رسم المسار الوظيفي: خطوات مدروسة من البداية إلى القمة
تعرّف على كيفيّة تحديد وتطوير مسارك المهنيّ، لتحقيق النجاح في حياتك العمليّة، وسط تغيّرات سوق العمل المختلفة
إذا كانت الوظيفة الأولى أو الشَّهادة الجامعيَّة هي عادةً ما تُحدِّد المسار الوظيفي لكلّ فردٍ، فإنَّ طرق اكتساب المعرفة والمهارات المتنوّعة هي الَّتي تُحدّد طرق التَّطوَّر في هذا المسار، سواء عموديّاً بتولِّي مناصب أكثر نفوذاً أو أفقيّاً باختيار الانتقال من مجالٍ إلى آخر داخل المهنة نفسها، فما هو المسار الوظيفي؟ وكيف تختاره؟ ولماذا من الضَّروريّ تحديد المسار المهنيّ مُبكِّراً قدر الإمكان؟ ولماذا قد تختار العمل عن بعد كأفضل المسارات الوظيفيَّة للرَّاغبين في الابتعاد عن روتين المكتب؟ كلُّ هذا وأكثر سنرصده في الأسطر المُقبلة.
ما هو المسار الوظيفي؟
يُمكن تعريف المسار الوظيفي بأنَّه سلسلةٌ من الوظائف الَّتي تقودكَ إلى تحقيق أهدافكَ المهنيَّة وتطبيق رؤيتكَ في الحياة، وبعض الأشخاص ُيُمكنهم تتبُّع مسارٍ خطيٍّ في مجالٍ واحدٍ، فيتقدَّمون إلى أدوارٍ ذات مسؤوليَّاتٍ أكبر مع رواتب أعلى، ولكن بعضهم الآخر يُمارسون أدواراً مهنيّةً ووظيفيَّةً مختلفةً، ممَّا يجعلهم قادرين على جمع مجموعةٍ متزايدةٍ من الخبرات، وعادةً ما تشمل المراحل أو العناصر الرَّئيسيَّة للمسار الوظيفي كلّاً من: [3]
- المناصب الأوليَّة، والَّتي تتطلَّب أقلَّ قدرٍ من الخبرة والمهارة في مجالٍ وظيفيٍّ محدَّدٍ.
- المناصب متوسّطة المستوى، والَّتي عادةً ما تكون بعد 3-5 سنواتٍ من العمل في مجالٍ ما، فيكتسب الشَّخص هنا المزيد من الخبرات والمهارات.
- المناصب العليا الإداريَّة، وهنا يكون الموظَّف قادراً على القيادة والإشراف واتِّخاذ القرارات.
- الأدوار التَّنفيذيَّة والقياديَّة، فيتحوَّل المسار إلى مسؤوليَّةٍ كبيرةٍ عن الاتِّجاه العام للمنظَّمة ومسؤوليَّةٍ أكبر عن مدى نجاحها.
- الأدوار المتخصِّصة أو الخبيرة، والّتي تتضمَّن بعض مسارات العمل أن يتحوَّلَ الشَّخص إلى خبيرٍ في مجالٍ معيَّنٍ، ويُقدِّم خبرته لجهةٍ واحدةٍ أو أكثر.
- ريادة الأعمال، وهنا يختار بعض الأفراد اتّباع مسارٍ وظيفيٍّ خاصٍّ يشمل بدء وإدارة أعمالهم الخاصَّة.
أنواع المسارات الوظيفية
هناك 4 أنواعٍ رئيسيَّةٍ من المسارات الوظيفية هي الأكثر انتشاراً حول العالم، سواء القائمة على المعرفة، أو تلك القائمة على المهارة، والثَّالثة هي المُتعلِّقة بريادة الأعمال، وأخيراً الأعمال الحرَّة، فهيا نتعرَّف على كلّ نوعٍ بقدرٍ من التَّفصيل:
المسار الوظيفي القائم على المعرفة
وهي عادةٌ المسارات الَّتي يتَّخذها الموظَّفون في الموارد البشريَّة والتَّسويق والمحاسبة، بالإضافة إلى الهندسة وبعض مجالات الطِّبِّ وتكنولوجيا المعلومات، فهي ببساطةٍ مجالاتٌ قائمةٌ على معرفةٍ مكتسبةٍ بمرور الوقت إمَّا عبر شهاداتٍ دراسيَّةٍ أو دوراتٍ متنوِّعةٍ أو خبراتٍ مهنيَّةٍ، تجعل الشَّخص قادراً على تأدية مهام الوظيفة بمرور الوقت.
المسار الوظيفي القائم على المهارة
وهي مثل العاملين في مجال الفنون المتنوِّعة وطهي الطَّعام وغيرها، وإذا كانت هذه الوظائف تتطلَّبُ قدراً من المعرفة، ولكن الأصل بها يكمن في الموهبة، والَّتي يُمكن أن تُعزِّزها الدِّراسة والمعرفة، وترفع من شأن صاحبها مقارنةً بصاحب الموهبة غير المتعلِّم، كما أنَّ بعض المهن، مثل المحاماة والتَّسويق ومعظم مجالات الطِّبِّ، تقوم على المزج من المهارة والدِّراسة أو المعرفة.
المسار الوظيفي القائم على ريادة الأعمال
يُمكن لشخصٍ أن يتوصَّلَ إلى ابتكار منتجٍ أو خدمةٍ تحلُّ مشكلةً محدَّدةً، فيتحوَّل إلى رجل أعمالٍ وصاحب شركةٍ، وهذا حال الكثير من الشَّركات الَّتي تأسَّست، بعد أن توصَّلَ صاحبها لحلِّ مشكلةٍ قائمةٍ مثل شركة أوبر للنَّقل وغيرها.
المسار الوظيفي المستقل
وقد أصبح من الأكثر انتشاراً في السَّنوات الماضية، إذ يُقدِّم الكثير من المستقلِّين خدماتٍ متنوِّعةً للأشخاص بمقابلٍ ماديٍّ تُحدِّده قوى العرض والطَّلب، وهناك الكثير من المواقع الَّتي تضمُّ المستقلّين في الكثير من المجالات، مثل التَّصميم الغرافيكيّ أو الاستشارات المتنوّعة أو إصلاح المنازل أو التَّرجمة أو التَّصوير الفوتوغرافيّ، ويكونون أشبه بروَّاد أعمالٍ ولكن مستقلّين تماماً دون فريق عملٍ تقريباً في الكثير من الحالات.
شاهد أيضاً: خبرات العمل: كيف تبني أسساً لحياةٍ مهنيّةٍ ناجحةٍ؟
لماذا من المهم تحديد المسار الوظيفي مبكراً؟
إنَّ تحديد المسار الوظيفي مفيدٌ لكلٍّ من المؤسَّسات والأفراد، فهناك مؤسَّساتٌ يكون بها المسار الوظيفي شديد الوضوح، ممَّا يزيد من معدَّلات الاحتفاظ بالموظَّفين وتحسين العلامة التِّجاريَّة وإدارة المواهب بفاعليَّةٍ أكبر، أمَّا عن فوائد تحديد المسار المهني أو الوظيفي مُبكّراً للفرد، فتتمثَّل في: [1]
- التَّركيز: تساعدك الرُّؤية الواضحة لما ترغب بتنفيذه في حياتك على تحديد الأهداف بكفاءةٍ، وبالتَّالي اتّخاذ قراراتٍ مستقرَّةٍ أكثر ومتوائمةٍ مع بعضها بعضاً.
- تطوير المهارات: يساعدك تحديد أهدافك المهنيَّة بقدرٍ كبيرٍ من الوضوح على فهم المهارات الَّتي تمتلكها بالفعل، وتلك الَّتي تحتاج إلى تطويرٍ مستمرٍّ بها، ممَّا يُعزِّز التَّعلُّم المستمرَّ في الاتّجاه الصَّحيح.
- التَّحفيز والثّقة: كلَّما كانت أهدافك المهنيَّة محدَّدةً، وتتخذ خطواتٍ فعليّةً في تحقيقها، سترتفع ثقتكَ في نفسك وستُحقق الرِّضاء الوظيفيّ.
- التَّخطيط الماليُّ النَّاجح: يمكنك مع مسارٍ وظيفيٍّ ناجحٍ وضع مخطَّطاتٍ ماليَّةٍ ومشروعاتٍ مستقبليَّةٍ واقعيَّةٍ.
- القدرة على التَّكيُّف: إنَّ التَّخطيط المهنيَّ الجيّد يضمن لك التَّعلُّم والتَّحسُّن المستمرَّ، ممَّا يزيد من قدرتك على التَّكيُّف مع التَّغييرات المستمرَّة في سوق العمل، فتستعدُّ لها دوماً مع محاولاتك المستمرَّة للتَّرقّي والتَّطوُّر.
كيف تختار المسار الوظيفي الملائم لك؟
قد يكون اختيار المسار الوظيفي مُحيِّراً للكثير من الأشخاص، فبين المهن الَّتي تتمتَّع بالكثير من الإقبال من أصحاب العمل، ولكن لا تجد في نفسك الشَّغف لها، وبين المهن الَّتي تتلاءم مع قدراتك ومهاراتك، ولكنَّ سوق عملها محدودٌ، قد تحتار بشدَّةٍ في الاختيار، أو تتنقَّل بين أكثر من مهنةٍ ممَّا قد يُشتِّت مجهودك، ومن أفضل النَّصائح الَّتي تساعدك في تحديد مسارك الوظيفي: [2]
ابدأ بالتّقييم الذّاتي وتحديد مواهبك
يجب البدء بتحديد نقاط قوَّتك وضعفك والمجالات الَّتي يُمكنك الخضوع إلى تحسيناتٍ بها، فهذا التَّقييم سوف يساعدك في فهم مجموعة المهارات الحاليَّة لديك، بالإضافة إلى طبيعة العمل الَّتي تُوفِّر لك قدراً أكبر من الرّضاء الوظيفيّ، وتتوافق مع قيمك وشخصيَّتك، فيُفضَّل أن تُجيب على عددٍ من الأسئلة، مثل: ما هي طبيعة الأنشطة الَّتي تستمتع بها أكثر، و ما مجالات تفوُّقك خلال الدّراسة؟.
اكتشف نوع شخصيّتك
هناك أنواعٌ من الشَّخصيَّات لا يُمكنها النَّجاح مطلقاً في بعض المهن، مثل العلاقات العامَّة أو التَّسويق، وهناك شخصيَّاتٌ أُخرى قادرةٌ على النَّجاح بسهولةٍ عندما تعمل بمفردها، ويساعدك تحديد الشَّخصيَّة على تحديد أنواع المهن الأكثر توافقاً معك، وليست المهنة الأكثر إقبالاً في وقتٍ محدَّدٍ، فسوق العمل متغيِّرٌ عموماً بشدَّةٍ لكلِّ المجالات، فمن الأفضل الاهتمام بما يتلاءم مع شخصيَّتك ومواهبك، وهناك الكثير من اختبارات الشَّخصيَّة مثل مؤشّر مايرز بريجز الَّذي يُحدِّد شخصيَّتك بين 16 اختياراً مع المهن الملائمة، ومؤشِّر كيرسي، ومؤشّر يونغي وغيرها.
ابحث عن مسارات العمل التي تهمّك
سوف تجد أكثر من مسار عملٍ يتوافق مع شخصيَّتك بالتَّأكيد، فحاول التَّعرُّف على الهيكل التَّنظيميّ والأقسام المختلفة لكلّ مهنةٍ ومدى ملاءمتها مع درجة تعليمكَ واهتماماتك الفعليَّة دون الاعتماد فقط على نتيجة اختبار الشَّخصيَّة، فهو مجرَّد مؤشّرٍ عامٍّ، ويُمكنك الحصول على آراء بعض العاملين في تلك المهنة سواءً وجهاً لوجهٍ أو عبر الإنترنت لمعرفة مدى قدرتكَ الجسديَّة والعقليَّة على مواكبة هذه المتطلَّبات.
تطوير مهاراتٍ جديدةٍ
مهما كانت مهاراتك وقدراتك، فإنَّ أيَّ مسارٍ وظيفيٍّ تتقدَّم له سوف يحتاج إلى المزيد من المهارات والتَّدريبات ومحاولة المعرفة المستمرَّة لأفضل طرق تنفيذ المهام؛ لذا عليك السَّعي الدَّائم لاكتساب المعرفة اللَّازمة بأيّ مجالٍ ترغب به، مع تحديد التَّحسينات الَّتي تحتاج إليها للوصول إلى وظيفةٍ محدَّدةٍ أو منصبٍ ما وبذل ما في وسعك للتَّأهُّل إليها.
تحديد الفرص المتاحة بالفعل لك
مهما كانت مهاراتك أو قدراتك، فإنَّك سوف تجد بالتَّأكيد أكثر من فرصة عملٍ متاحةٍ لكَ، سواءً في محيطك أو دولٍ أُخرى، واحرص على أن تكونَ أكثر انفتاحاً على مسارات العمل المتنوِّعة، سواءً المستقلَّة أو القائمة على المعرفة أو الموهبة، أو ريادة الأعمال، واختر الأكثر قرباً لمهاراتكَ وقدراتك مع إمكانيَّات أفضل في التَّطوُّر.
تجربة أي فرصة عملٍ متاحةٍ أمامك
لا تنتظر بيدٍ فارغةٍ فرصة العمل في شركةٍ عملاقةٍ محدَّدةٍ، أو في مهنةٍ معيَّنةٍ لم تُوفَّق في الحصول عليها، بل ابدأ على الفور في أيّ مجالٍ متاحٍ أمامك، ويتلاءم إلى حدٍّ كبيرٍ مع مهاراتٍ لديك بالفعل، لتكتسب منه خبراتٍ متنوَّعةً، وخلال العمل يمكنك تطوير نفسك أكثر عبر التَّعلُّم والدَّورات التَّدريبيَّة والتَّنمية الشَّخصيَّة، لتتأهَّل إلى وظيفة الأحلام الَّتي تبحث عنها.
التّقييم والتّعديل المستمرّ للمسار الوظيفي
المسار الوظيفي ليس شيئاً جامداً بمجرَّد أن دخلت به لن تتمكَّن من تغييره، بل على العكس تماماً، فلا بدَّ لك من التَّقييم المستمرّ لأهدافك المهنيَّة، وأن تكون مستعدّاً دائماً لتعديلها وفقاً للظُّروف المتغيّرة ومعدَّلات النُّموّ الشَّخصيّ وغيرها.
مسارات العمل عن بعد
ارتفعت نسبة التَّوظيف عن بعد بنسبة 223% منذ جائحة كورونا، ويؤكِّد الكثير من خبراء التَّوظيف أنَّ نحو 40% من الوظائف يُمكن إنجازها عن بُعدٍ، فمع توفير الكثير من الوقت في التَّنقُّلات بأوقات الذُّروة، والسَّماح بساعات عملٍ مرنةٍ في الكثير من الأوقات، ومع ارتفاع نسبة العائد الماديّ إلى حدٍّ كبيرٍ مقارنةً بالعمل من المكتب، وفرصة التَّوازن الأفضل بين العمل والحياة، فإنَّ الرَّغبة في العمل عن بعد تتزايد لدى كلٍّ من الموظَّفين وأصحاب العمل، فهو مفيدٌ في كسر الحواجز وفتح الأبواب للمواهب، ومن أهمّ مسارات العمل عن بُعدٍ: [5]
- المسارات التِّقنيَّة: وهي من الأعلى أجراً، وتشمل تطوير الواجهات الأماميَّة والخلفيَّة للبرامج، وتحليل البيانات، وتطوير النَّماذج الإحصائيَّة وتولِّي مسؤوليَّة الأنظمة وإدارة البنية التَّحتيَّة وغيرها، وهي تشمل كلَّ المناصب تقريباً.
- مسارات التَّصميم: بدءاً من تصميم الغرافيك إلى تصميم واجهة المستخدم، وتحرير مقاطع الفيديو والتَّصميم ثلاثيّ الأبعاد وغيرها.
- صناعة المنتجات: تعدُّ صناعة المنتجات من المسارات المثاليَّة للمبدعين، والَّتي تحتاج إلى مهارات تواصلٍ مميَّزةٍ للتَّعاون مع مجموعةٍ من الفرق عن بُعدٍ، وتشمل كلَّاً من تصميم وإدارة المنتجات وتسويقها.
- مسارات المبيعات والتسويق: وتشمل كل من مندوبي المبيعات، ومسوّقي المحتوى، ومسوِّقي البريد الإلكتروني، ومسوقي وسائل التَّواصل الاجتماعيّ، ومديري التَّسويق العاديّين، والمشرفين على فريقٍ تسويقيٍّ محترفٍ، والمراقبين على مؤشّرات الأداء وغيرهم.
- الإدارة والتَّمويل: لم تَعد كلُّ الوظائف الإداريَّة تتطلَّب البذلة الرَّسميَّة والجلوس خلف المكتب، بل يمكن العمل كمحلِّلٍ ماليٍّ أو محلِّل أعمال، لتطوير حلولٍ لتحسين كفاءة الشِّركة أو مساعدٍ قانونيٍّ عن بُعدٍ، كما يزيد الإقبال على الخبير الاكتواري الَّذي يُحلِّل البيانات الإحصائيَّة للتَّنبُّؤ الأفضل بالمخاطر.
- الرِّعاية الصِّحيَّة: وتنمو هذه المهنة عن بُعدٍ باستمرارٍ، وتشمل مدرِّب الصِّحَّة لتوجيه العملاء لتحقيق أهدافٍ صحيَّةٍ محدَّدةٍ، والمعالجين عن بُعدٍ والممرضين وغيرهم.
- التَّعليم والتَّدريب: وتشمل المهن في هذا المسار كلّاً من تطوير محتوى التَّعليم الإلكترونيّ عبر التَّطبيقات وتقديم دوراتٍ متنوِّعةٍ عبر مؤتمرات الفيديو أو عقد فصولٍ دراسيَّةٍ عبر الإنترنت.
- مسارات دعم العملاء: وهي من الأكثر قابليَّةً للتَّنفيذ عن بُعدٍ، ويرتفع الطَّلب عليها بشدَّةٍ، وتشمل خدمة العملاء والإجابة على الأسئلة وحلَّ المشكلات، واستكشاف المشكلات وحلُّها وتثبيت البرامج وغيرها.
- الكتابة والتَّرجمة: حتَّى مع انتشار برامج الذَّكاء الاصطناعيّ ما يزال الطَّلب قائماً على الكتَّاب والمترجمين لنشر محتوى أصليّاً، سواءً للتَّرفيه أو التَّسويق أو التَّثقيف.
كيف تحافظ على تطور المسار الوظيفي؟
مهما كان المسار الوظيفيُّ الَّذي اخترته أو هيّأته لك الظُّروف، فإنَّ التَّطوُّرَ والنُّموَّ أمرٌ أساسيٌّ لكلِّ الأفراد، سواء عاملين من المكتب أو عن بُعدٍ، وليس كلُّ التَّطوُّر يعني تولِّي مناصب قياديّةً على الإطلاق، فالرَّاتب المرتفع وساعات العمل الأقلُّ وأيضاً نوعيَّة العمل الأكثر قيمةً وابتكاراً، كلُّها من علامات التَّطوُّر والنُّمو، ومن أهمّ ما يجعلك تحافظ على مسار وظيفي ناجحٍ، نذكر ما يلي: [4]
كُن استباقيّاً في طلب الملاحظات
التَّقييمات المستمرَّة لعملك سوف تزيد من سرعة تطوُّرك المهنيّ، فلا ترفض التَّقييم من صاحب العمل أو المشرف على أدائك، بل على العكس اطلب التَّقييم مسبقاً واحرص على الاستفادة من الأخطاء، ويزداد الأمر أهميّةً في العاملين عن بُعدٍ، فمن الصَّعب رؤية ردّ الفعل المباشر عند إتمام مهمَّةٍ ما؛ لذا يجب ألَّا تنتظر التَّقييم السَّنويَّ، أو على فتراتٍ طويلةٍ، بل احصل عليه في الحال قدر المستطاع.
استغلّ المنح الدّراسيّة للتّعلّم المستمرّ
احرص على تعلُّم شيءٍ جديدٍ في مهنتكَ، أو من المهارات الشَّخصيَّة باستمرارٍ، فمن دورةٍ للتَّواصل الفعَّال إلى دورةٍ في الأمور التّقنيَّة أو التَّصوير أو لغةٍ أجنبيَّةٍ أو غيرها، فكلُّ فترةٍ ادخل في تجربةٍ جديدةٍ، ولكن دون الكثير من الضَّغط، ولكن ضع في ذهنكَ أهميَّة التَّعلُّم المستمرِّ.
المرونة والقدرة على التّكيف
قد تضع لنفسك أهدافاً مهنيَّةً عموديَّةً للتَّرقّي الوظيفيّ، ولكن تجبرك الظُّروف على تأدية أدوارٍ مختلفةٍ؛ لذا لا يجب أن تدع تلك الأمور تُسبِّب لكَ الإحباط، بل كُن أكثر قدرةً على التَّكيُّف معها، واحرص على الانفتاح على جميع التَّغييرات في مسار حياتك المهنيَّة.
تعلّم مهارة إدارة الوقت
والأمر هنا لا يتعلَّق فقط بتأدية مهامٍ أكثر في وقتٍ أقلّ، ولكن بتحديد الأولويَّات والقدرة على تفويض المهام، وهناك الكثير من الدَّورات والأدوات عبر الإنترنت الَّتي تساعدك في إتقان هذه المهارة شديدة الأهميَّة في التَّرقِّي بأيّ مسار وظيفي.
شاهد أيضاً: 3 طرق لشحن وتعزيز العمل عن بعد
إنَّ التَّعرُّف على المسار الوظيفي الأفضل لك ليس من الأمور الأكثر سهولةً على الإطلاق، فمع التَّغيُّر المستمرِّ في سوق العمل لا تدري أيّ المهارات ستكون مطلوبةً غداً وأيّها ستنتهي أهميُّتها، ولكنَّ البحث الدَّائم والاطّلاع المستمرَّ على أحدث الاتّجاهات مع الانفتاح على تجارب جديدةٍ والتَّكيُّف والمرونة، يفتح لك الكثير من المسارات سواء في مجالٍ مهنيٍّ محدَّدٍ أو بتغيير الوظيفة كليّاً.