاً دقيقاً يحتاج إلى التّعامل مع الأفراد المتأثّرين بكلّ تعقّل واحترام. وضوح الرّؤيّة للمراحل المقبلة يُمكن أن يُقلل من الشّعور بالقلق والارتباك، ويمكن أن يكون لهذا تأثيراتٌ سلبيّةٌ على كفاءة العمل والرّوح المعنويّة لمن يستمرّون في الشّركة. إذ إن عدم وضوح التّواصل قد يُسبّب توتّراتٍ، ويُعكّر جوّ الشّركة وراحة كلٍّ من المسرّحين والباقين.

4. مدّ يد العون وتوفير الموارد للعاملين الذين تمّ تسريحهم

كما سبق وقلت، قد تُلقي عمليّات التّسريح الظّلال الثّقيلة على استقرار الفرد سواءً كان ذلك نفسيّاً أو ماديّاً. لذا، يتطّلب الأمر من القيادات أن تُظلِّل بظلال الدّعم العاملين الّذين تأثّروا بتلك الظّروف المُعقّدة، وذلك بشكلٍ خاصٍّ لمن لديهم مسؤوليّاتٌ أُسريّةٌ. إذ ينبغي لهؤلاء القادة إتاحة مسارات تواصلٍ مُمهّدةٍ للعاملين، بما يُمكِّنهم من طرح استفساراتهم والتمعّن في تفاصيل الموارد المُقدَّمة لهم، سواءً كانت تلك الموارد تُعبّر عن مُستحقّاتٍ ماليّةٍ، أو فتراتِ إجازةٍ مُقدّرةٍ بالأجر، أو خطط تأمين صحيٍّ، أو حتى خدمات التّوجيه الوظيفيّ.