الرئيسية المفاهيم الرعاية الذاتية: خطوةٌ أولى نحو النجاح!

الرعاية الذاتية: خطوةٌ أولى نحو النجاح!

كيف يساعدك الاهتمام بالذات على تحقيق التّوازن بين حياتك الشّخصيّة والمهنيّة، وبناء نظامٍ مستدامٍ يُعزّز نجاحك على المدى الطّويل؟

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

لا يُمكن لأيّام العمل الشاقّ والجهد المستمرّ، الّتي قد تبدو في ظاهرها مليئةً بالحيويّة والإنجاز، أن تستمرّ إلى الأبد؛ هذه الأيّام المخصّصة لبناء وإدارة المشاريع تُنهك الطّاقة بمرور الوقت، ولا يمكن أن تُحافظ على وتيرتها سوى لفترةٍ محدودةٍ، قبل أن تبدأ في إظهار آثارها السّلبيّة على الصحّة الجسديّة والنفسيّة.

قدّم آندي دن، مؤسّس شركة "بونوبوس" (Bonobos)، مثالاً حيّاً في مقابلةٍ حديثةٍ مع مجلّة "إنك" (.Inc)، حيث ناقش التّحدّيات الّتي واجهها في موازنة قيادة شركته والاعتناء بنفسه، وبعد سلسلةٍ من التّجارب الشّخصيّة الّتي أثّرت في صحّته، أدرك الحاجة إلى تبنّي نهجٍ أكثر استدامةً لتحقيق النّجاح على المدى الطّويل.

أوصى دائماً، بصفتي مستشاراً للإنتاجيّة، عملائي بإعطاء الأولويّة للرعاية الذاتية للحفاظ على صحّتهم وسلامة أعمالهم. تعدّ الأيّام التّسعين الأولى من العام فرصةً ذهبيّةً لوضع أنظمةٍ متينةٍ وتبنّي عاداتٍ منتظمةٍ تدعم أهدافك طويلة الأمد، وإليك ما يمكنك فعله لتأسيس قاعدةٍ قويّةٍ وضمان نجاحك طوال العام.

نمِّ عقليّةً للرعاية الذاتية

ابدأ بالرعاية الذاتية من عقلك، حيث تؤثّر قناعاتك على أفعالك في حياتك الشّخصيّة والمهنيّة، فتعامل مع الرعاية الذاتية بقبولٍ وهدوءٍ دون مقاومةٍ أو أعذارٍ، واجعلها جزءاً طبيعيّاً من روتينك اليوميّ، تماماً كالشّهيق والزّفير عند التّنفّس، فعندما تتبنّى هذه العقليّة بسلاسةٍ، تسهل عليك اتّخاذ خطواتٍ تدعم صحّتك ورفاهيتك.

استخدم عباراتٍ إيجابيّةً تساعدك على تعزيز تفكيرك ودعم قناعاتك. على سبيل المثال، يمكنك القول: "عندما أعطي الأولويّة لرعايتي الذّاتيّة، فإنّني أدعم صحّتي الشّخصيّة، وأسهم في نجاح عملي". فهذه العبارات تذكّرك بقيمة الرعاية الذاتية وأثرها الإيجابيّ، كما يمكنك إنشاء عباراتٍ خاصّةٍ بك تعبّر عن احتياجاتك وأهدافك الشّخصيّة لتقوية هذا النّهج في حياتك اليوميّة.

ابدأ بتخصيص وقتٍ للرعاية الذاتية

خصّص وقتاً للرعاية الذاتية لضمان وجود مساحةٍ كافيةٍ للعناية بنفسك، إذ يساعدك هذا التّخطيط على بناء أساسٍ قويٍّ لرعايةٍ مستدامةٍ لنفسك وعملك على المدى الطّويل، فتحديد وقتٍ مسبقاً للرّعاية الذّاتيّة أكثر سهولةً وفعاليّةً من محاولة إضافتها في جدولٍ مزدحمٍ لاحقاً.

كما يمكنك إضافة هذه العناصر الأساسيّة التّالية إلى تقويمك:

  • ساعات تشغيل مشروعك.
  • أوقات بدء وانتهاء عملك.
  • فترات الغداء واستراحات القهوة.
  • وقتٍ مخصّصٍ للعائلة والأصدقاء.
  • أنشطةٍ بدنيّةٍ، وهواياتٍ، وأنشطةٍ شخصيّةٍ.
  • أوقات الإجازات والعطلات الشّخصيّة.

تذكّر أنّ تخصيص وقتٍ للرعاية الذاتية لا يعني تقليص وقت العمل أو التّأثير عليه سلباً. بدلاً من ذلك، يعتبر هذا التّخصيص استثماراً في صحّتك ورفاهيتك العامّة، ممّا ينعكس إيجابيّاً على إنتاجيّتك وأدائك، فبعد أن ترتّب أولويّاتك وتخصّص وقتاً للأنشطة الّتي تعزّز صحّتك النّفسيّة والجسديّة، يمكنك بعد ذلك إضافة مهامّ العمل ومسؤوليّاتك الأخرى بشكلٍ منظّمٍ ومتكاملٍ مع جدولك.

أعد تجهيز أدوات حلول الجدولة

واجه تحدّيات جدول الرعاية الذاتية قبل أن تحدث، حيث قد تتداخل طلبات المساعدين التّنفيذيّين، الموظّفين، العملاء، والمورّدون مع وقتك المخصّص، فقلّل هذه التّداخلات عبر إعداد أدواتٍ وحلولٍ مرنةٍ مسبقاً، ممّا يضمن وجود خطّةٍ واضحةٍ للتّعامل مع المواقف الصّعبة.

جرّب الأفكار التّالية لتسهيل إدارة جدولك الآن وفي المستقبل:

  • أضف فتراتٍ احتياطيّةً إلى جدولك لتلبية الطّلبات المفاجئة.
  • توقّع التّأخيرات، وأدرج وقتاً إضافيّاً للتّحضير للمشاريع.
  • عيّن شخصاً مسؤولاً للتّعامل مع الطّلبات الطّارئة أو خارج أوقات العمل.
  • عدّل أماكن الاجتماعات وأوقاتها وصيغها لتتناسب مع ظروفك.
  • صمّم نماذج لجداول بديلةٍ وخططاً يمكن لمساعدك تنفيذها في الحالات الطّارئة.

ثبّت جدول الرعاية الذاتية الخاص بك

بعد وضع جدول الرعاية الذاتية، احرص على الالتزام به وتنفيذه بانتظامٍ وبوعيٍ، إذ يساعدك هذا الالتزام على تحقيق أفضل النّتائج، واغتنم كلّ لحظةٍ خلال يومك لتطوير مهاراتك والحفاظ على توازنك، وراجع بعنايةٍ الرّسائل الواردة، المكالمات الهاتفيّة، النّصوص، البريد التّقليديّ، والتّفاعلات المختلفة،ثمّ طبّق تقنيّات الإنتاجيّة مثل التّفاوض، التّفويض، والتّواصل لتحقيق أفضل إدارةٍ لوقتك.

في حال تعارض طلبٌ معيّنٌ مع جدول الرعاية الذاتية، افعل الآتي:

  • تفاوض على تعديل التّرتيبات أو فوّض المهمّة لشخصٍ آخر.
  • إذا لم يكن هناك تعارضٌ، استخدم حكمك لاتّخاذ القرار الأنسب.

وتذكّر أنّ الظّروف الّتي تتطلّب العمل لوقتٍ متأخّرٍ أو معالجة طلباتٍ عاجلةٍ يجب أن تكون استثناءً وليست قاعدةً، فتعامل مع هذه الحالات كما يلزم، ثمّ عد سريعاً إلى جدولك المعتاد لضمان استمراريّة التّوازن والالتزام.

عدّل جدول الرعاية الذاتية حسب الحاجة

تابع حالتك النّفسيّة والجسديّة باستمرارٍ، وعدّل جدولك بما يناسب احتياجاتك، إذ لا يكفي وضع جدولٍ للرعاية الذاتية فقط÷ بل يجب أن تراقب تأثيره على حياتك، وتتعامل معه بمرونةٍلاحظ إن كانت هناك أوقاتٌ محدّدةٌ خلال اليوم تشعر فيها بالإرهاق أو الإجهاد، وحدّد الأسابيع الّتي تشهد ضغطاً أكبر من غيرها، وعدّل جدولك لتوفير وقتٍ إضافيٍّ للرّاحة واستعادة النّشاط، ثمّ أزل العناصر غير الضّروريّة، أو عدّلها، أو أعد ترتيب أولويّاتك لتصل إلى جدولٍ مستدامٍ يدعم توازنك واحتياجاتك الشّخصيّة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: