ابتكارات دون سبق إصرار: قصة بندقية الماء "السوبر سوكر"
كيف تحولت لحظة إلهام غير متوقعة في مختبر ناسا إلى واحدة من أشهر الألعاب في العالم؟
ما أصل الابتكار؟ في كثيرٍ من الأحيان، ينبع الابتكار من الحاجة الشَّخصيَّة أو مشكلةٍ محدَّدةٍ يواجهها الشَّخص في حياته اليوميَّة، كما أنّ قصص الابتكارات التي نتعرَّض لها يوميَّاً تكشف عن حقيقةٍ بسيطةٍ، فالابتكار لا يأتي دائماً من مختبرات البحث أو عباقرة الهندسة، بل يمكن أن يأتي من أشخاصٍ عاديّين واجهوا مشكلاتٍ في حياتهم وقرَّروا البحث عن حلولٍ لها.
في حكاية هذا الأسبوع من سلسلتنا "ابتكاراتٌ دون سبق إصرارٍ"، نتطرَّق إلى قصَّةٍ لا تُنسى، قصَّة ابتكار "السَّوبر سوكر" (Super Soaker)، بندقيَّة الماء التي لطالما أضفت البهجة إلى قلوب الأطفال وحتَّى الكبار حول العالم، فهل تساءلت يوماً عن الطَّريقة التي أتت بها هذه اللُّعبة إلى الوجود، وكيف تحوَّلت من فكرةٍ بسيطةٍ في عقل مهندسٍ إلى واحدةٍ من أشهر الألعاب على الإطلاق؟
لوني جونسون، المهندس النَّووي والفضائيّ الذي كان يعمل على مشروعٍ لناسا، وجد الإلهام لاختراع "السُّوبر سوكر" بالصُّدفة أثناء تجاربه على نظام تبريدٍ جديدٍ في منزله، عندما وصلت المياه عبر فوهة النِّظام، انطلقت بقوَّة عبر الغرفة، ما أثار فكرة قد تبدو بسيطةً، لكنَّها كانت بدايةً لثورةٍ في عالم الألعاب.
بعد سنواتٍ من التَّطوير والبحث عن شركاءٍ للإنتاج، واجه جونسون تحدِّياتٍ عديدةٍ، منها التَّكلفة العالية للإنتاج وصعوبة إقناع الشَّركات بجدوى المنتج، ومع ذلك، لم يستسلم، وأخيراً، في معرض اللَّعب الأمريكيّ الدولي بنيويورك، لفت انتباه ممثّلي شركة "Larami"، الَّذين أبدوا اهتماماً بنموذجه الأوليّ.
السُّوبر سوكر، التي أطلقت أوَّل مرّةٍ في الأسواق خلال عام 1990 تحت اسم "Power Drencher"، لم تلقَ نجاحاً فوريَّاً فحسب، بل أصبحت ظاهرةً عالميَّةً، بفضل تصميمها الفريد وقدرتها على إطلاق المياه بقوَّةٍ ودقَّةٍ، بيعت ملايين الوحدات حول العالم، محقِّقةً أرباحاً تجاوزت المليار دولار.[1]
ما يميِّز قصَّة "السوبر سوكر" ليس فقط النَّجاح التِّجاريّ الذي حقَّقت، بل الدَّرس القيّم الذي يمكن أن نتعلّمه عن الإصرار والابتكار، لوني جونسون، الذي واجه العقبات بصبرٍ وعزيمةٍ، يذكِّرنا بأنَّ الفشلَ ليس نهاية المطاف بل هو خطوةٌ نحو النَّجاح.
شاهد أيضاً: 4 كتب لتعزيز التفكير الابتكاري والنجاح الريادي
على الرَّغم من أنَّ هذا الابتكار جاء بالصُّدفة، إلّا أنَّ الابتكار غالباً ما يأتي من الرَّغبة في حلِّ مشكلةٍ شخصيَّةٍ أو تحسين جانبٍ من جوانب الحياة اليوميَّة، والفضول والإصرار والرَّغبة في التَّحسين هي الدَّوافع التي تقود الأشخاص لتحويل الأفكار البسيطة إلى ابتكاراتٍ تغيُّر العالم، وفي المقال القادم من هذه السِّلسلة، سنستكشف قصَّة ابتكارٍ آخر نشأ من موقفٍ شخصيٍّ قد يبدو بسيطاً لبعضهم، ولكنَّه كان بدايةً لثورةٍ في مجاله، وسنغوص في قصِّة ابتكارٍ غيَّرت الطَّريقة التي ننظر بها إلى الأشياء اليوميَّة وكيف يمكن للإلهام أن يأتي من أكثر اللَّحظات غير المتوقَّعة.
لمزيدٍ من قصص النجاح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.