بكلمتين فقط أظهر Tim Cook أهم مبدأ في القيادة
الرئيس التنفيذي لـ Apple شكر كل من شارك في إنجاز Vision Pro بعبارةٍ بسيطةٍ تحمل الكثير من المعاني
بقلم جيسون آيتن Jason Aten، كاتب عمود في التكنولوجيا
هناك الكثير من الأشياء التي يُمكنك قولها عن الرَّئيس التَّنفيذي لشركة Apple، تيم كوك Tim Cook، على سبيل المثال، يُعدُّ كوك عموماً أحد أفضل "رجال العمليَّات" على الإطلاق، وكما أنَّه في الواقع ليس رجلاً منتجاً (لا يصبُّ اهتمامه على المنتج فقط)، وعندما تفكِّر فيما أنجزه خلال الـ 12 عاماً التي قضاها كرئيسٍ لشركةٍ أصبحت واحدةً من أكثر الشَّركات قيمةً في العالم، أعتقد أنَّه من العدل أن نقولَ إنَّه الرَّئيس التَّنفيذيّ الأكثر نجاحاً في جيله. [1]
كانت قيمة شركة Apple تبلغ حوالي 350 مليار دولارٍ عندما تولَّى تيم كوك مهمَّة رئاستها في أغسطس من عام 2011، وحقَّقت مبيعاتٍ بقيمة 164 مليار دولارٍ في ذلك العام، واليوم، تبلغ قيمة شركة Apple ما يقرب من 3 تريليون دولارٍ، وحقَّقت إيراداتٍ تزيد عن 383 مليار دولارٍ في العام الماضي، وبالنَّظر إلى ما كانت عليه شركة Apple عندما تولَّى كوك رئاستها، وما هي عليه الآن، فإنَّ أداء ساتيا ناديلا، الرَّئيس التَّنفيذيّ لشركة Microsoft، هو الوحيد الذي يمكن أن يجاريه بالفعل.
بالنِّسبة لكوك، أتصوَّر أنَّ الأسابيع القليلة الماضية كانت مليئةً بالتَّقلُّبات إلى حدٍّ ما، فقد شحنت شركة Apple منصة Vision Pro، أوَّل منصَّة حوسبةٍ جديدةٍ لها منذ جهاز iPad، وصحيحٌ أنَّ الشَّركة شحنت السَّاعة في عام 2015، وAirPods بعد عامٍ، ولكنَّ كلاهما -في واقع الأمر- ملحقاتٌ لـ iPhone، فهي ليست منصَّات حوسبةٍ.
في مقابلةٍ مع مجلَّة Vanity Fair في وقتٍ سابقٍ من هذا الشَّهر، كشف كوك أنّ Vision Pro كانت قيد العمل لمدَّة سبع أو ثماني سنواتٍ، ولقد كانت نتاج عمل الآلاف من المهندسين والمطوّرين ومصمِّمي المنتجات. وفي مذكَّرةٍ تمَّ إرسالها إلى الموظَّفين بعد ظهر يوم إطلاق Vision Pro-والتي أبلغت عنها Bloomberg لأوِّل مرَّةٍ- سلَّط كوك الضَّوء على العمل الذي أدَّى إلى إنشاء أوَّل جهازٍ "للحوسبة المكانيَّة" من Apple:
"تجمع Apple Vision Pro بين آلاف الابتكارات لإنشاء منتجٍ لم يسبق له مثيل في العالم من قبل، إنَّه إنجازٌ استثنائيٌّ، وكما يشهد الكثير منكم، فقد استغرق إعداده سنواتٍ، ولقد أصبحت Apple Vision Pro حقيقةً واقعةً بفضلك، وبفضل التزامك وشغفك ومساهماتك في الثَّقافة الخاصَّة التي تدفع الابتكار في Apple، وأودُّ بشكلٍ خاصٍّ أن أشكر جميع الفِرق التي كرّست وقتها لهذا المشروع، والتي بذلت وقتاً وجهوداً لا حصر لها على مدار سنواتٍ عديدةٍ، لدفع وتوسيع حدود ما هو ممكن مرَّةً أُخرى".
وفي نهاية المذكَّرة، شكر كوك الأشخاص المعنيّين مباشرةً، فكتب: "لا نحظى بلحظةٍ كهذه كلَّ يومٍ، وشكراً على كلِّ ما قمتم به لجعل ذلك ممكناً".
شاهد أيضاً: تيم كوك Tim Cook ينصحك: هذا أوّل ما ينبغي عليك فعله كل يوم
أعتقد أنَّ الأمرَ يستحقُّ التَّوقُّف عند هاتين الكلمتين، ففوق كلِّ شيءٍ، "شكراً لك" هي واحدةٌ من أقوى الأمور التي يُمكنكَ قولها لشخصٍ ما أنت قائده، وهاتان الكلمتان البسيطتان هما مثالٌ على أحد أهمِّ المبادئ التي يجب أن يتعلَّمها كلُّ قائدٍ، وهذا المبدأ بسيطٌ: انسب الفضل لمن يستحقَّه عند استحقاقه، وقم بذلك علناً، ودعني أشرح ذلك.
كوك هو الوجه الأكثر شهرةً لشركة Apple، ولكن هناك حرفيَّاً عشرات الآلاف من الأشخاص المشاركين في تصميم وبناء وبيع أجهزة iPhone، وiPad، وMac، وVision Pro، وإنَّ الدَّور الذي لعبه كوك في كلِّ ذلك كان صغيراً نسبيَّاً، ولم يكن بوسع شركة Apple أن تقوم بأيِّ من هذا الإنجاز من دون كلِّ هؤلاء الأشخاص. وكوك لا يتظاهر بخلاف ذلك، بل إنَّه يعترف علناً بأنَّ هذا كان جهداً جماعيَّاً يعتمد على كلِّ هؤلاء الأشخاص، ويتمثَّل دوره في تحفيز موظَّفي الشَّركة على القيام بأشياءٍ كبيرةٍ، والاعتراف بجهودهم عندما يقومون بها.
حسناً، أعلم أنَّ هناك أشخاصاً سيجادلون بأنَّ مذكرة كوك لا تعني أيَّ شيءٍ، أو أنَّ تقديره أجوف؛ لأنَّه لا يفعل شيئاً يعتقدون أنَّه ضروريٌّ، ولا أعتقد أنَّ كوك مثاليٌ، كما أنَّني لا أعتقد أنَّه يمكن لأيِّ شخصٍ أن يجادلَ بشكلٍ منطقيٍّ بأنَّه ليس المدير التَّنفيذي الأكثر فعاليَّةً بأيٍّ من الطُّرق التي يُمكننا من خلالها قياس مثل هذا الشَّيء.
أعتقد أنَّ أحد أسباب فعاليته هو أنَّه يفهم حجم ما هو مطلوب لإطلاق شيءٍ ما، وهو على استعدادٍ لمشاركة تقديره، والأمر بسيطٌ جداً عندما تفكِّر فيه، ولكنَّ عبارة "شكراً لك" قد تكون العبارة الأكثر فعاليَّةً التي يمكن للقائد استخدامها لتحفيز ومكافأة فريقه.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.