إعلان Google لألعاب الأولمبياد يثير استياءً واسعاً
واجه الإعلان انتقاداتٍ لكونه بعيداً عن الواقع ومثيراً للسخرية، مما يفتح نقاشاً حول دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا
تواجه شركةُ Google انتقاداتٍ واسعةً؛ بسبب إعلانِها الجديدِ المتعلِّق بالألعابِ الأولمبيةِ والذكاءِ الاصطناعيِّ، والذي اعتبره العديدُ من النقادِ بعيداً عن الواقعِ ومثيراً للسّخرية. في الإعلانِ، الذي أُطلق في 26 يوليو، يظهرُ أبٌ يطلبُ من مساعدِ Google الذكيِّ "Gemini" أن يساعدَ ابنتَه في كتابةِ رسالةٍ إلى العدّاءةِ الأولمبيةِ سيدني ماكلولين-ليفروني، مشيراً إلى أنَّ ابنتَه تطمحُ لكسرِ رقمِها القياسيِّ يوماً ما. يظهرُ الإعلانُ الروبوتَ الذكيَّ، وهو يكتبُ الرسالةَ تحتَ موسيقى منتصرةٍ، معلناً تقديمَ "قليلٍ من المساعدةِ من Gemini".
ورغمَ النّيةِ الجيدةِ، قوبلَ الإعلانُ بانتقاداتٍ شديدةٍ. كتبت ليندا هولمز، مراسلةُ الثقافةِ الشعبيةِ في NPR: "كقصةٍ تظهرُ كم هو رائعٌ ألّا تضطرَّ الفتاةُ إلى كتابةِ أيِّ شيءٍ بنفسِها، فإنَّ الفكرةَ سيئةٌ للغاية. من يريدُ رسالةَ معجبين مكتوبةً بواسطة الذكاءِ الاصطناعيِّ؟". وصفه شيلي بالمر، أستاذُ الإعلامِ في جامعةِ سيراكيوز، بأنَّه "واحدٌ من أكثرِ الإعلاناتِ المزعجةِ التي شاهدتُها في حياتي".
كما علّقَ أنطوني ها، محررٌ في TechCrunch، قائلاً: "من الصّعبِ التفكيرُ في شيءٍ أقلَّ تعبيراً عن الإلهامِ الحقيقيِّ من توجيهِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ لكتابةِ رسالةٍ تُلهمُ شخصاً ما". ووجدَ مستخدمو Reddit أيضاً أنَّ الإعلانَ غيرُ ملائمٍ.
الجزءُ الآخرُ من الإعلانِ، الذي يُظهرُ استخدامَ Gemini لمساعدةِ الأبِ في تدريبِ ابنتِه، لم يلقَ نفسَ الانتقاداتِ. يبدو أنَّ النقادَ أقلُّ قلقاً بشأنِ استخدامِ الذكاءِ الاصطناعيِّ في المهامِ الروتينيةِ مثلَ البحثِ عن المعلوماتِ أو توليدِ الأفكارِ، ولكنهم يشعرونَ بقلقٍ أكبرَ حولَ كيف يمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِّ أن يفسدَ شيئاً بريئاً مثلَ كتابةِ رسالةٍ شخصيةٍ.
من ناحيةٍ أخرى، لم يواجهْ إعلانٌ آخرُ متعلِّقٌ بالألعابِ الأولمبيةِ للذّكاءِ الاصطناعيِّ من Microsoft نفسَ الانتقاداتِ. إذ ركّزُ الإعلانُ على استخدامِ الذكاءِ الاصطناعيِّ في تلخيصِ المكالماتِ الصباحيةِ أو تحليلِ البياناتِ، وهي استخداماتٌ ليستْ بنفسِ الدرجةِ من الخصوصيةِ.
توضحُ التقاريرُ أنَّ Google طوَّرت وأنتجت الإعلانَ داخلياً، ولم تردَّ على طلبٍ للتعليقِ من مجلة .Inc .الشركةُ هي الشريكُ الرسميُّ للذكاءِ الاصطناعيِّ لفريقِ الولاياتِ المتحدةِ في أولمبيادِ باريس، حيث سيتمُّ دمجُ ميزاتِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ في تغطيةِ NBCUniversal للحدث. على الرغمِ من الجدلِ، شهدت Google نموّاً مستقرّاً في الربعِ الأخيرِ بفضل التحوّلِ نحو تكنولوجيا الذّكاءِ الاصطناعيِّ التّوليديةِ، بما في ذلك محركُ البحثِ الرئيسيُّ للشركة.
يعيدُ هذا الجدلُ إلى الأذهانِ خطأً إعلانياً آخرَ من شركةِ تكنولوجيا عملاقةٍ: إعلان "Crush!" لشركةِ Apple في وقتٍ سابقٍ من هذا العام. يُظهر كلا الإعلانينِ أنَّ المستهلكينَ يشعرونَ بالاستياءِ عندما تستغلُّ الشركاتُ التكنولوجيةُ الضخمةُ التجاربَ الإنسانيةَ الحميمةَ للترويجِ لمنتجاتِها.
تشيرُ ردودُ الفعلِ العنيفةِ على الإعلانِ الجديدِ إلى وجودِ العديدِ من العقباتِ الّتي تواجهُ الشّركاتِ التي تسعى لتسويقِ منتجاتِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ للجمهورِ. لا يزال الناسُ متشكّكينَ في التكنولوجياِ حتى في أفضلِ الظروفِ، والتطرقُ إلى مواضيعَ عاطفيّةٍ أو حسّاسةٍ - خاصّةً في سياقِ شيءٍ عاطفيٍّ وإنسانيٍّ مثلَ الألعابِ الأولمبيةِ - يبدو أنَّه يفتحُ البابَ لمشكلاتٍ أكبرَ.