Nvidia تقترب من إزاحة Apple عن عرش الشركات الأعلى قيمةً
تشهد أسواق الأسهم منافسة محتدمة بين عمالقة التكنولوجيا، حيث تسعى إنفيديا لتجاوز أبل ومايكروسوفت مستفيدةً من الطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي، رغم تقلّبات القيمة السّوقيّة للشّركات
شهدت أسواق الأسهم مؤخّراً تحرّكاتٍ مثيرةً، حيث برزت شركة "إنفيديا" (Nvidia) كأحد أبرز المنافسين لعملاقة التّكنولوجيا "أبل" (Apple)، مع احتمال إزاحتها من مكانتها كأعلى الشّركات قيمةً في العالم. أثار هذا التّحوّل اهتمام المستثمرين الّذين يراقبون عن كثبٍ تقلّبات القيمة السّوقيّة للشّركات الرّائدة في قطاع التّكنولوجيا.
أغلقت أسهم "إنفيديا" يوم الاثنين الماضي عند أعلى مستوياتها على الإطلاق، ممّا جعلها قريبةً من تجاوز "أبل" لتصبح الشّركة الأعلى قيمةً عالميّاً. إلّا أنّ أسهم "إنفيديا" تراجعت بنسبة 5% مع منتصف نهار الثّلاثاء، ممّا قلّل من احتمال إزاحة "أبل" عن المركز الأوّل في هذه المرحلة. ورغم هذا التّراجع، يركّز المستثمرون باستمرار على أداء الشّركات الكبرى في مجال التّكنولوجيا، مثل "مايكروسوفت" (Microsoft) و"أبل"، وسط منافسةٍ حادّةٍ للسّيطرة على سوق المعالجات المتقدّمة والذّكاء الاصطناعيّ.
الارتفاع الكبير في أسهم "إنفيديا" كان مدفوعاً بتزايد الطّلب على رقائق الذّكاء الاصطناعيّ، سواءٌ الحاليّة أو المستقبليّة، الّتي تمثّل العمود الفقريّ للتّطوّرات الحديثة في هذا المجال. ارتفعت أسهم الشّركة بنسبة 2.4% لتصل إلى 138.07 دولاراً للسّهم بنهاية تعاملات الاثنين، ممّا عزّز موقعها بين الشّركات التّكنولوجيّة الكبرى.
تاريخيّاً، تصدّرت "إنفيديا" قائمة أكثر الشّركات قيمةً في العالم لفترةٍ وجيزةٍ في يونيو 2024، قبل أن تتراجع لصالح "مايكروسوفت". ويستمرّ التّنافس بين هذه الشّركات الثّلاث – "أبل"، "مايكروسوفت"، و"إنفيديا" – بشكلٍ متقاربٍ، حيث بلغت القيمة السّوقيّة لـ"إنفيديا" مؤخّراً 3.39 ترليون دولارٍ، مقابل 3.52 ترليون دولارٍ لـ"أبل"، و3.12 ترليون دولارٍ لـ"مايكروسوفت".
من جهةٍ أخرى، استفادت "إنفيديا" بشكلٍ كبيرٍ من المنافسة في التّكنولوجيا المتقدّمة بين عملاء الصّناعة مثل "ألفابت" (Alphabet) و"أمازون" (Amazon) و"مايكروسوفت"، سعياً للسّيطرة على تقنيّات الذّكاء الاصطناعيّ. وقد اعتبرت شركة "تي دي كوين" (TD Cowen) أنّ "إنفيديا" تمثّل "الاختيار الأوّل" للاستثمار في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، مستندةً إلى الطّلب القويّ على رقائقها، مع توقّعاتٍ بوصول سعر السّهم إلى 165 دولاراً.
ورغم تأكيد "إنفيديا" في أغسطس الماضي تأجيل إنتاج الجيل الجديد من رقائق "بلاكويل" (Blackwell)، إلّا أنّها قلّلت من شأن تأثير هذا التّأجيل، مؤكّدةً أنّ العملاء لا يزالون يشترون رقائق الجيل الحاليّ. ومع استعداد المستثمرين لموسم التّقارير الفصليّة، ارتفعت أسهم "أبل" و"مايكروسوفت" بنسبة 2% و0.7% على التّوالي، ممّا دفع مؤشّر "ستاندرد آند بورز 500" (S&P 500) إلى مستوياتٍ قياسيّةٍ جديدةٍ.
تتمتّع الشّركات الثّلاث، "إنفيديا"، "أبل"، و"مايكروسوفت"، بتأثيرٍ كبيرٍ على مؤشّر السّوق، حيث تساهم بنحو خمس وزنه الإجماليّ، ممّا يعني أنّ تحرّكات أسهمها اليوميّة تؤثّر بشكلٍ واضحٍ على أداء السّوق. ومن المتوقّع أن تعلن "شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصّلات" (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co)، الّتي تنتج رقائق "إنفيديا"، عن زيادةٍ بنسبة 40% في أرباحها الفصليّة هذا الأسبوع، بفضل الطّلب الكبير على المعالجات المتطوّرة، خاصّةً المستخدمة في مراكز بيانات الذّكاء الاصطناعيّ.
ورغم التّفاؤل السّائد حول مستقبل الذّكاء الاصطناعيّ، يظلّ هناك قلقٌ بين المستثمرين من احتمال تباطؤ الإنفاق على التّكنولوجيا، وهو ما قد يؤثّر سلباً على التّوقّعات المستقبليّة لسوق الأسهم. وتترقّب الأوساط الماليّة بحذرٍ ما سيكشف عنه المستقبل القريب، خاصّةً فيما يتعلّق باستمرار هذا الزّخم في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، وتأثيره على الشّركات الكبرى في هذا السّباق.
شاهد أيضاً: شراكة بين G42 و Nvidia لتعزيز تكنولوجيا المناخ