أوبرا وينفري.. من ضحية اغتصاب ومدمنة مخدرات إلى المرأة الأكثر تأثيراً
قصةُ عظيمة تؤكّد على أنّ النّجاح يبدأ من إرادة الإنسان بحّد ذاته، فقط آمن بنفسك، وقدراتك، وبما تريد أن تكون، وإلى أين تريد أن تصل.
في العالم. "لا يهم من أنت ومن أين أتيت، فالقدرة على الانتصار تبدأ بكَ دائماً، أحد أبلغ ما قالته الإعلاميّة الأميركيّة الشّهيرة أوبرا وينفري، التي تُعتبر قصّة حياتها ملهماً للكثير من البشر، الرّجال والنّساء من حول العالم، فكيف تحوّلت الفتاةُ الفقيرةُ مُدمنة الكوكايين إلى المرأةِ الأكثر تأثيراً في العالم؟.
يوم الـ 29 من شهر يناير عام 1959م، لم يكن العالم يدرك بعد أن تلك الطّفلة السّوداء التي ولدت بهذا اليوم، ستُحدِث تأثيراً كبيراً في الكون، فأوبرا وينفري، كانت ابنةَ عائلةٍ فقيرةٍ في المسيسبي، والدها حلّاقاً ووالدتها تعمل في المنازل.
كبّرت الطّفلة في ظروفٍ عائليّةٍ سيّئةٍ، ففي التّاسعة من عمرها تعرّضت للاغتصاب أوّل مرّةٍ على يد ابن عمّها البالغ من العمر 19 عاماً، وللأسف استمرّ باغتصابها لمدة 4 سنواتٍ متتالية.
تقول أوبرا عن تلك الفترة من حياتها، إنّها تخطّتها بالكامل، وتعلّمت من تجربتها تلك أن الطّفلة ليست آمنةً في عالمٍ مليءْ بالرّجال.
بداية أوبرا وينفري
عانت أوبرا من التّنمر جرّاء بشرتها السّوداء، لكنّ ذلك لم يبعدها عن هدفها في تحقيق النّجاح، حتّى أنّها باتت مدمنة على المخدرات بعمر الـ 14 عاماً، ومع ذلك لم تيأس، عالجت نفسها بمساعدة والدها آنذاك.
تابعت الإعلاميّة الأميركيّة دراستها في جامعة تينيسي، بعد حصولها على منحة دراسيّة لكونها من الأوائل في مدرستها، وبالوقت ذاته حظيت بفرصة عملها الأولى كمراسلةٍ لإحدى الإذاعات المحليّة، بينما كان عمرها 17 عاماً فقط، وباتت تعتبر الإعلاميّة الأصغر عمراً حينها.
وبعد عامين فقط من عملها بالإذاعة، وبينما كانت تستعدُّ لدخول عامها التّاسع عشر، حصلت أوبرا وينفري على فرصةٍ جديدةٍ للعمل في أحد التّلفزيونات المحليّة بالولايات المُتّحدة.
للأسف، لم يكن النٌجاح حليفها، حيث طردها المُنتج من تقديم النّشرة الإخباريّة المسائيّة، لأنّها كانت تُصبح عاطفيّةً جداً بينما تقرأ بعض أنواع الأخبار المؤلمة، لتنتقل بعد ذلك إلى البرنامج الصًباحي.
الرفض مجدداً
في عام 1982م، تلّقت عرضاً لتقديم برنامجٍ للطّبخ على إحدى التلفزيونات المحليّة الشّهيرة، لكن للأسف لم تكن تجربة الأداءِ موفّقةً وتمّ رفضها.
فما حدث؟ هل توقّفت؟ بالطبع لا، لو أنّها فعلت ذلك، لما حصل آلاف الأميركيين على مساعدتها، وهي المُصنّفة كأكثر إنسانٍ خيّرٍ منح مساعداتٍ في الولايات المُتحدّة الأميركيّة.
اتّجهت الإعلاميّة الشّهيرة لعالم التّمثيل، ونالت دور البطولة في فيلم اللّون الأرجوانيّ، للمخرج ستيفن سبيلبيرج، عام 1985م، لتحظى بعده بالكثير من العروض السّينمائيّة والتّلفزيونية، حيث رُشِّح فيلمها لتسع جوائز أوسكار.
رأساً على عقب
انقلبت حياة أوبرا وينفري رأساً على عقب عام 1989م، حين بدأت أولى حلقات برنامجها "أوبرا شو"، وهو برنامج اجتماعيٌّ، حقّق نجاحاً لم يحقّقه أي برنامجٍ آخر، وتمّ عرضه على أكثر من مئة قناةٍ تلفزيونيّةٍ من حول العالم، والذي استمرّ حتّى عام 2011م، حين أعلنت اعتزالها، وتفرّغها لإدارة شبكة المحطّات الخاصّة التي تمتلكها.
تعتبر أوبرا وينفري، أوّل بليونيرة سوداء في العالم، وتقدّر ثروتها بنحو 2.5 بليون دولار أميركي، وصنّفتها مجلّة فوربس عام 2005م، بأنّها ثاني أكثر شخصيّةٍ مؤثّرةٍ في العالم، إضافةً لدخولها قائمة أكثر الأشخاص ثراء في العالم.
تُخبرنا قصّة أوبرا وينفري، أنّ الفقر، التّعنيف، وحتّى الإدمان والتّنمر، كل تلك السّلبيات، من الممكن أن تصبح دافعاً قوياً للنّجاح والمضي قدماً، فماذا تنتظر لتخلِق قصّتك الخاصّة، وتكون إحدى الشّخصيات المُلهمة في العالم، صدّقني الأمر لا يحتاج سوى بعض الإرادةِ، والكثير من الإيجابيّة، والإيمان بالأحلام.
وتذكّر دائماً أن "الفشل هو الخطوة الأساسيّة في الطّريق إلى النّجاح"، كما قالت الإعلاميّة الشّهيرة أوبرا وينفري، في إحدى حلقات برنامجها قبل الاعتزال.