أسرار التواصل الفعّال: 3 خطوات تجعل محادثاتك أكثر نجاحاً
يُقدّم مات أبراهامز -الخبير من جامعة ستانفورد- استراتيجيّاتٍ لتحسين المحادثات الصّعبة، ممّا يُعزّز قدرة الأفراد على إدارة الخلافات وبناء علاقاتٍ ناجحةٍ
التواصل الفعال مع الآخرين يُعدُّ من المهارات الأساسيَّة الَّتي يحتاجُها كلُّ شخصٍ في حياته اليوميَّة، سواء كان ذلك في محيط العمل أو العلاقات الشخصيَّة. ويُواجِه الكثير من النَّاس تحدّياتٍ كبيرةً عندما يتعلَّق الأمر بالمحادثات الصَّعبة أو المواقف الَّتي قد تَنطَوي على خلافاتٍ. في هذا السِّياق، يبرُز مات أبراهامز، المُحاضر بجامعة ستانفورد وخبير التَّواصل، الَّذي قدَّم نصائح ثمينةً حول كيفيّة تحسين أسلوب المحادثة، خصوصاً عند مناقشة مواضيع صعبةٍ.
التواصل الفعال: لماذا هو مهمٌّ؟
في عالمٍ مليءٍ بالمعلوماتِ المُتدفّقة والمتواصلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرَّقميّ، بات من الصَّعب جذب انتباه الآخرين وتوصيل الرّسائل بوضوحٍ وفعاليَّةٍ. وفقاً لأبراهامز، الانتباه أصبح اليوم "أثمن سلعةٍ"، فهذا الأمر يدفعُنا للتَّفكير في أهميَّة إيجاد طرقٍ جديدةٍ لتحسين تواصلنا مع الآخرين، بدلاً من اللُّجوء إلى المبالغة لترك انطباع.
يُقدّم أبراهامز لنا في بودكاست "A Fine Mess" 3 خطواتٍ بسيطةٍ، لكنَّها فعَّالة لتحسين مهارات التواصل، وخاصَّةً في المحادثات الَّتي قد تكون حسَّاسةً أو مُثيرةً للجَدَل.
الخطوة الأولى: التّريث قبل الرّدّ
أحد الأخطاء الشائعة الَّتي يقعُ فيها مُعظمنا أثناء المحادثات هو الرَّغبة في الرَّدّ السَّريع والتَّعبير عمَّا يجول في أذهاننا دون تريُّث. يُؤكِّدُ أبراهامز إنَّ من الأفضل أن نأخذ لحظةً للتَّفكير وتنظيم الأفكار قبل الرَّدّ، ومن الممكن أن يُساعد أخذ أنفاسٍ عميقةٍ لتهدئة النَّفس والتَّركيز على سّؤال: "هل هذا هو الوقت المناسب لإجراء هذه المحادثة؟"
يروي أبراهامز تجربةً شخصيَّةً حدثت له عندما توفِّي والده، حيث اختلف مع شقيقهِ حول بعض القرارات. بعد تأجيل المناقشة عدَّة مراتٍ، تمكَّن هو وشقيقه من إعادة النَّظر في وجهات نظرهِما والوصول إلى اتِّفاقٍ، وهذا يعكِس أهميَّة اختيار التَّوقيت المناسب للمحادثات الصَّعبة.
الخطوة الثّانية: التَّركيز على الاستماع للشَّخص الآخر
في أغلب الأحيان، لا نستمع بشكلٍ جيدٍ للطّرف الآخر. نحن نُركّزُ على تحضير ردودنا بدلاً من الاستماع بشكلٍ حقيقيٍّ لما يُقال. يُشَدِّد أبراهامز على ضرورة أن نكونَ حاضرين تماماً أثناء الاستماع وأن نولي اهتماماً لكلّ التفاصيل، بما في ذلك لغة الجسد والطّريقة الَّتي يتمُّ بها التَّعبير عن الأفكار. بالإضافة إلى ذلك، من المهمّ طرح الأسئلة للتَّأكُّد من فَهم وجهة نظر الشَّخص الآخر وإظهار أنَّنا نستوعب ما يُريد قوله، فالفضول والرَّغبة الحقيقيَّة في فهم الآخر هما المفتاحان للوصول إلى حوارٍ بنَّاءٍ.
الخطوة الثّالثة: التَّوجه نحو التَّعاطف
التَّعاطف هو أفضل وسيلةٍ لجعل الشَّخص الآخر يشعر بأنَّه مسموعٌ ومَفهومٌ، فعندما نضع أنفسنا في مكان الشَّخص الآخر ونتفهَّم مشاعرَه واهتماماته، نتمكَّن من بناء جسور التَّواصل بشكلٍ فعَّال. يقول أبراهامز: "بدلاً من محاولة جذب الانتباه بالمُبالغة أو الدّراما، من الأفضل أن تُركِّز على ما هو مُهمٌّ للطّرف الآخر". كما يُشير إلى أنَّ التَّفكير في تأثير أفكارنا على الشَّخص الَّذي نتحدث إليه يُساعدُنا في تحديد أفضل طريقةٍ للتَّواصُل، فالتَّعاطف يجعل الحوار أكثر أصالةً، ويزيد من احتماليَّة الوصول إلى تفاهمٍ مشتركٍ.
شاهد أيضاً: أسرار بدء الحوارات: طرق ذكية للتواصل الناجح
تطبيق الخطوات على حياتك اليوميّة
إذا كانت لديك محادثةٌ صعبةٌ قادمةٌ، أو تشعر بالقلق حول كيفيّة التَّواصل مع شخصٍ معيَّنٍ، فإنَّ هذه الخطوات الثَّلاثة يمكن أن تكونَ أدواتٍ قويّةً تُساعدُك في تحقيق نتائج أفضل. إذ إنّ التَّريث، والاستماع الجيّد، والتَّعاطف أساسياتٌ ستجعل محادثاتك أكثر فعاليّةً، وتجعل الآخرين أكثر استعداداً للاستماع إليك والتَّفاعل معك بإيجابيَّةٍ.
على الرّغم من أنّ المحادثات الصّعبة قد تكون مُعقّدةً، إلّا أنّ لا غنى عنها، فإذا نجحنا في تحسين مهاراتنا في التّحدّث والاستماع، سنصبح أكثر قدرةً على التّعامل مع هذه المواقف بثقةٍ. النّصائح الثّلاث الّتي قدّمها مات أبراهامز هي أدواتٌ بسيطةٌ لكنّها مؤثّرةٌ، وقادرةٌ على تغيير أسلوب تواصلنا وجعل حياتنا مليئةً بالتّفاهم والاحترام المُتبادل.