كيف تبني قائمة بريد إلكتروني تجلب لك المال؟

بالنّسبة لرائد الأعمال الجديد، قد يكون التّسويق تحدّياً محيّراً، فأيّ استراتيجيّةٍ رقميّةٍ تعدّ الأفضل؟ وهل لا تزال بعض الأساليب التّقليديّة فعّالةً؟ والأهمّ، كيف يمكنك توسيع نطاق عملك دون الحاجة إلى استثماراتٍ ضخمةٍ؟

في خضّم هذا الكمّ الهائل من الخيارات، أودّ أن أوجّه انتباهك إلى واحدةٍ من أكثر الأدوات فاعليّةً وأقلّها تكلفةً: التسويق عبر البريد الإلكترونيّ؛
هذه الأداة ليست مجرّد خيارٍ إضافيٍّ، بل هي استراتيجيّةٌ جوهريّةٌ أثبتت قدرتها على تحقيق نتائج مذهلةٍ. فالتّقارير تشير إلى أنّ كلّ دولارٍ يستثمر في التّسويق عبر البريد الإلكترونيّ يعود بعائدٍ يصل إلى ستة وثلاثين دولاراً، ممّا يجعله القناة التّسويقيّة الأعلى من حيث العائد على الاستثمار. ورغم ذلك، نجد أنّ الكثير من أصحاب الأعمال الصّغيرة إمّا يتجاهلون بناء قائمتهم البريديّة، أو يفشلون في الاستفادة منها بالشّكل الصّحيح. ولكن لا داعي للقلق، فالخبر السّارّ هو أنّ بناء قائمةٍ بريديّةٍ مربحةٍ ليس بالأمر الصّعب، بل يعتمد على خطوتين أساسيّتين.

صمّم عرضاً تحفيزيّاً يجذب اهتمام الناس

لن ينضمّ أحدٌ إلى قائمتك البريديّة لمجرّد رغبتك في البيع لهم، ولن يمنحك الجمهور عنوان بريده الإلكترونيّ، إلّا إذا قدّمت له شيئاً ذا قيمةٍ مقابل ذلك. وهنا يأتي دور مغناطيس الجذب، وهو عرضٌ محفّزٌ يشجّع الزّوّار على الاشتراك في قائمتك، ويمكن أن يكون مغناطيس الجذب أيّ شيءٍ مفيدٍ، مثل:

• قائمة مراجعةٍ مجّانيّةٍ (Checklist) تساعد الجمهور على حلّ مشكلةٍ معيّنةٍ.
• كتابٌ إلكترونيٌّ قصيرٌ (E-book) يحتوي على معلوماتٍ قيمةٍ.
• درسٌ فيديو تعليميٌّ يقدّم نصائح عمليّةً.
• كوبونٌ خصمٍ أو عرضٌ حصريٌّ لتحفيز الشّراء.

لكنّ المفتاح الأساسيّ هنا هو أن يكون العرض ذا قيمةٍ فعليّةٍ لحلّ مشكلةٍ تشغل جمهورك المستهدف. فكلّما زادت أهمّيّته، زادت احتماليّة انضمام الأشخاص إلى قائمتك البريديّة.

كما أنّ أقوى وسيلةٍ لجذب العملاء هي "الدّورة البريديّة التّلقائيّة" (Automated Email Course - AEC) على مدى سنواتٍ من التّجربة، وجدت أنّ الدّورة البريديّة التّلقائيّة تتفوّق باستمرارٍ على جميع أنواع وسائل الجذب الأخرى، وغالباً ما تحقّق معدّلات اشتراكٍ تصل إلى خمسين في المئةٍ، مقارنةً بخمسة في المئةٍ إلى عشرين في المئةٍ في الخيارات التّقليديّة الأخرى.

ما هي الدورة البريدية التلقائية؟

هي سلسلةٌ من الرّسائل التّعليميّة تُرسل تلقائيّاً عبر البريد الإلكتروني على مدى عدّة أيّامٍ، بحيث يتلقّى المشترك درساً أو معلومةً قيمةً كلّ يومٍ.
بعد أن يستفيد المشترك من هذه المعلومات المجّانيّة، يصبح أكثر استعداداً للانخراط مع علامتك التّجاريّة وشراء خدماتك. ومثالٌ عمليٌّ على ذلك: لنفترض أنّك مستشارٌ يساعد روّاد الأعمال على إطلاق مشاريعهم في الهند، ولديك خياران لإنشاء عرضٍ تحفيزيٍّ:

• ملفّ PDF بعنوانٍ "دليلٌ شاملٌ لإنشاء مشروعٍ في الهند".
• دورةٌ بريديّةٌ مجّانيّةٌ بعنوانٍ "أكبر خمسة أخطاء يرتكبها روّاد الأعمال عند بدء مشاريعهم في الهند، وكيفيّة تجنّبها!" ترسل على مدى خمسة أيّامٍ.

أيّ الخيارين يبدو أكثر جاذبيّةً؟ بالتّأكيد الدّورة البريديّة؛  لأنّها تقدّم قيمةً متجدّدةً ومتدرّجةً، ممّا يجعل المشترك أكثر تفاعلاً وثقةً بعلامتك التّجاريّة.

أفكار لدورات بريدية مغرية

• لروّاد الأعمال: "كيف تجذب عملاء الشّركات خلال 7 أيّامٍ؟"
• للمحامين: "5 طرقٍ ذكيّةٍ لتوفير 10 آلاف دولارٍ من الرّسوم القانونيّة للأعمال".
• للمدرّبين الصّحّيّين: "خطّة وجباتٍ مجّانيّةٍ لمدّة 7 أيّامٍ لخسارة الوزن دون حرمانٍ".

هذا النّوع من المحتوى يجعل الاشتراك بديهيّاً، ويظهر خبرتك بطريقةٍ غير مباشرةٍ، ممّا يعزّز فرص التّحويل إلى عملاء فعليّين.

استخدم قائمتك بذكاء (التسويق بلا بيع مباشر!)

بناء قائمةٍ بريديّةٍ هو نصف المعركة، أمّا النّصف الآخر فهو إدارتها بفعاليّةٍ. وهنا يقع الكثير من روّاد الأعمال في الخطأ عندما يتعاملون مع قائمتهم البريديّة كمنصّةٍ للإعلانات البيعيّة المستمرّة، ممّا يؤدّي إلى فقدان المشتركين تدريجيّاً، فما السّرّ؟ بناء علاقةٍ وليس مجرّد بيعٍ!

أفضل القوائم البريديّة هي تلك الّتي تقدّم قيمةً حقيقيّةً للمشتركين قبل التّفكير في البيع. فبدلاً من إرسال عروضٍ ترويجيّةٍ متكرّرةٍ، ركّز على نسبة من 20% إلى 80%: ثمانون في المئة من محتواك يجب أن يكون مفيداً أو ترفيهيّاً أو ملهماً، وعشرون في المئة فقط مخصّصٌ للعروض البيعيّة.

أفكار للمحتوى غير البيعي

• نصائح عمليّةٌ سريعةٌ متعلّقةٌ بمجالك.
• قصص نجاحٍ واقعيّة لمتابعيك أو عملائك السّابقين.
• كواليس عملك لإضفاء طابعٍ شخصيٍّ على رسائلك.
• موارد مجّانيّةٌ مثل أدواتٍ أو قوالب قابلةٍ للاستخدام.
• أخبارٌ واتّجاهاتٌ حديثةٌ قد تهمّ جمهورك.

الاستمراريّة هي المفتاح، لا يكفي أن ترسل رسالةً بين الحين والآخر، بل يجب أن تكون لديك وتيرةٌ ثابتةٌ -سواءً كانت أسبوعيّةً أو شهريّةً- لإبقاء قائمتك متفاعلةً. والأهمّ من ذلك، اجعل رسائلك تبدو كأنّها تأتي من شخصٍ حقيقيٍّ، وليس مجرّد روبوتٍ تسويقيٍّ.

التسويق بالبريد الإلكتروني هو بناء علاقاتٍ، وليس مجرّد تجميع عناوين، فإذا كنت ترغب في أن تحقّق قائمتك البريديّة عائداً حقيقيّاً، ابتعد عن النّهج التّقليديّ القائم على البيع المباشر، وركّز بدلاً من ذلك على بناء الثّقة وتقديم قيمةٍ مستمرّةٍ. باختصارٍ، كلّما قلّت محاولاتك للبيع، زادت مبيعاتك؛ لأنّه في النّهاية، النّاس لا يشترون من قائمةٍ بريديّةٍ، بل يشترون من علامات تجارية يثيقون بها.