إنك لا تحلم، إنها مركبات طائرة، وهي تحلّ مشكلة أكبر مما تظنّ
Joby للطيران اختبرت مركباتها الكهربائية عمودية الإقلاع والهبوط، وسوف تغير المستقبل بأكثر من مجرد وسيلة نقل.
بقلم جيسون أيتن Jason Aten، كاتب عمود في التكنولوجيا
هل حلمتَ يوماً بالحصولِ على سياراتٍ طائرةٍ؟ إذا كان الجوابُ نعم، فأنت لستَ وحدك في ذلك. أيُّ شخصٍ يعرفُ مأساةِ أن تكون عالقاً في حركةِ المرورِ أثناء محاولةِ مغادرةِ مانهاتن للَّحاقِ برحلةِ طيرانٍ، على سبيلِ المثالِ، قد حلمَ بأن ترتفعَ سيارته وتحلّقَ فوق هذا الاختناقِ المروريّ. هذا هو الحلمُ الذي وعدَ به جورج جيتسون George Jetson منذ سنواتٍ طويلةٍ. [1]
- الآن، هذا المستقبلُ أصبح أقربُ بخطوةٍ هائلةٍ.
يبدو أنّ Joby Aviation قد اتّخذت خطوةً كبيرةً نحو تحقيقِ حلمِ السّياراتِ الطّائرةِ. في الأسبوعِ الحاليّ، أجرتِ الشّركةُ رحلةً تجريبيّةً يوم الأحدِ لاختبارِ خدمتها لنقلِ الرّكابِ بواسطةِ الطّائراتِ الكهربائيّةِ عموديّةِ الإقلاعِ والهبوطِ (eVTOL) في مدينةِ نيويورك. تخطّطُ الشّركةُ في آخرِ الأمرِ لتقديمِ خدمةِ نقلٍ من مانهاتن إلى مطاراتِ نيويورك بالتّعاونِ مع شركةِ دلتا للطّيران Delta Air Lines، التي تستثمرُ في الشّركةِ.
شاهد أيضاً: "عنان" تكشف النقاب عن أسطول طائراتها ذاتية القيادة
يمكن أن يستغرقَ الوصولُ إلى مطارِ جون إف كينيدي بسيارةِ الأجرةِ العاديّةِ ساعةً أو أكثر، بينما في إحدى مركباتِ Joby، يستغرقُ الأمرُ حوالي سبعِ دقائقَ، هذا توفيرٌ زمنيٌّ كبيرٌ -والأهمُّ من ذلك- تجربةٌ أقلّ بؤساً.
أجريتُ مقابلةً مع الرّئيسِ التّنفيذيّ لشركةِ Joby، جوبن بيفيرت JoeBen Bevirt، في آذار مارسِ الماضي خلال فعالياتِ مهرجانِ الأفلامِ SXSW، وشرحَ لي لماذا يعتبرُ الدّفعُ الكهربائيّ جزءاً هامّاً جدّاً من العمليّةِ. ويقول جوبن بيفيرت: "الدفع الكهربائي هو العنصر الحاسم، إنه ما يجعل هذا التحول ممكناً، كما يجعله مستداماً".
الجانبُ المستدامُ للتّكنولوجيا الكهربائيةِ ذو أهميّةٍ خاصّةٍ. فمركباتُ الأجرةِ الطّائرةِ ليست فقط من أجلِ تجنّبِ الازدحامِ المروريّ. لكن لا تُسئ فهمي، أدرك تماماً أنّ هذا جزءٌ كبيرٌ وهامٌّ من الفائدةِ المرجوةِ، لكنّه ليس الوحيدُ.
يوضّحُ بيفيرت: "هذا هو ما يجعلُ بناءَ طائرةٍ يمكنها الإقلاعُ والهبوطُ عموديّاً أمراً ممكناً. الطّاقةُ هي ما يلزمُ للإقلاعِ، ولكن عزمَ الدّورانِ هو ما يلزمُ لجعلها هادئةٌ، لذلك نضبط مراوحنا على سرعاتٍ طرَفيةٍ منخفضةٍ جدّاً، وهو ما يفعِّل البصمةَ الصوتيّةَ الهادئةَ. مركباتنا أهْدأُ من الطّائراتِ الهليكوبتر بـ 100 مرّةٍ... ونعتقدُ أنّ هذا أمرٌ حيويّ كي تستقبل المجتمعاتُ مركباتنا الطّائرة بترحابٍ".
شاهد أيضاً: كيف تبرر اقتناءك طائرة خاصة أو سائقاً خاصاً
تمّ تصميمُ المركبةِ الطّائرةِ Joby S4 لنقلِ أربعةِ ركابٍ، بإجمالي وزنٍ يصلُ إلى 1000 رطلٍ من الحمولةِ. عندَ الإطلاقِ، تتوقّعُ الشّركةُ أن تكون التّسعيرةُ مشابهةً لتلك التي تقدّمها شركةُ أوبر في خدمتها الفاخرة "أوبر بلاك Uber Black"، وهي خدمةُ مشاركةِ الرّكوبِ الرّاقيةِ التي تقدّمها الشّركةُ.
لا يمكننا القولُ إنّه لا توجدُ تحدّياتٌ. فمن الواضحِ أنّ مركبةَ طائرةٍ ذات إقلاعٍ وهبوطٍ عموديّ ستحتاجُ إلى مكانٍ للإقلاعِ والهبوطِ، وهذا يتطلّبُ التّعاون مع المجتمعاتِ لبناءِ "محطّاتٍ عموديّةٍ"، وشراكةٍ Joby مع Delta تهدفُ إلى توفيرِ وسائلِ النّقلِ من وإلى المطاراتِ في نيويورك ولوس أنجلوس.
يقولُ بيفيرت: "هذه الطّرقُ إلى المطاراتِ يتمّ استخدامها بشكلٍ كثيفٍ جدّاً. وكثيرٌ من الأشخاصِ يتنقّلون في كلا الاتجاهين على تلك الطّرقِ. ولذلك، عندما نبدأ في تقديمِ الخدمةِ، فهذه هي الطرقُ التي يمكننا توفيرها بأكثر النّقاطِ السّعريةِ إغراءً."
صرّحَ عمدةُ مدينةِ نيويورك، إيريك آدمز Eric Adams، خلال مؤتمرٍ صحفيّ يوم الأحد، بأن المدينةَ تخطّطُ لتحويلِ طاقتها إلى الكهرباءِ في اثنين من ثلاثة موانئٍ للطّائراتِ الهليكوبترِ في مانهاتن لاستيعابِ هذه الرّحلاتِ. هذه خطوةٌ واضحةٌ أولى لجعلِ هذا النّوعِ من السّفرِ ممكناً بمقياسٍ يصنعُ فرقاً ويتركُ أثراً ملموساً. وفي هذه الأثناء، تقوم Joby ببناء مرفقٍ في دايتون، أوهايو Dayton, Ohio، ستصنِّع فيه 500 مركبة طائرة سنوياً بحلولِ نهايةِ عام 2025، بهدف توسيعِ الخدمةِ بما لا يقتصر فقط على المطارِ.
شاهد أيضاً: الطاقة البديلة.. ماذا لو اختفى الوقود من كوكب الأرض؟
ويوضّح بيفيرت: "مع مرورِ الوقتِ، ومع بناءِ مزيدٍ من البنيّةِ التّحتيّةِ الأرضيّةِ، وتكثيفِ شبكتنا، سنكون قادرين على تقديمِ هذه الخدمةِ في المزيدِ من الرّحلاتِ ذات الكثافةِ الخفيفةِ، لأنّ هناك نسبةٌ أكبر من الأشخاصِ الذين سيستخدمون هذه الخدمة. وبهذا سنلمسُ هذه التّأثيراتِ المثيرةِ حقّاً للشبكةِ، والتي تتيحُ لنا التوسّعُ مع مرورِ الوقتِ".
عندما يحدثُ ذلك، لا تقتصر الفائدةُ على جعلِ السّفرِ أسهل، بل تتعدّى ذلك لتجعله أكثر استدامةً وأقلّ إزعاجاً. فمركباتُ الأجرةِ الطائرةُ لن تكتفِ بتحسينِ تجربةِ السّفرِ، بل لديها القدرة على تقليلِ كميّةِ الوقودِ المستهلكةِ، لتشغيلِ كلّ تلك السّيارات المحاصرةِ في الزّحامِ.