إدارة الوقت.. كل ثانية تصنع فرقاً في حياتك
مهارة عظيمة لا بد من جعلها نهج حياةٍ يجب أن نتبناه بشكلٍ فعالٍ لإتمام مهامنا وفق أولويات مقيدةٍ بالزمن تقودنا إلى قمم النجاح والتميز.
يرى رجل الأعمال الأميركيّ، جون رون، أنّ الوقت أهمّ من المال، فالمال يمكن الحصول عليه، بخلاف الوقت، الذي لا يمكن الحصول عليه أبداً، قد يعتقد بعضنا أن حديث رون هذا، ما هو إلّا شكل من أشكال التّنظير، بالنّسبة لرجل أعمالٍ، المال في متناول يده دائماً، لكن ماذا لو كان جون رون قد استثمر الوقت بشكلٍ أمثلٍ، ليحصل على أمواله؟!.
في الحقيقة أجل، استثمر جون رون كلّ ثانيةٍ من وقته، ليتطوّر من مجرّد موظّفٍ بسيطٍ، إلى رجل أعمالٍ ثريٍّ، وأحد أشهر فلاسفة التّسويق الشّبكيّ.
عموماً موضوعنا الآن، ليس عن قصّة نجاح رون، إنمّا عن أهميّة إدارة الوقت، إذ إن تجربة رون تلك ما هي سوى شاهد بسيط جداً، من بين ملايين الشّواهد على قصص نجاحٍ، حقّقت ما ترغبُ باستثمارٍ أمثلٍ للوقت.
ماذا يعني مفهوم إدارة الوقت؟
مفهوم إدارة الوقت هو أن تدير وقتك بالشّكل الأمثل وتُنظّمه، بحيث لا يطغى شيءٌ في حياتك على حساب العمل لتحقيق هدفك، ومن الممكن أن يذهب أبعد من ذلك، لدرجة تحديد أولويات حياتك، ورسم مسارها الزّمني، لتحقيقها مرحلةّ تلوّ أخرى.
اقرأ أيضاً: حافظ على عملك في زمن الغموض
أهمية إدارة الوقت
إدارة الوقت وتنظيمه، إحدى الخطوات في طريقك نحو النّجاح، هي الخطوة التي تعادل ميلاً كاملاً على الأرجح، لأنّك من خلالها ستوفّر الكثير من القلق والتّشتت، فما هي أهميّة هذه الخطوة:
تحسين كفاءة الأداء
استيقظتَ في الصّباح، تحاول الآن أن تفتح عينيك، يا إلهي هناك كمّ كبير من الأعمال اليوم، كيف سأنتهي منها كلّها؟.
التّشتت لن يساعدك أبداً، ببساطة ضع برنامج عملٍ، بينما ترتشف قهوتك الصّباحية، حدّد أولوياتك، مع مُددٍ زمنيّةٍ مقترنةٍ بالحدّ الأدنى والحدّ الأعلى لكلّ مهمةٍ من المهام التي يجب أن تنفّذها اليوم، ثم احرص على تنفيذ البرنامج بدقةٍ.
ماذا سيحدث؟، ببساطة ستنهي أعمالك التي قمت بها بكفاءةٍ عاليةٍ، وستساهم بتحسين أدائك، عوضاً عن التّشتت بأكثر من عملٍ في آنٍ واحدٍ، وهذا ما يُدعى بالعرف الشّعبي: "حمل بيدٍ واحدةٍ أكثر من بطيخة"، فما مصير البطيخات المحمولات بيدٍ واحدة، لن أتخيّل معك المشهد، تخيلّه وحدك، ولا تنسَ تنظيف خيالك من البقايا على الأرض!.
الالتزام بالمواعيد
في حال تمكّنت من تنظيم وقتك، والعمل على البرنامج الذي وضعته في الصّباح، ستنهي كل الأعمال بوقتها المحدّد، وستسلّمها لمديرك أو إلى الزّبائن والعملاء دون أيّ تأخيرٍ، وهذا ما سيكسبك المزيد من الشّهرة والجودة في عملك، وبالتّالي زيادة حجم المشاريع والأعمال، التي تعني النّقود أيضاً!.
تخفيف التوتر والقلق
ستسير وفق برنامجك بثقةِ المُتأكّد من أنّ كلّ شيءٍ على ما يرام، هذا لا يشبه على الإطلاق، وضعك بينما تكون مشتتًا لا تعرف من أين تبدأ؟.
في الحقيقة، في السّابق وحين أكون مضغوطاً في العمل، ولديّ الكثير من المهام، كُنت ألجأ للهروب، بمعنى الانشغال بأمورٍ تافهةٍ، كمشاهدة التّلفاز أو تناول الطّعام، مع الوقت وحين تعلّمت كيفيّة إدارة الوقت، ووضع برنامجٍ صباحيٍّ، بتُ أكثر قدرةً على العمل، حتى أنّي صرتُ أحظى ببعض الوقت الخاص لي، جرّب أنت لن تخسر شيئاً في حال فشلت، لكنّك ستربح كثيراً حين تنجح.
كل ثانية مهمة
الحياةُ ليست طويلةً بالقدر الذي يجعلنا نستسلم، لكنّها أيضاً ليست قصيرة للدّرجة التي لن نحقّق فيها أيّ نجاحٍ، القصّة برمتها تعتمد على الشّغف الموجود دَاخلنا، وتقدير قيمة الحياة، لأنّ كل ثانيةٍ فيها تصنع فرقاً، فالشّهقة الأولى مقدارها ثانية، وسماع خبر تخرجك مقداره ثانية أيضاً، حتّى رؤية الفشل أو النّجاح تتم بثانيةٍ واحدةٍ، فهل تثق الآن كيف لثانيةٍ واحدةٍ أن تصنع فرقاً، هيا انطلق إذاً؟.
إن وصلت لنهاية هذا المقال، ستكون قد أمضيت نحو 3 دقائق تقريباً في قراءته، آمل أن تكون هذه الدّقائق كافيةّ لإحداث تأثيرٍ ما في حياتك.