أتريدُ تجاوز العقبات في العمل بسهولةٍ؟ إليك 6 أسرارٍ مفيدةٍ
القادة الحقيقيون يعاملون التحديات على أنها تجارب ينبغي التعلم منها في سبيل التطور والتقدم
جميعُنا يعلمُ أصحابَ الأعمالِ الجددَ الذين تغلبوا على الصّعوباتِ، مثلُ: الجائحةُ الأخيرةُ أو الانتكاساتُ الشّخصيّةُ، وحقّقوا النّجاحَ، وهناكَ أشخاصٌ مشهورونَ، مثلُ: (والت ديزني) و(نيلسون روكفلر)، الذينَ تغلَّبوا على صعوباتِ التّعلمِ، وأشخاصٌ مثلُ: (جي. سي. بيني) و(جي. كي. رولينج) الذين واجهوا صعوباتٍ شخصيةً قبلَ وصولِهِم إلى أماكنَ تركُوا فيها بصماتِهم المميزة. [1]
ولطالَما كنتُ مهتماً بمعرفةِ كيفَ حالفَهم النجاحُ، وما الذي جعلَهُ حقيقةً واقعةً؟ لقد استمعتُ إلى العديدِ من المتحدثينَ الذين رووا قصصَهم الشّخصيّةَ عن التّغلبِ على الصّعوباتِ، ودائماً كانتِ الرسالةُ التي يحاولونَ إيصالَها لنا أنَّ الأوقاتَ الصعبةَ يمكنُ أن تجعلَنا أقوى وأكثرَ حكمةً وأفضلَ مما كانَ، لقد رأيتُ نماذجَ حقيقيّةً؛ لذلكَ أؤمنُ بها، ولكنَّنِي لم أجدْ جواباً شافياً يفسِّرُ لي سرَّ نجاحِهم وطريقةَ وصولِهم إليهِ.
لكنَّنِي منذُ فترةٍ قرأتُ كتاباً بعنوانِ: The Power of Adversity، يروي فيهِ (آل ويذرهيد) قصتَهُ الشَّخصيةَ حولَ التَّغلُّبُ على الصُّعوباتِ العائليَّةِ والشَّخصيَّةِ، بما في ذلكَ الإدمانُ على الكُحولِ، ومرضُ القلبِ، وآلامُ المفاصلِ الخطيرةِ؛ ليصبحَ مخترعاً ورجلَ أعمالٍ ثرياً، وناشطاً فِي الأعمالِ الخيريّةِ، وخلصتُ إلى اعتقادٍ يقولُ: إنّ الأمرَ لدى غالبيةِ الناسِ مرهونٌ بدافعِ البقاءِ والاستمرارِ في الحياةِ، بدلاً من قَبولِ دورِ الضَّحيةِ.
وبعدَ ذلكَ، يوضِّحُ (آل) تقنياتِهِ لإتقانِ فنِّ تخطِّي الصُّعوباتِ، والتي أعتقدُ أنَّها يمكنُ أنْ تخلقَ قيمةً مضافةً لكلِّ رائدِ أعمالٍ، وما نرجوهُ هو ألَّا تكونَ تحدياتُكَ مثلَ مأساويةِ تلكَ التِي واجهَها، ولكنْ ينبغِي لتطبيقِ المبادئِ ذاتِها أن يكونَ لها تأثيرٌ داعمٌ على الأقلِّ:
استخدم قوة التفاؤل والتفكير الإيجابيّ
يبدو أن اتخاذَ موقفٍ إيجابيٍّ تجاهَ الصُّعوبات أمرٌ ضروريُّ للاستفادةِ من تأثيرِها؛ لصقلِ تجاربِكَ وتحسينِ حياتِكَ، ومثلمَا قالَ رجلٌ حكيمٌ ذاتَ مرةٍ: "تُحفِّزُ الصُّعوباتُ على استخراجِ المواهبِ الكامنةِ التي ستظلُّ في حالةِ سكونٍ إذا ما بقيتْ تحتَ ظروفٍ يسيرةٍ من الرَّخاء والرفاهيةِ".
وأهمُّ عنصرٍ لتغيرِ طريقةِ تفكيركَ هو التركيزُ؛ فإذا ركَّزتَ على الفرصِ، ستُفتحُ أمامكَ الأبوابُ، أمَّا إذا ركَّزتَ على المشاكلِ، ستواجهُ حينها عقباتٍ كثيرةً، وإذا ركَّزتَ على الأمورِ الخارجةِ عن سيطرتِكَ، سوفَ تستسلمُ للإحباطِ بسهولةٍ؛ فَعليك إذن اختيارُ الجوانبِ الإيجابيةِ لتضعَها محلَّ تركيزِكَ.
التأمّلُ هو فنُّ التحرُّرِ من الأفكارِ السلبيةِ
من شأنِ ممارسةِ التأمّلِ أن تخلقَ لديكَ تفكيراً إيجابيّاً وتحافظُ على ذهنيّةٍ مشرقةٍ، لا تفكّرْ في التّأمُّلِ بالمعنى التّقليديّ الذي يرتبطُ بالطّقوسِ البوذيّةِ وفقَ Zen [مدرسةٌ بوذيةٌ تؤكِّدُ على ممارسةِ التّأمُّلِ كعنصرٍ أساسيٍّ لإيقاظِ جوهرِ الإنسانِ الدّاخليِّ واستنهاضِ رحمتِهِ وحكمته]، إذ إنَّ ممارسةَ التّمارينِ الرّياضيّةِ أو السّباحةِ يوميّاً وسيلةٌ للسَّماحِ لعقلكَ بالتَّحرُّرِ من أفكارهِ السلبيةِ، وقد تدركُ في النِّهايةِ أنَّ الصُّعوباتِ مجرَّدُ تسميةٍ أُخرى تُطلَقُ على سلسلةِ الاختياراتِ لما يُدعى الحياة.
تواصل معَ الآخرين بشأن أهدافك ورغباتك
تتجلَّى إحدى المِنحِ العَظيمةِ للتحدِّياتِ في إدراكِ أنَّهُ يمكنُكَ فقط إيجادُ حلٍّ لمشاكِلِك عندما تُشاركُ حياتَك مع الآخرينَ، فعليكَ ببساطةٍ أنْ تتواصلَ مع الآخرينَ، أو لنْ تتغلَّبَ على الصُّعوباتِ أبداً.
مارس فنَّ المشاركة، وليس السّيطرة
لا تربطْ بينَ الحاجَة إلى السيطرةِ وبين التّواصلِ مع الآخرينَ؛ فأنتَ عندما تتواصَلُ فعليّاً مع الآخرينَ، عندما تُفصح عمَّا في داخلِكَ بوضوحٍ وتعبِّرُ عن ذاتِكَ، عندَها ستتغلَّبُ على الصُّعوباتِ تدريجيّاً، فلا تنسَ أن تحيطَ نفسَكَ بالأشخاصِ الأقوياءِ الذين يمكنُهم مساعدتُكَ في تجاوزِ الأوقاتِ الصَّعبةِ.
شاهد أيضاً: المرونة في الأزمات: السر إلى النجاح في 3 خطوات
التّقبُّلُ هو المفتاح
لا يمكنُكَ تجنُّبُ الصُّعوباتِ في وقتٍ ما في حياتِكَ، وكلَّما رفضْتَ تقبّلَها والتّعاملَ معها ازدادتْ خسارتُك، ولا تعتقدْ أنَّ الإنكارَ والهروبَ مُجدٍ في هكذا حالةٍ، وأولئكَ الذين يختارونَ أن يكونوا أقوياءً بدلاً من اختيارِ دربِ المعاناةِ، سيتغلّبُونَ عليها، وربّما ينجَحونَ في النّهايةِ.
تقبّل الضربات المفاجئة للحياة
يتعلَّق الأمرُ بأن تكونَ قويّاً ومَرِناً سواءً على صعيدِ العملِ أو في حياتكَ الشَّخصيةِ، وهذا يعني أن تنظرَ إلى أبعدَ من تحديّاتِ اللّحظةِ، وتحدّدَ الرّؤى والاعتقاداتِ الجديدةِ الّتي غالباً ما تتأتّى من الصُّعوباتِ، وتضمِّنَها ضمنَ رؤيتِكَ الخاصَّةِ.
يكمنُ تحدِّيكَ، مثلما هو الحالُ مع (آل) في تحويلِ الصُّعوباتِ إلى نجاحٍ؛ إذْ يعتقدُ أنَّ عليكَ أن تكونَ مبدعاً وصبوراً في آنٍ؛ لاكتشافِ الحلولِ المتعدِّدةِ التي ستحلُّ عقدةَ تحدياتكَ، وبهذه الطّرائقِ ستتقدّمُ أكثرَ فأكثرَ نحو السَّيطرةِ عليها، ثمّ ستصلُ إلى حالةِ من السّلامِ الدّاخليّ.
لكنْ حتَّى مع كل هذا، لستُ متأكّداً بعد ما إذا كنتُ أفهمُ السَّببَ وراء جدوى هذا الأمر، أنا متأكِّدٌ من أنَّ العديدَ منكم قد مرّوا بصعوباتٍ أكثرَ منِّي، إذْ تُعدُّ حياتي مثل نزهةٍ في حديقةٍ مقارنةً بحياةِ (آل)؛ لذا ساعدونِي فِي معرفةِ الأمورِ التي كانتْ مجديةً معكم والسّببِ وراءَ نجاحِها.