إيجابيات العمل الجماعي: اجعل فريقك بطل المهمات المستحيلة!
العمل بروح الفريق مفتاحٌ لتحقيق الأهداف الكبيرة التي يصعب تحقيقها بشكلٍ فرديٍ، ممّا يُسهم في تطوير الأداء وزيادة الإنتاجيّة في بيئات العمل المختلفة
قد يكون النَّمل من الحشرات الَّتي لا تحبُّها، إلَّا أنَّك لا تستطيع إلَّا أن تتعلَّمَ منها إيجابيَّات العمل الجماعيّ، حيث تجتمع النَّملات لتتعاون على رفع قطعة طعامٍ تفوق حجمها عدَّة مراتٍ، على الرَّغم من صغرهم إلَّا أنَّ تعاونهم الجماعيَّ وتنسيقهم الدَّقيق يجعل المستحيل ممكناً، وأنت أيضاً تستطيع أن تجعل من فريقكَ، فريق المهمَّات المستحيلة إن نجحت بتعليمهم مهارات العمل الجماعيّ.
نعم إنَّ العمل الجماعي وإتقان العمل هو المفتاح لتحقيق الأهداف الكبيرة الَّتي يصعب تحقيقها بشكلٍ فرديٍّ، إن كنت مقتنعاً، تعال نستكشف سويَّاً كيف يمكننا تغيير قواعد اللُّعبة وجعلها جماعيّةً.
إيجابيات العمل الجماعي وتعريفه
تتجلَّى إيجابيَّات العمل الجماعي في القدرة على تحقيق الأهداف المشتركة بفعاليَّةٍ وكفاءةٍ أكبر من العمل الفرديّ، وذلك لأنّ تنوُّع المهارات وتبادل الأفكار، يساعد الفريق أن يصبحَ أكثر قدرةً على الابتكار وحلّ المشكلات بشكلٍ إبداعيٍّ، فما هو العمل الجماعي إذاً؟
يحدث العمل الجماعي عندما يتعاون مجموعةٌ من الأشخاص لتحقيق هدفٍ مشتركٍ، سواء كان ذلك الهدف مهنيّاً أو شخصيّاً، مثلاً قد يتعاون أفراد الفريق لنقل أريكةٍ إلى الطَّابق العلويّ، أو لإطلاق مشروع عملٍ، أو حتَّى للفوز بمباراة كرة قدمٍ. وعلى الرَّغم من أنَّ تعريف العمل الجماعي يبدو بسيطاً جداً، لكنَّ تطبيقه بنجاحٍ غالباً ما يكون أكثر تعقيداً ممَّا يبدو، والتَّحوُّل إلى فريقٍ فعَّالٍ ومتناسقٍ يتطلَّب الكثير من التَّدريب، وبعض الإرشاد كذلك.
فالعمل الجماعي بالنّسبة لك قد يعني شيئاً مختلفاً عمَّا يعنيه لزميلك، الأمر الآخر الَّذي من المهمّ معرفته أنَّه ليست كلُّ أنواع العمل تحتاج إلى فريقٍ، وبعض المهام قد تكون أسهل وأسرع إن فعلها شخصٌ واحدٌ بمفرده.
شاهد أيضاً: مثال على فريق عمل ناجح: كيف يصنع التعاون إنجازات استثنائية؟
ما هي إيجابيات العمل الجماعي؟
سواء كنت قد بدأت للتَّوّ في وظيفتك الجديدة، أو كنت قائد الفريق أو المدير، فإنَّ العمل الجماعي الفعَّال يعود بالفائدة على الجميع دون استثناءٍ، كما أنَّ تحقيق النَّجاح في بيئة العمل يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على كيفيَّة تعاون الأفراد معاً لتحقيق الأهداف المشتركة، وإليك أربعٌ من أبرز فوائد العمل الجماعي في أيّ بيئة عملٍ: [1]
مصدر قويّ للتّحفيز والإلهام
يُمثّل العمل الجماعي قوّةً دافعةً للإنتاجيَّة، عندما يبدأ أعضاء الفريق في العمل معاً، سيلمسون تأثير التَّعاون في تحقيق الأهداف بسرعةٍ وكفاءةٍ أكبر، كذلك فإنَّ نجاح الفريق في تحقيق محطَّاتٍ أو مراحل معيَّنةٍ من العمل يُسهِم في تحفيز كلِّ فردٍ على المضي قدماً نحو الأهداف التَّالية، حتَّى في مواجهة التَّحدّيات.
إدارة الصّراعات بشكلٍ أكثر إنتاجيّة
لا يخلو أيُّ فريقٍ من الخلافات أو التَّوتُّرات بين أعضائه، ومن إيجابيَّات العمل الجماعيّ الفعَّال أنَّه يساعد على تطوير أساليب أكثر نضجاً للتَّعامل مع هذه الخلافات، ومن خلال تعزيز التَّواصل المفتوح، يُمكن للفريق أن يعمل على حلّ المشكلات بطرقٍ بنّاءةٍ واحترافيَّةٍ، بعيداً عن التَّناحر أو التَّوتُّر الدَّائم، تذكَّر أنَّ ما يجعل الفريق ناجحاً ليس غياب الصّراعات، بل كيفيَّة التَّعامل معها، والعمل الجماعي يساعد على استثمار التَّنوُّع في الآراء والتَّجارب لصالح الفريق، من خلال تحدّي الافتراضات، والنّقاش البنَّاء، وأحياناً التَّوصل إلى حلولٍ وسطٍ.
تطوير العلاقات المهنيّة وبناء فريقٍ متكاملٍ
عندما يعمل الأفراد معاً في إطار فريقٍ، فإنَّهم لا يتعرَّفون فقط على المهارات والقدرات المهنيَّة لبعضهم بعضاً، بل يكتشفون أيضاً شخصيَّاتهم وأسلوب تفكيرهم، هذا التَّفاعل المستمرُّ يُسهم في تعزيز العلاقات المهنيَّة على مستوى أعمق، حيث يمكن للأفراد أن يستفيدوا من خبرات زملائهم بشكلٍ مباشرٍ، بالإضافة إلى ذلك قد تنشأ فرصٌ جديدةٌ للتَّوجيه والإرشاد المهنيّ داخل الفريق، ممَّا يُعزّز من تكامل الفريق وقدرته على مواجهة التَّحدّيات المستقبليَّة بشكلٍ أقوى.
تحقيق أهداف أكبر وأكثر طموحاً
عندما يُثبت الفريق فعاليَّته، ويُحقِّق الأهداف المطلوبة منه بنجاحٍ، سيشعر الجميع برغبةٍ في السَّعي وراء أهدافٍ أكبر وأكثر طموحاً، وهنا تبرز أهميَّة العمل الجماعي النَّاجح بكونه لا يسمح بالرُّكود أو الاكتفاء بما تمَّ تحقيقه، بل يدفع الجميع، من المدراء إلى الموظَّفين، باتّجاه السَّعي لتحسين مهاراتهم وتطوير أنفسهم، وهذا التَّوسُّع في الطُّموحات يُشجّع الفرق على تحقيق إنجازاتٍ تفوق التَّوقُّعات، ويُحفِّز الإدارة على وضع أهدافٍ جديدةٍ تتناسب مع الإمكانات المتزايدة للفريق.
لا يمكن حصر فوائد العمل الجماعي وإيجابيَّاته بالنّسبة للشَّركات والمشاريع، ومع ذلك من المهمّ أن ينتبه المدراء وقادة المشاريع إلى الخصائص الَّتي تساعدهم في معرفة إن كان الموظَّفون يعملون بشكلٍ جماعيٍّ.
بمفردنا يمكننا أن نفعل القليل جداً، ومعاً يمكننا أن نفعل الكثير - الأديبة الأميركيَّة هيلين كيلر
خصائص العمل الجماعي: ست علامات للفريق الفعّال
من المؤكَّد أنَّك قد سمعت من قبل عن شخصٍ لا يجيد العمل ضمن فريقٍ، وفي بعض الأحيان يُمكن أن تنظرَ إلى فريقٍ، وتلاحظ أنَّهم لا يعملون معاً بشكلٍ جيدٍ. ونحن هنا لا نتحدَّث عن معايير الأداء الفرديّ لأعضاء الفريق، بل عن المؤشّرات الَّتي تدلُّ على أنَّ الفريق يعمل بتجانسٍ وفعاليَّةٍ، هذه الدّيناميكيَّات يُمكن ملاحظتها ليس فقط في فرق العمل المهنيَّة، ولكن أيضاً في الفرق الرّياضيَّة أو حتَّى مجموعات الأصدقاء الَّذين يلعبون ألعاب المعلومات العامَّة.
فكيف يُمكن أن تعلمَ ما إذا كان فريقكَ يعمل بتناغمٍ وفعاليَّةٍ؟ دعني أُقدِّم لك 6 خصائص أو مؤشِّراتٍ يُمكن أن تساعدك. [1]
أسلوب قيادة يتّسم بالعدالة والتّواصل الفعّال
يمتاز الفريق الَّذي يُحقّق النَّجاح بقيادةٍ تتّخذ القرارات بناءً على أسسٍ عادلةٍ ومتوازنةٍ، فالقائد الفعَّال يستمع لجميع الآراء، ويُوفِّر تواصلاً مفتوحاً وواضحاً، ممَّا يسمح بتوجيه الفريق نحو تحقيق أهدافه المشتركة.
ثقة أعضاء الفريق بتقديم أفكارهم ومهاراتهم
من سمات العمل الجماعي النَّاجح أن يشعر كلُّ فردٍ في الفريق بالثّقة لتقديم مساهماته، سواء كانت أفكاراً جديدةً أو مهاراتٍ معيّنةً، هذه البيئة الإيجابيَّة تجعل الجميع يشعرون بأنَّ لديهم دوراً فعّالاً في تحقيق نجاح الفريق.
التّرحيب بالتّغذية الرّاجعة بدلاً من تثبيطها
يُرحّب الفريق الفعَّال بالتَّغذية الرَّاجعة (Feedback) ويعدُّها فرصةً للتَّعلُّم والتَّحسين، بدلاً من اعتبارها نقداً سلبيّاً، هذه السّمة تُعزّز من تطوُّر الفريق، وتساعد في تجنُّب الأخطاء المُتكرّرة.
الأخطاء ليست نهاية العالم
الأخطاء في الفريق الجيّد لا تؤدّي إلى الفشل، بل تعدُّ جزءاً من عمليَّة التَّعلُّم، فعندما يرتكب أحد الأعضاء خطأً، يتدخَّل الآخرون لدعمه وتوجيهه، إذ يُعزّز هذا التَّفاعل الإيجابيُّ الرُّوح الجماعيَّة، ويُقلِّل من الضُّغوط الفرديَّة، وهذا أحد أهمّ إيجابيَّات العمل الجماعي.
الصّبر سمةٌ سائدةٌ
من الضَّروريّ أن يتحلَّى أعضاء الفريق بالصَّبر، خاصّةً تجاه أولئك الَّذين ما يزالون يتعلَّمون مهارات العمل الجماعي، أو يكتسبون خبراتٍ جديدةً، فالفريق النَّاجح لا يتسرَّع في إصدار الأحكام، أو يشعر بالإحباط من الأعضاء الجدد أو الأقلّ خبرةً.
عندما تتوفَّر هذه الخصائص في فريق العمل، فلن يصبحَ النَّجاح هدفاً فقط، بل نتيجةً طبيعيَّةً لتعاون وتكامل الجهود، ومع ذلك سيكون من المفيد لك كمديرٍ أن تنمِّي مهارات العمل الجماعي بين موظَّفيك وتذكُّرهم بها دائماً.
الموهبة تفوز بالمباريات، لكن العمل الجماعي والذَّكاء يفوزان بالبطولات - بطل كرة السلة مايكل جوردان
مهارات العمل الجماعي: سرّ التّناغم!
تتكوَّن مهارات العمل الجماعي من مجموعةٍ من المهارات الشَّخصيَّة الَّتي يُمكنك تطويرها مع الوقت، واكتسابها لا يحتاج منك الكثير من الجهد، دعنا نحاول مساعدتك وإخبارك عن 7 من أهمّ الصّفات الَّتي تساعدك على تحسين مهاراتك في العمل الجماعي. [2]
التّواصل
هل تتذكَّر لعبة "الهاتف المكسور" الَّتي كُنّا نلعبها في طفولتنا، حيث تبدأ اللُّعبة بجملةٍ، وتنتهي بكلماتٍ غير مفهومةٍ؟ حسناً، هذا ما يحدث في فرق العمل إذا كان التَّواصل غير واضحٍ، القدرة على توصيل الأفكار والمعلومات بطريقةٍ بسيطةٍ وفعّالةٍ هو أساس نجاح الفريق، سواء كان ذلك في اجتماعٍ أو حتَّى في رسالة بريد إلكتروني، فإنَّ التَّواصل الواضح يمنع سوء الفهم، ويجعل الجميع على نفس المستوى.
تحمّل المسؤوليّة
تخيَّل أنَّ فريقك هو مثل فرقةٍ موسيقيَّةٍ، كلُّ عضوٍ لديه دوره الخاصّ، أحدهم يعزف على الجيتار والآخر يقرع الطُّبول، إذا قرَّر عازف الجيتار التَّوقُّف عن العزف فجأةً، ستشعر الفرقة كلُّها بالفوضى، نفس الشَّيء يحدث في العمل الجماعي؛ كلُّ شخصٍ يجب أن يتحمَّلَ مسؤوليَّة مهامه، ويؤدّيها بدقَّةٍ، وفي الوقت المحدَّد، عندما يتحمَّل كلُّ عضوٍ في الفريق مسؤوليَّة عمله، تصبح النَّتيجة النّهائيَّة سمفونيَّةً متناغمةً، لا جوقةً مختلَّةً الإيقاع.
الصّدق
الصّدق ليس مجرَّد فضيلةٍ أخلاقيَّةٍ، بل هو أمرٌ ضروريٌّ في بيئة العمل، إذا كُنت في منتصف مشروع وواجهتك مشكلةً، فمن الأفضل أن تكونَ صريحاً مع فريقك بدلاً من محاولة التَّستُّر عليها، فالصّدق في الفريق يشبه مفتاح الطَّوارئ؛ قد يكون غير مريحٍ في البداية، لكنَّه في النّهاية ينقذ الموقف، ويساعد الفريق على التَّغلُّب على العقبات، وبالتَّالي التَّمتُّع بكلّ إيجابيات العمل الجماعي ومزاياه.
شاهد أيضاً: فن القيادة المثالية: دروس في تحمّل المسؤولية وتوجيه الفرق
الاستماع الفعّال
الاستماع الفعَّال ليس مجرَّد سماع ما يقوله الآخرون، بل هو الاهتمام الحقيقيُّ بما يقولونه، إذا كُنتَ قد حضرت اجتماعاً حيث الجميع يتحدَّث، لكن لا أحد يستمع، فستدرك أهميَّة هذه المهارة، فالاستماع الفعَّال يمنح زملاءك الثّقة بأنَّ أفكارهم مهمَّةٌ، وأنَّك تأخذها بعين الاعتبار، وفي العمل الجماعي، هذه الثّقة هي وقود النَّجاح.
التّعاطف
كلُّنا نمرُّ بيومٍ سيئٍ أحياناً، سواءً انسكبت القهوة على القميص الأبيض في الصَّباح، أو تعطُّل المصعد في منتصف الطَّابق، والتَّعاطف مع زملائك في تلك اللَّحظات يمكن أن يحوّل يومهم من كارثيٍّ إلى قابل للتَّحمُّل، إذ إنّ فهم مشاعر زملائك والتَّفاعل معها يجعل بيئة العمل أكثر إنسانيّةً وأقلّ توتُّراً، ممَّا ينعكس إيجابيّاً على أداء الفريق.
التّعاون
العمل الجماعي ليس مجرَّد جمع عدَّة أشخاصٍ في غرفةٍ واحدةٍ والقول لهم "اعملوا معاً"، فالتَّعاون يعني أنَّ كلّ عضوٍ في الفريق يُسهِم بمهاراته الخاصَّة لتحقيق الهدف المشترك، مثل فرقةٍ مسرحيَّةٍ، حيث كلُّ ممثّلٍ يؤدِّي دوره بإتقانٍ، لكنَّ القصَّة لا تكتمل إلَّا بتضافر جهود الجميع، سواء كان ذلك من خلال مشاركة الأفكار أو مساعدة زميلٍ في تصحيح مسار مشروعٍ، وبالعموم يرفع التَّعاون مستوى الأداء العامّ.
الوعي بديناميكيّات الفريق
إذا كان لديك شخصٌ في الفريق يتحدَّث طوال الوقت ويحتكر النّقاش، فقد يكون هناك شخصٌ آخر متردّدٌ يخفي فكرةً مذهلةً خلف صمته، هنا يأتي دور الوعي بديناميكيَّات الفريق، مثل قائد أوركسترا ماهرٍ، تحتاج إلى التَّأكُّد من أنَّ كلّ صوتٍ يُسمع ويُقدِّر، لا تدع الأصوات المرتفعة تطغى على الأفكار المهمَّة، ولا تدع الصَّمت يكون سبباً لتجاهل إسهاماتٍ قيّمةٍ.
سواءً كنت على أعتاب بداية مسيرتك المهنيَّة، أو في قمَّة هرم القيادة، ستجد نفسك مضطراً للعمل مع الآخرين في كلِّ مرحلةٍ؛ لذا تأكَّد من امتلاك مهارات العمل الجماعي، الَّتي ربَّما تكون بوابتك لفرصٍ مهنيَّةٍ غير متوقَّعةٍ، سواء كانت ترقيّةً أو مشروعاً جديداً أو حتَّى اكتشاف شريكٍ جديدٍ لوجبة الغداء!
قوَّة الفريق تكمن في كلّ عضوٍ على حدة، وقوَّة كلّ عضوٍ هي الفريق - لاعب كرة السَّلَّة السَّابق فيل جاكسون
تحديات العمل الجماعي: احذر العوائق الخفيّة!
على الرَّغم من إيجابيَّات العمل الجماعي وأهميته بوصفه عنصراً حاسماً لتحقيق النَّجاحات الكبيرة، إلَّا أنَّ هناك تحدياتٍ يمكن أن تعرقلَ تقدُّم الفريق، وتؤثِّر على أدائه بشكلٍ كبيرٍ.
سوء التّواصل
في فقرة مهارات العمل الجماعي، برزت مهارة التَّواصل كواحدةٍ من أهمِّ تلك المهارات، وبطبيعة الحال، فإنَّ سوء التَّواصل أحد أبرز تحدِّيات عمل الفرق وتعاونها، حيث لا يتمُّ تبادل المعلومات بوضوحٍ، أو يتمُّ تفسير التَّعليمات بشكلٍ غير دقيقٍ، ما يمكن أن يُحدث إرباكاً بين الزُّملاء، ويؤدّي إلى تأخير المهام أو تنفيذها بطريقةٍ غير صحيحةٍ.
الخلافات الشّخصيّة
تبرز أهميَّة العمل الجماعي في العمل بروح الفريق، وبالتَّالي فإنَّ الخلافات الشَّخصيَّة تُمثّل تحدِّياً كبيراً لا يقلُّ خطورةً عن سوء التَّواصل، فالتَّنوُّع في الشَّخصيَّات ووجهات النَّظر قد يكون مصدر إلهامٍ وإبداعٍ، ولكنَّه قد يؤدّي أحياناً إلى صراعاتٍ تحتاج إلى إدارةٍ حكيمةٍ، والتَّعامل مع هذه الخلافات بفعاليَّةٍ يتطلَّب مهاراتٍ خاصَّةً في حلّ النّزاعات لضمان بقاء الفريق مركّزاً على الأهداف المشتركة.
غياب التّوازن في توزيع المهام
أحد التَّحدّيات الشَّائعة أيضاً، هو غياب التَّوازن في توزيع المهام، فبحال شعر أحد أعضاء الفريق أنَّه يتحمَّل عبئاً أكبر من باقي زملائه، قد ينشأ شعور بالإحباط أو الاستياء، وهو ما يؤثّر سلباً على العمل الجماعي وروح الفريق، ويُقلِّل من إنتاجيَّته.
لذا من الضَّروري أن تكون الإدارة والفريق مدركين لهذه التَّحدّيات، ويعملون على تحسين التَّواصل الدَّاخليّ وبناء بيئةٍ متعاونةٍ تضمن توازن الجهود وتُحقِّق النَّجاح المشترك.
سواء كُنت موظّفاً يبحث عن النُّموّ والتَّطوُّر أو مديراً يطمح إلى النَّجاح وترك بصمته الخاصَّة، فإنَّك تحتاج أن تقطفَ إيجابيَّات العمل الجماعي لتحظى بما تريد، للأسف ليست هناك شجرةٌ تقطف عنها بكلّ سهولةٍ كما لو أنَّك بنزهةٍ ريفيَّةٍ خارج زحام المدينة، يتطلَّب الأمر منك الكثير من الجهد والإرشاد والعمل.