إيلون ماسك Elon Musk يتهم المعلنين بالابتزاز ثم يخبرهم بحقيقة شعوره
إنه يتعّلم بالطريقة الصعبة مدى أهمية الثقة في عالم الأعمال.
بقلم جيسون آيتن Jason Aten، كاتب عمود في التكنولوجيا.
في مقابلةٍ واسعةٍ ومتنوّعةٍ في "قمّة ديل بوك DealBook Summit" التّابعة لنيويورك تايمز مع أندرو روس سوركين Andrew Ross Sorkin ، تناول إيلون ماسك الجدل الذي أُثيرَ حول منشوراته الأخيرة التي تم تفسيرها على أنّها معاديّةٌ للسّاميةِ. "من بين جميع المنشورات التي قد قمت بها على المنصّة -وقد تكون هناك حوالي 30,000- في بعض الأحيان قد أقول شيئاً غبياً"، قال ماسك. "أنا آسف لتلك التّغريدة أو المنشور، كان أمراً غبيّاً أن أقوم بذلك". [1]
كان ماسك يشير إلى ردّه على رسالةٍ نشرت نظريّةَ مؤامرةِ معاداةِ اليهود. أحدث هذا المنشور ردود فعلٍ هائلةً، بما في ذلك من المعلنين الذين هربت إعلاناتهم من المنصّة. ولا يتضّح لنا الآن إن كان اعتذاره سيغيّر آراء معلنيه، الذين يبدو أنّهم قرّروا بصورةٍ عامّةٍ أن مخاطر السمعة بسبب الإعلان على "إكس" لا تستحقّ العائد المُحتمل.
عندما سُئل عن تأثير ذلك على "إكس"، الشّركة المعروفة سابقاً بتويتر، جاء رد ماسك جريئاً متحديّاً. "إذا كان شخصٌ ما سيحاول أن يبتزّني من خلال الإعلانات، أو يبتزني بالمال، فليذهب إلى الجحيم"، قال ماسك. "بمن في ذلك بوب"، أضاف، مشيراً إلى الرّئيس التّنفيذي لشركة ديزني بوب آيجر Bob Iger الذي كان على المسرح في وقت سابقٍ من الحدث، وعندما حاول روس سوركين الرد، أكّد ماسك على رأيه مرّةً أخرى، قائلاً "اذهب إلى الجحيم".
شاهد أيضاً: نظرة معمّقة على "Grok": إبداع إيلون ماسك الجديد يتحدّى "ChatGPT"
تابع ماسك ليدّعي أن المعلنين سيقضون على الشّركة، وحاول روس سوركين الرد، معتبراً أن حجّة المعلنين قد تكون أن قرارات ماسك وأفعاله العامّة هي التي قد تنهي الشركة، لم يوافق ماسك على ذلك، واقترح أنّ: "الأرض Earth ستكون هي القاضي".
انتقلت المقابلةِ إلى العديدِ من المواضيع، بما في ذلك الانحراف المفاجئ حول ما إذا كان هناك فعلاً وجود للكائنات الفضائيّة. وعلى الرّغم من كل ذلك، كان هناك درساً قويّاً يتجلّى فيه تعليق روس سوركين.
"أنت تقول إنّني لا أهتمّ إذا كان أحد يحبّني أم يكرهني"، رد روس سوركين: "لكن بناءً على سلطتك وما حققته، وأهميتك، أعتقد أنّك تريد أن تكون موضعَ ثقة".
لكن ماسك أجاب بأنّ كونه موضع ثقةٍ بشكلٍ شخصيٍّ لا يتعلّق فيما إذا كانت الصّواريخ التي تصنعها شركة سبيس إكس Space X هي الأكثرُ موثوقيّةً في العالم، أو إذا كانت السّيارات التي تصنعها تيسلا هي الأفضل في العالم. في الحقيقة لا أعتقد أنّ ذلك صحيح، بل أعتقد أنّ ماسك يستهين بأهميّة أن يكون موضعَ ثقةٍ على المدى الطويل.
بالطّبع، كان ماسك ناجحاً للغاية على الرّغم من عيوبه وسلبياته الشّخصيّة.
شاهد أيضاً: الخطوة الأولى نحو التميّز القيادي المستدام والأصيل
مع اقتراب المقابلة من الختام، تحدّث ماسك عن أهميّة أن يصبحَ الإنسان جنساً متعدّد الكواكب، أي أنّه في رأيه، تعتمدُ استمراريّة الجنس البشريّ على قدرتنا على استعمارِ الكواكب الأخرى في نهاية المطاف. ويبدو بالتّأكيد أنّ الثّقة هي أصلٌ ثمينٌ إذا كان الأمر يتعلّقُ بإقناع النّاس بأنّهم يجب أن يغادروا الأرض على متن سفينةٍ فضائيّةٍ.
في الواقع، قد يكون هذا هو الدّرس الأهمّ على الإطلاق، والذي لا يبدو أنّ ماسك يفهمه. رغم كل نجاحاته، يزداد عدد الأشخاص الذين ببساطةٍ لا يثقون به. حتّى الآن، لم يبدُ ذلك عائقاً أمام صنع السّيارات أو إطلاق الصّواريخ. صحيح أن شركاته لم تكن ناجحةً فقط، بل كان لها تأثيرٌ تحويليٌّ في صناعاتها. أنشئ أيّة حجةٍ تريدها بشأن ماسك، ولكن تسلا هي الشّركة الأكثر نجاحاً في صناعة السّيارات خلال العقد الماضي، وقد أثّرت على كلّ مركبةٍ كهربائيّةٍ تم صنعها خلال تلك الفترةِ.
ومع ذلك، يبدو أنّ إنجازاتِ ماسك الكبيرة لا تأتي دون تكلفةٍ، لا أعرف كيفيّة قياس تلك التّكلفة، ولكنّني متأكدٌ أنّه في وقت ما، سيكتشف ماسك ذلك. وسيكون السّؤال الوحيد هو كم من شركاته ستفشلُ بحلول ذلك الوقت؟ قد يكون هذا هو الدّرس الأكثر قسوةً على الإطلاق.