إدارة الأمور المالية: 3 طرق فعالة لخفض التكاليف
استراتيجيات لإدارة النفقات والتكاليف مع المحافظة على القيمة المقدمة، مما يضمن زرع بذور الثقة مع العملاء.
لا أحد يرغبُ في خفض التكاليف، وذلك لأنَّهم يفكِّرون بطريقةٍ خاطئةٍ وهي الخسارة المزدوجة، صحيح أنَّه يمكن أن يكونَ الأمر كذلك، لكنَّه ليس الخيار الوحيد، فعندما ترى أنَّ خفض التَّكاليف هي فرصةٌ لإضافة قيمةً لعملك، ستجد نتيجة ذلك وستربح وأنت تُقلِّصُ ميزانيَّتك، لقد كان عليَّ الحفاظ على الحدِّ الأدنى للتَّكاليف أثناء إدارة شركة بناءٍ خاليةٍ من الدُّيون على مدى الأعوام العشرين الماضية، وإليك 3 من أهمّ الأشياء التي تعلَّمتها حول الرَّابط بين خفض التكاليف وتوليد القيمة.
التقليص النشط للتكاليف يُركّز على القيمة
لقد سمعنا الكثير عن الإقالات خلال الـ 12 شهراً الماضية، وربَّما سنسمع المزيد عنها طوال عام 2024، من السَّهل رؤية السَّبب في ذلك، فكلَّما تحسَّنت الآفاق الاقتصاديَّة، ردَّت الشَّركات بقطع التَّكاليف، وعلى الرَّغم من أن ذلك قد يكون ضروريّاً ومفيداً، إلَّا أنَّ تخفيض التكاليف مرَّةً واحدةً سيوفِّر قيمةً محدودةً على المدى الطَّويل.
للاستفادة الفعليَّة من خفض التكاليف، يجب أن تجعله جزءاً من عمليَّاتك اليوميَّة، والهدف ليس فقط تقليل الخصومات في القصير الآجل، ولكن جعل منظمتك أفضل، تذكَّر: كلُّ تكلفةٍ هي استثمارٌ، عندما يشترك النَّاس في تخفيض التكاليف مرَّةً واحدةً، من السَّهل أن تفقد الرُّؤية الاستراتيجيَّة لأهميَّة كلِّ بندٍ في الميزانيَّة، وبما أنَّ النَّشاط هو ردُّ فعلٍ، فإنَّ القادة عادةً ما يحتاجون إلى اتّخاذ قرارٍ بسرعةٍ؛ لذا يقومون بتقليص التَّكاليف في جميع المجالات.
بالتَّأكيد، يصيب بعض هذا القطع البرامج التي لا تولِّد الكثير من القيمة، ولكن في كثيرٍ من الأحيان، يُصيب القطع بعض الاستثمارات ذات القيمة العالية أيضاً، وعندما يُصبح خفض التكاليف نشطاً مسبقاً، يُصبح من السَّهل تحديد القطع، حيث يجب أن يكونَ في الأنشطة ذات القيمة المنخفضة، عندما يبحث الجميع عن فرصٍ للحدِّ من الهدر، فإنَّهم سيحلِّلون ضمنياً مصادر القيمة الحقيقيّة في منظَّمتك، وهذا بدوره سيسمح لك بالحفاظ على التَّدفُّقات الاستثماريَّة عندما تحتاج إليها، وبما أنَّ تقليص التكاليف سيكون نشطاً مسبقاً، فسيكون لديك الوقت للتَّفكير بعنايةٍ والتَّأكُّد من أنَّك تقوم بتحسين التَّكاليف بشكلٍ حقيقيٍّ، وليس فقط تقليلها في مواجهة الأزمات.
توفير الوقت يجعل الجميع سعداء
يُعدُّ البناء قطَّاعاً حسّاساً للوقت للغاية، إذ يتطلّع العملاء إلى رؤية مبانيهم مفتوحةً في أقرب وقتٍ ممكنٍ؛ لكي يبدأوا في تحقيق الإيرادات. وفيما يتعلَّق بالجانب الإمداديّ، تتذبذب تكاليف المواد دائماً؛ لذلك هناك خطرٌ حقيقيٌّ على ميزانياتنا إذا تأخَّرت المشاريع عن الجدول الزَّمنيّ.
لهذا السَّبب وجدت أنَّ أكثر الطُّرق فعاليَّةً للعثور على حلٍّ يُربح الجميع في خفض التكاليف هو إعطاء الأولويَّة لتوفير الوقت، فكلُّ يومٍ نوفِّره على موقع العمل هو يومٌ نوفِّره في دفع الرَّواتب، في هذه الأثناء، يتمُّ تمرير القيمة لعملائنا، الذين يشعرون دائماً بالسَّعادة عند رؤية إغلاق المشروع قبل الموعد المحدَّد.
ومن الجدير بالذّكر، مدى أهميَّة تطوير السُّمعةِ، وذلك بتسليم المشاريع بشكلٍ أسرع من المنافسين، هذا وحده كان مصدراً هائلاً لتكرار الأعمال بالنِّسبة لنا؛ لهذا السَّبب، فإنَّها الفكرة الأولى التي أُوصي بها عندما محاولة تقليل التكاليف.
كن متحفِّظاً تجاه القروض
بالنّسبة للعديد من الشَّركات، الائتمان هو خطُّ النَّجاة الحيويّ، وأعلم أنَّه عندما بدأت شركتي قبل أكثر من 20 عاماً، كان من الصَّعب سماع أنَّ البنوك لن تقرض المال لشركة بناءٍ؛ لأنَّهم يعتقدون أنَّها محفوفةٌ بالمخاطر، ومع ذلك بعد كلّ هذه السَّنوات، أرى أنَّ أساسنا الخالي من الدُّيون هو أحد أعظمِ مصادر قوَّتنا الماليَّة، إذ يُعدُّ معدَّل الفائدة مرتفعاً في الوقت الحاليّ، ولكن من المؤكَّد أنَّه سوف ينخفض في وقتٍ ما، وعند حدوث ذلك، سيصبح الائتمان أكثر جاذبيَّةً بكثير للشَّركات التي تسعى للتَّوسُّع.
توصيتي من منظور التَّكلفة والقيمة: فكِّر مرَّتين، فحتى القرض بفائدةٍ منخفضةٍ يأتي بثمنٍ، ولا يمكن تقدير جزءٍ كبيرٍ من تلك التكاليف، بالإضافة إلى دفعات الفائدة، سيتعيَّن عليك التَّعامل مع عبءٍ كبيرٍ من المخاطر، لا ترغب في العيش في خوفٍ من الظُّروف الاقتصاديَّة الكبرى التي تتجاوز سيطرتك بكثيرٍ.
وبالمناسبة ستبدأ العديد من شركات البناء في الشُّعور بانقباضٍ في الائتمان قريباً، مع مواجهة عملائنا لمعدَّلات فائدةٍ أعلى، ومن المحتمل أن يتمَّ إلغاء المشاريع أو تأجيلها، وستتراجع الإيرادات في جميع قطَّاعات البناء، وسيواجه منافسونا الذين بنوا شركاتهم على الدُّيون صعوبةً في البقاء على قيد الحياة، ولكن نظراً لأنَّنا اضطرّرنا إلى بناء شركةٍ خاليةٍ من الدُّيون، يمكننا تحمُّل العاصفة.
هناك قيمةٌ حقيقيَّةٌ في ذلك لكلٍّ من عملائنا وموظَّفينا، لا نستطيع فقط الحفاظ على تكاليف منخفضة لأنَّنا لا نحمل الدُّيون، ولكن يُمكننا الحفاظ على مصداقيَّة وسلطة علامتنا التجارية في الظّروف الصّعبة، إذ يعرف عملاؤنا أنّ العلاقة معنا مستدامة، فحتى في الرّكود، لن يضطروا للبحث عن بائعين جدٍد بسبب قدرتنا على التّكيف.
إذا كانت التّوقعات صحيحةً، فقد نواجه سنةً صعبةً؛ لذلك عليكَ أن تتّخذَ الخطوات اللّازمة وتُجهّز منظّمتك لمواجهة أيّ تحديّاتٍ قد تطرأ، وذلك لصالح موظّفيك، ومستثمريك، وعملائك، إذ ستساعدك تغيير طريقة تفكيركَ في التكاليف على جعل شركتكَ أكثر قوةً ورباحاً.