استراتيجيات ونصائح لتحقيق التوازن بين العمل والأمومة
طرق مبتكرة من مديرات تنفيذيات استطعن النجاح في حياتهنّ العملية والأسرية معاً
إنّ الحفاظ على التوازن بين العمل والأمومة أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق النّجاح المستدام والإنجاز الشّخصيّ؛ لذلك إليك استراتيجيات تسع أمّهاتِ أعمالٍ ديناميكيّاتٍ وفريداتٍ من نوعهنّ ونصائحهنّ لتحقيق هذا التّوازن.
الجودة أكثر من الكمية
الجودةُ أكثر من الكمية أمرٌ أساسيٌّ للتّربية والأمومة. إذ في حين أنّه قد يكون من الصّعب عدم حضور كلّ مباراة كرة قدم أو موعدٍ لاصطحاب الأطفال من مدارسهم عند العودة، إلّا أنّ إعطاء الأولويّة للجودة في قضاء الوقت يُمكن أن يفسحَ لكِ المجال للتفوّق في كلا الدّورين، كأمٍ وكمديرةٍ تنفيذية، إذ لا يقاس نجاحك بكمية الوقت الذي تقضيه في المنزل، ولكن بالحبّ والحكمة التي تبثّيها في الأوقات التي تقضيها مع أطفالك، فكما تقول أخصائيّة تطوير القيادة والتّدريب نجين رفعت في شركة Ninth Dreams، وهي شركةٌ متخصّصةٌ في القيادة العمليّة في ويست هيفن بولاية كونيتيكت: "أنا أمٌ عزباء أربي ولدين، إن قضاء الوقت الجيد هو السر في تطوير روابط قوية وعلاقات متينة مع أبنائي".
شاهد أيضاً: فن قضاء وقت ممتع في العطل
إعادة تقييم الأولويات باستمرار
إنّ الموازنة بين احتياجات العملاء واحتياجات الأطفال هي حركةٌ يوميّةٌ دقيقةٌ. وفقاً لكيمبرلي بوغز، المؤسّسة والرّئيسة التّنفيذية لشركة Flourish Business Consulting، وهي شركةٌ استشاريّةٌ خاصّةٌ في فينيكس، تقول: "إنّ التّوفيق بين دوري الرّئيس التّنفيذيّ والأمّ، يتطلّب إعادة تقييم الأولويّات باستمرارٍ. في إحدى السّنوات، كان لدي اجتماعٌ مهمٌّ مع عميلٍ، وكان من المقرّر عقده في عيد ميلاد ابني، وكان عليّ أن أوضّحَ أن ابني أحدّ أهمّ أولويّاتي، ولكن كانت هناك بعض الأمور التي لم أستطع التّنازل عنها بسبب التزامات العمل، فكان الشّعور بالذّنب لعدم قدرتي على حضور احتفالات أعياد الميلاد التّقليديّة يُثقل كاهلي، لكنّه كان درساً في ترتيب الأولويّات وإدارة الوقت لكلينا".
إشراك الأطفال في أنشطة العمل
تُشدّد إيريكا توماس، مؤسّسة شركة Coveted Portfolio للعلاقات العامّة ومقرّها ميامي، على أهمّية إشراك الأطفال في أنشطةِ العمل، بدءاً من إنشاء لوحات الرّؤية إلى طلاء الغرف. إذ قالت: "في الأيّام التي يكون فيها العمل مستعجلاً، ندع الأطفال يعملون معنا. في الأساس، أعتقدُ أنّ الأطفال يريدون فقط أن يكونوا قريبين منّا وأن يقوموا بما نقوم به".
تحديد يوم عمل غير تقليدي
لا توجد عطلاتٌ في الأمومة، فحتّى عندما يكون الأطفال في المدرسة، قد ترى الأمّهات يتنقلنّ بين زيارات الطّبيب والرّحلات الميدانيّة والأنشطة الخاصّة خلال ساعات العمل؛ لهذا السّبب قرّرت آلي هيل، مؤسّسة شركة Fleurish Freelance، وهي شركةٌ لكتابة المحتوى والأعمال في توكوا، جورجيا، التّوقّف عن العمل في الدّوام التّقليديّ من السّاعة 9 صباحاً إلى 5 مساءً لصالح العمل في دوامٍ أقلّ في التّواجد المكتبيّ.
تقول هيل: "يتيح لي العمل بجدولٍ زمنيّ غير تقليديٍّ أن أكونَ أمّاً عندما أحتاج إلى ذلك وأن أديرُ جداول أطفالي، فبدلاً من أن يكونَ لديّ ساعات عملٍ صارمة، يٌمكنني العمل عندما يكون الأطفال نائمين أو في ملعب البيسبول أثناء التّدريب، وبهذه الطّريقة يُمكنني أن أكونَ متاحةُ عندما يحتاجني الأطفال وأستمتع في الوقت نفسه بالمهنة التي أحبّها".
تخصيص وقت للرعاية الذاتية
وفقاً لتوكارا كاريزما، الرّئيسة التّنفيذيّة لوكالة كاريزما للتسويق الرقمي في كايلوا كونا، هاواي، إنّ سلاحها السّري لتحقيق التّوازن بين الأمّ العزباء والرّئيس التّنفيذي هو الرّعاية الذّاتيّة. إذ تقول: "في البداية، بدت الرّعاية الذّاتيّة رفاهيّةً لا يُمكنني تحمّلها في ظلّ جدول أعمالي المزدحم، قد يبدو الأمر متناقضاً بعض الشّيء أن أخصّصَ وقتاً لممارسة الرّياضة في الصّباح أو قراءة كتاب قبل النّوم، ولكن من خلال إعطاء الأولويّة لصّحتي ورفاهيّتي، أصبحت قادرةً على أداء كلا الدّورين بشكلٍ أكثر فعاليّةً".
وضع جدول زمني منظم
تعتقد ليكيشيا هيكس، وهي أمٌ لخمسة أطفالٍ وجدةٌ لطفلين ورئيسةٌ تنفيذيّةٌ لشركة استشارات التّنوّع في ناشفيل، إنّ إحدى أفضل الاستراتيجيّات لتحقيق التوازن هي وضع جدولٍ زمنيٍّ منظمٍ. تقول هيكس: "أحافظ على جدولٍ زمنيٍّ صارمٍ لا يأخذ في الاعتبار اجتماعات العمل والمواعيد النّهائية فحسب، بل أيضاً وقت العائلة وأنشطة الأطفال ووقت الرّاحة الشّخصيةّ، وبهذه الطّريقة، يُمكنني ضمان أن أحضر حيثما أحتاج إلى التّواجد ولا أفوّت اللّحظات الصّغيرة والثّمينة مع عائلتي".
ضع خطة احتياطية
لا يُمكنك التّخلي عن كونك أباً أو أماً أو محترفاً في مجال الأعمال، ولكن يُمكنك التّوفيق بين كلتا المسؤوليّتين من خلال وضع خياراتٍ احتياطيّة، مثل تعيين جليسة أطفال في الحال أو رقمنة الاجتماعات الشّخصيّة. إذ تقول جواند يميريليس، المديرة التّنفيذيّة لعلاقات العملاء والعضو المؤسّس لمركز Oola Health، وهو مركز رعاية الأمومة المتطوّر في بروكلين: "سواء كنتِ أمّاً أو مهنيّةً في مجال الأعمال، فاحرصي دائماً على وضع خطّةٍ احتياطيّةٍ، وعندما يكون هناك التقاءٌ بين العمل والحياة الشّخصيّة أو عقباتٍ في التّوازن بين العمل والحياة، فاحرص على وجود خياراتٍ احتياطيّةٍ لتحقيق ما يجب القيام به".
احصلي على المساعدة من عائلتك
كمؤسّسةِ شركةٍ ناشئةٍ وأمٍ، يتطلّب تحقيق التّوازن بين العمل والحياة الشّخصيّة، اعتماد العمل الجماعي. وفي بعض الأحيان، يتشكّل هذا الفريق من أفراد العائلة الممتدّة. تقول هانا ريو، المؤسّسة المشاركة لشركة "Oak Theory"، وهو استوديو لتصميم العلامات التجارية في نيويورك: "لقد انتقلنا للعيش مع أهل زوجي، إنّ طلب المساعدة هو ما مكنني من أن أكونَ أماً وصاحبة عمل وساعدني أكثر من غيري".
توقفي عن القلق بشأن التوازن
إنّ تحديدَ أولويّات الوقت والمهام هو الأمثل، ولكن في بعض الأحيان يكون التّوازن مستحيلاً ويكون الصّبر هو الخيار الوحيد. "توقفت عن القلق بشأن التوازن بين العمل والحياة؛ لأنّ ذلك مستحيل"، تعترف بريا ستارمر، الرّئيسة التّنفيذية ومؤسّسة شركة Lions & Tigers، وهي شركة توظيفٍ مهنيّة وحلول للقوى العاملة في سياتل. وتضيف قائلةً: "أنا متعبةٌ طوال الوقت، ولكن ذلك يناسبني تماماً، ومن الرّحلات المدرسيّة إلى رؤى العمل، أنا ممتنةٌ لكلّ اللّحظات التي تعني الكثير لعائلتي وفريقي".