أسرار بدء الحوارات: طرق ذكية للتواصل الناجح
كيف تتخطّى حاجز الصمت وتتبنّى جسور التواصل بسلاسةٍ وثقةٍ؟
هل أنت ماهرٌ في فتح الأحاديث مع أشخاصٍ لا تعرفهم؟ إذا كنت مثل غالبيَّة النَّاس، فإنَّ محاولة إقامة حوار مع شخصٍ غريبٍ قد تبدو مهمَّةً محرجةً ومزعجةً، وإذا تمكَّنت من استجماع شجاعتك للتَّوجُّه نحو شخصٍ غريبٍ وبدء المحادثة، قد تجد نفسك حائراً في التَّفكير بما ينبغي قوله. [1]
بينما لا أستطيع إزالة الشُّعور بالحرج الذي قد يثيره التَّحدُّث إلى الغرباء، إلَّا أنَّني أستطيع المساعدة في الإجابة على سؤال "ماذا يقال عند بدء الحديث"، وبوصفي صحفيَّاً، فقد أجريت مقابلاتٍ مع الآلاف من الغرباء على مدى أكثر من 30 عاماً، اكتشفت خلالها بعض التَّقنيَّات البسيطة التي يمكن أن تساعد في بدء الحوار بسلاسةٍ.
إليك طريقةٌ رائعةٌ للبدء في ذلك عن طريق اختيار مفتاح حوار يُمكن أن يجعلَ الطَّرف الآخر يرغب في التَّفاعل معك والتَّحدُّث إليك، وهذه الأربع فئاتٍ من مفاتيح الحوار تنجح معي تقريباً دائماً:
اذكر تجربة مشتركة
حتَّى لو لم تكن قد التقيت بشخصٍ ما من قبل، فغالباً ما يمكنك الإشارة إلى بعض التَّجارب التي شاركتماها أو تشاركانها في الوقت الحالي، إذا كنت في مؤتمرٍ مثلاً، يمكنك أن تسأل، "كيف تجد المؤتمر حتَّى الآن؟"، إنَّها طريقةٌ بسيطةٌ لبدء الحوار أستخدمها كثيراً، أو إذا قدَّم أحدهم محاضرةً رئيسيَّةً ملهمةً بشكلٍ خاصٍّ أو كان المكان غير عاديٍّ بطريقةٍ ما، فإنَّ الإشارة إلى أيٍّ من هذه الأمور طريقةٌ رائعةٌ لبدء المحادثة.
وهذا أيضاً سبب كون الحديث عن الطَّقس موضوعاً مستهلكاً للغاية في الحوارات، حيث أصبح "الحديث عن الطَّقس" تعبيراً يُستخدم للإشارة إلى تجنُّب الموضوعات الصَّعبة، حتَّى مع ذلك، غالباً ما يكون الحديث عن الطَّقس بدايةً فعَّالةً للمحادثة؛ لأنَّه إذا كنت أنت وشخصٌ آخر في المكان الجغرافي نفسه، فإنَّ الطَّقس تجربةٌ تتشاركانها؛ لذا، "واو، ما أجمل اليوم!" أو "يا إلهي، الطَّقس باردٌ جداً في الخارج"، هي بدايات حوارٍ رائعةٌ.
شاهد أيضاً: تقنيات فعّالة لإدارة الحوارات الصعبة: بناء جسور التواصل في مكان العمل
قدِّم مجاملة لشخص ما
تشير الدِّراسات إلى أنَّ النَّفس البشريَّة تتأثَّر بالإطراءات، حتَّى في أعماق لا وعيها، نجد أنفسنا ميّالين إلى مودّة الأشخاص الَّذين يعترفون بفطنتنا، أو جمالنا، أو دعابتنا، ونتوق لتصديق أقوالهم، وهكذا، إذا كان بإمكانك تقديم إطراء مخلصٍ لشخصٍ ما، فإنَّ ذلك يعدُّ سبيلاً فعَّالاً لخلق جسور التواصل.
في مناسبةٍ ما، إذا تحدَّث شخصٌ على منصَّةٍ أو طرح سؤالاً من بين الجمهور، فإنَّ الإشادة بما أفصح عنه يمكن أن تكون مفتاحاً لانخراطه في حديثٍ معك، أمَّا إذا كان يرتدي قطعة ثيابٍ أو إكسسواراً يلفت النَّظر وتجده جذاباً، فإنَّ التَّعبير عن إعجابك بهذا يفتح باب التَّواصل، وإن لم تكن قد التقيت بهذا الشَّخص بعد، لكنَّك مُعجبٌ بمدوَّنته، مثلاً، فإنَّ الثَّناء على إحدى مقالاته يمكن أن يكون وسيلةً مثاليَّةً لبدء حوار.
قدِّم المساعدة
هذه الطَّريقة تنجح في مواقف معينةٍ فقط، لكنَّ تقديم المساعدة لشخصٍ ما يمكن أن يكونَ طريقةً رائعةً لبدء محادثةٍ، فإذا كنت في فعاليَّةٍ ما ولم يكن لديهم برنامج، فإنَّ عرض مشاركة برنامجك يمكن أن يكون طريقةً جيدةً لجذب اهتمام شخصٍ ما، أو عرض حجز مقعدهم بينما يعودون إليه إذا كانوا سيغادرون مؤقَّتاً، وبكلِّ الأحوال تأكَّد أنَّ عرضك مناسبٌ وليس تطفُّليَّاً.
شاهد أيضاً: 4 خطوات لتحسين جذري في التواصل مع من يخالفك الرأي
اطلب شيئاً
قد يعدُّ هذا الأسلوب الأكثر فعاليَّةً لبدء محادثةٍ على الإطلاق، والسِّرُّ في ذلك يكمن فيما يُعرف بظاهرةٍ بن فرانكلين، وهي نزعةٌ معرفيَّةٌ تجعلنا ننجذب نحو الأشخاص الَّذين يطلبون منَّا خدمةً، وتقديم طلبٍ لشخصٍ -بشرط أن يكونَ هذا الطَّلب سهل التَّنفيذ بالنِّسبة لهم- يُعدُّ تقريباً ضماناً لإثارة رغبتهم في الحوار معك.
إذ إنَّ واحدةً من الطُّرق البالغة السُّهولة لتفعيل تأثير بن فرانكلين هي طلب المعلومات، بإمكانك الاستفسار عن مكان شيءٍ معينٍ، أو عن هويَّة المتحدِّث التَّالي، أو أيّ استفسارٍ آخر قد يكون الطَّرف الآخر على علمٍ به، وإذا ما طلبت رأيهم أو استشارتهم، فقد يزيد ذلك من فعاليَّة الأمر، نظراً لأنَّ الأبحاث تشير كذلك إلى أنَّنا نميل إلى الاعتقاد بأنَّ الأشخاص الَّذين يطلبون النَّصيحة يتمتَّعون بالذَّكاء.
في المرَّة التَّالية التي تجد فيها نفسك ترغب بإقامة حوار مع شخصٍ لم تلتقِ به من قبل، اختر نقطة بدايةٍ تتوافق مع إحدى هذه الفئات الأربع، وستجد أنَّ المحادثة قد انطلقت بانسيابيَّةٍ تامَّةٍ، حتَّى دون أن تتنبه لذلكَ.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.